الجمعة 09/مايو/2025

قدس من؟

قدس من؟

هل هي قدس أهلها المقادسة أم قدس فلسطين وحدها؟ وهل هيقدس العالمين الإسلامي والعربي فقط أم قدس الكوكب بأسره؟ هذه الأسئلة تطرح الآنبقوة على كل من ادعى بأن له مربط فرس في القدس، فلم ينج منها مسجد أو كنيسة أو أيمعبد.

لأن الاستباحة تشملها من الجهات الخمس حيث الجهة الخامسةهي جهة السماء.

لقد كُتب منذ عقود عن الأخطار التي تحدق بالقدس وكل مافي جغرافياها الرسولية ما يحوّل لون المحيط الأطلسي لو ألقي فيه، لكن لا حياة لمنتنادي القدس وأهلها وما حولها.

فالأقصى له شعب أيضاً يحميه إضافة إلى الرب الذي اختارتلك المدينة سُرَّة للكون وعاصمة للتاريخ، ففيها السدرتان.. المبتدى والمنتهى.

وما من حصاة فيها ليست ذاكرتها مترعة بالدم، لأنه طالمافاض حتى بلغ الرُّكب، وقد يفيض في عصرنا فيبلغ الأعناق ومن ثم يتجاوز سيل الانتهاكالزُّبى كلها ويكون الغرق.

لم تجد معتصماً فصاحت من أعماقها بأصوات مبحوحة.. واقدساه وكأنها تدرك أن ليس لها سوى ما تبقى منها وعليها الآن بعد كل هذا الخذلان أنتتعدد في أقاصي وحدتها.

الهوية فيها قضت كما الأرض والكتب والجدران، وعانت ثالوثالصهينة والعبرنة وأخيراً التهويد، لأنها بيت القصيد في الدراما كلها، ووداعها ليسكوداع غرناطة، إنه وداع العربي الأخير والصلاة الأخيرة في الأقصى، وبالتالي وداعحضارة برمتها.

لم تعد الاستغاثات تصل، لأن المُرْسَل إليهم وضعوا فيآذانهم طيناً وعجيناً، لهذا أدرك أهلها العُزل في ذروة العزلة والحصار أن ينوبواعن ثلث مليار عربي ومليارات أخرى من المسلمين والمسيحيين في الدفاع عن أطلال تجريترجمتها، وعن شوارع لا تفضي أو تسير إلا إلى نفسها.

فأي زقاق مقدسي الآن أبلغ من إمبراطورية الوعظ والتسويفوالمراوغة والفرار.

لهذا لن يترجم حفيف تينها وزيتونها إلى العبرية حتى لوكلف بهذه المهمة موسى بن ميمون ذاته.

ولن تمحو الجرافة الأمية والهمجية بصمة واحدة عن السدرأو عن أي عتبة خضراء فيها.

لهذا لن نقول ما قاله الإغريق الوداع يليق بإلكترا.فالقدس قادمة من مستقبلها حجراً حجراً وشجرة شجرة وضريحاً ضريحاً.. وستبقى المآذنوالكنائس فيها تقاوم حتى القيامة.

صحيفة الخليج الإماراتية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...