الأحد 11/مايو/2025

الثرثرات الفضائية.. والأقصى

الثرثرات الفضائية.. والأقصى

منذ اللحظة الأولى التي دنستها القدم الصهيونية في العام1967 والقدس تتعرض لحرب ممنهجة تستعر كلما وجدت في العرب ضعفاً، وهذه الحرب في أوجاستعارها، وفي مراحلها النهائية، وتتدرج من كثافة مدروسة للاقتحامات والاعتداءات منقبل المستوطنين تحت حراسة قوات العدو الصهيوني، إلى إغلاق المسجد الأقصى المباركأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، إلى الاعتداءات على المصلين، والاستيطانوالتهويد وتغيير معالم المدينة الإسلامية العربية الفلسطينية، استكمالاً للطوقالثلاثي لقبلة المسلمين الأولى بأضلاعه الثلاثة المتمثلة بقرار الكنيست الصهيونيفي نوفمبر عام 1967 بعد ستة أشهر من الهزيمة الساحقة والمذلة للأنظمة العربية، بضمالمدينة المقدسة، وثانيها الاستيطان المكثف والتهويد والذي «ازدهر» في ظلالمفاوضات العبثية، وثالثها القرار الذي جسد لاءات رئيس وزراء دولة العصاباتبنيامين نتانياهو لا لعودة القدس، ولا لحق العودة، ولا للانسحاب من خطوط 4 يونيو1967، وهي القضايا الجوهرية لإقامة سلام من أي نوع.

ونحن أمام المرحلة النهائية والحاسمة في المخطط الصهيونيالإحرامي بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض لأخطر مرحلة منذ جريمةإحراق منبر صلاح الدين على أيدي متطرف يهودي عام 1969، والذي دنسه المستوطنونوقوات الاحتلال الساعات القلية الماضية داخل المصلى القبلي المسقوف بأحذيتهم، ماذاهم فاعلون لمواجهة الهجمة الصهيونية الشرسة التي تسبق تقسيم المسجد الأقصى المبارككجس نبض لرد الفعل العربي والإسلامي قبل الجريمة الكبرى المتوقعة في أي لحظة منقبل دولة العصابات الإرهابية الصهيونية المحمية من ما يسمى بـ«المجتمع الحر»بقيادة الولايات المتحدة «صديقة العرب».

فالحرب الصهيونية التي لم تتوقف دقيقة واحدة منذ العام1967على قبلة المسلمين الأولى وثالث الحرمين الشريفين، لا يمكن لها أن تتوقف أوتلتفت إلى حرب البيانات والاستنكارات العربية، والثرثرات العربية على الفضائياتالتي لا معنى لها ولا تلتفت إليها دولة الاحتلال وحلفاؤها الغربيون وهي «الأسلحة»التي لا يملك العرب أكثر منها للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية، في ظل انكفاء كلالأنظمة العربية إلى ذاتها وإدارة الظهر لكل ما يتصل بالشأن الجمعي العربي،وبالقضايا ذات الصلة العميقة بالأمن القومي العربي المنهار.

فالمواقف العربية أكثر من هزيلة في معركة مصير القدسوالأقصى المبارك، فهي لا تتناسب أبداً وخطورة ما يجري، فالذي ينتظر القدس والأقصىمن دولة العصابات الإرهابية يتطلب «انتفاضة» عربية وإسلامية شاملة تسخر لها كلالطاقات والإمكانات وهي كثيرة تبدأ بوحدة الصف والهدف، واقتحام قوي وجاد للمحافلالدولية متسلحين بكل الأوراق الضاغطة بيد دول الأمتين العربية والإسلامية والتركيزعلى القدس والمسجد الأقصى.. وعدم التعويم كما هي العادة.. وبيد العرب والمسلمينأوراق عديدة يستطيعون توظيفها لو صدقت النوايا وتحررت الإرادة من التبعية، أما حربالبيانات والاستنكارات والإدانات والاستعراضات والثرثرات الفضائية فهي تجسد لهزال«الأمتين».

كاتب أردني

صحيفة الوطن القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات