الأربعاء 07/مايو/2025

نحو انتفاضة فلسطينية ثالثة

نحو انتفاضة فلسطينية ثالثة

الغضب الفلسطيني الذي انفجر، ولا يزال، في وجه الاحتلال”الإسرائيلي” في الضفة الغربية والمناطق المحتلة عام 1948، ليس مجردانفعال عاطفي أو رد فعل آني على ممارسات الاحتلال وجرائمه الوحشية واستباحتهالمتكررة للمسجد الأقصى، بقدر ما يأتي استكمالاً للمقاومة الوطنية والشعبية التيظهرت أثناء التصدي للعدوان الأخير على قطاع غزة، ويحمل معه مؤشرات جدية علىإمكانية اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة.

لقد ظهرت بوادر انتقال المقاومة الشعبية من غزة على شكلإرهاصات أو انتفاضات مناطقية في مدن وقرى الضفة، مدعومة بتركيز لافت من فلسطينييال 48 على التصدي للهجمة الصهيونية على المسجد الأقصى والمقدسات الدينية في القدسالمحتلة، فيما حالت الخلافات والمناكفات الفلسطينية والانقسام الفصائلي دون تحولهاإلى انتفاضة شاملة، لكن التركيز على المسجد الأقصى بحد ذاته يؤشر إلى شكل وطبيعةالإرهاصات المقبلة، مع التذكير أنه كان منطلقاً للانتفاضة الفلسطينية الثانية عام2000.

أهم ما يميز الهبة الشعبية الفلسطينية الراهنة أنها حملتمعها أساليب وابداعات جديدة، بدءاً مما يمكن تسميته ب”حرب السكاكين”وحتى عمليات الطعن والصدم والدهس، التي وجدت قبولاً وتشجيعاً فلسطينياً عارماًيمكن ملاحظته في ردود الفعل الفلسطينية على مواقع التواصل الاجتماعي على شبكةالإنترنت، وهي مرشحة لأن تحمل المزيد من هذه الإبداعات التي أسقطت كل إجراءاتالاحتلال القمعية وقوانينه الإرهابية المشددة، ما دفع قادة الاحتلال الى حالة منالارتباك والتخبط، وجعله يقف على مفترق طرق، ما بين التراجع عن هذه الإجراءات، وهوأمر مستبعد رغم بيانات التهدئة المخادعة التي صدرت عن قمة الهرم في الكيان للتغطيةعلى جرائم الاحتلال ومستوطنيه، وبين اللجوء إلى مزيد من التصعيد بصب الزيت علىالنار المشتعلة أصلاً لدى شعب بلغ من النضج والإدراك ما يؤهله لأن يسعى بكلالوسائل والسبل إلى التحرر والخلاص من هذا الاحتلال البغيض.

لا يمكن، بطبيعة الحال، فهم ما يجري في فلسطين المحتلة،بمعزل عما يجري في المنطقة والظروف الإقليمية والدولية المحيطة، غير أن خصوصيةالقضية، وانسداد الأفق أمام التسويات والحلول، وما يرافقه من تصعيد متواصلوإجراءات قمع غير مسبوقة من جانب الاحتلال، لم تترك أمام الفلسطينيين من خيار سوىالعودة للإمساك بزمام المقاومة والكفاح والانتفاضة الشعبية. لكن هذه الجاهزيةالشعبية لا تزال تصطدم بعوائق فلسطينية كثيرة، على رأسها استمرار الخلافاتالفصائلية، ما يحول دون تشكيل قيادة وطنية موحدة، وعجز السلطة الفلسطينية عن حسمخياراتها والارتقاء إلى مستوى الحراك الشعبي، عبر المسارعة الى قطع كل صلاتها معهذا الاحتلال، والتحرك الفوري على الساحة الدولية للمطالبة بإنهائه. إذ لم يعدمبرراً ولا مفهوماً هذا التلكؤ والتباطؤ من جانب السلطة في الذهاب إلى مجلس الأمنحتى لو ووجهت بالفيتو الأمريكي، والانضمام إلى كل المنظمات والمؤسسات الدولية، بمافي ذلك التوقيع على معاهدة روما ونيل عضوية محكمة الجنايات الدولية لتجريمالاحتلال ومحاكمة قادته على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبوها ولايزالون يرتكبونها بحق الفلسطينيين.

صحيفة الخليج الإماراتية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...