الثلاثاء 13/مايو/2025

الأقصى يُشعل بركان الغضب

الأقصى يُشعل بركان الغضب

تتوالى الاعتداءات الإسرائيلية اليهودية على المسجدالأقصى المبارك بشكل يومي، وبوتيرة متصاعدة لم نشهد لها مثيلاً من قبل، فمنالاقتحامات وضرب المصلين واعتقالهم وتدنيس المسجد وحرقه، حتى وصل الجنودالإسرائيليون والمستوطنون إلى المحراب بأحذيتهم.

ما يقوم به الإسرائيليون، من اعتداءات وانتهاكات متكررة،لم تكن لتحدث لو كان هناك أي رد فعل عربي وإسلامي على هذه الجرائم اليومية، لكنالصهاينة الإسرائيليون تأكدوا من عدم وجود أي رد فعل على أفعالهم النكراء، فقررواالمضي قدماً بها.

للأسف الشديد، فإن التعامل العربي والإسلامي مع الاعتداءعلى أولى القبلتين وثالث الحرمين، يندرج في خانة الخزي والعار، وفقط بضعة مئات منالفلسطينيين تركوا للدفاع عن المسجد الأقصى، وغاب باقي الفلسطينيين ومعهم العربوالمسلمون، وكأن هذا المسجد لا يعنيهم بأي شكل من الأشكال، وكأن الأقصى لا يتمتعبأي قداسة أو أهمية أو احترام، حتى مقارنة مع تماثيل بوذا التي تحرك العالم كله منأجلها عندما فجرتها طالبان في أفغانستان، فأصنام بوذا تحرك العالم كله، في حين لايهتم أحد بالمسجد الأقصى، حتى ممن يعتبرون أنفسهم مسلمين.

لا يمكن فصل ما يجري في المسجد الأقصى المبارك عما يجريفي العالم العربي من أحداث، فكل بلد من البلدان العربية مشغول بهمومه ومشاكله، وكلالشعوب العربية غارقة في الأزمات والمصائب، لكن الأنكى من ذلك هو أن الأنظمةالعربية تتجاهل ما يجري في المسجد الأقصى والقدس، والأدهى والأمر أن بعض الأنظمةالعربية تتحالف مع الكيان الإسرائيلي، وتتغاضى عن جرائمها في المسجد الأقصىالمبارك، وهو ما دفع رئيس وزراء العدو الإسرائيلي إلى التصريح، بأن”القلاقل” التي يشهدها المسجد الأقصى سببها جماعة الإخوان المسلمينوحركة حماس، وهو بذلك يقول لحلفائه العرب وعلى رأسهم نظام السيسي الانقلابيوممولوه: إننا نقاتل عدواً واحداً، سواء كان هذا العدو في المسجد الاقصى أو رفحوسيناء أو اليمن، وهذا ما يجعل من الأقصى جزاء “الحرب على الإرهاب” التيتشمل مصر واليمن وسوريا والعراق وأماكن أخرى. ويبدو أن هذا المنطق من نتنياهو يرضيحلفاءه العرب وإن كان البعض منهم يرون أنه “زادها قليلاً”، ثم يقوم هذاالمسؤول الإسرائيلي بالمصادقة على بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية في قلبالقدس، ويهدم بيوت المقدسيين ويصادر أراضيهم.

هذا التحالف الآثم يتآمر على القدس والمسجد الأقصىوفلسطين كلها، فرئيس سلطة رام الله محمود عباس ميرزا يبحث عن “تهدئة”ويحذر من “حرب دينية”، وكأن الكيان الإسرائيلي كله ليس مشروعاً دينياًخالصاً، ويعمل على منع اندلاع أي غضب فلسطيني في الضفة الغربية للدفاع عن المسجدالأقصى، في الوقت الذي يعمل فيه حلفاؤه الآخرين على تهدئة الأمور، وقد ظهر هذاالأمر جلياً بتجاهل الإعلام العربي شبه الكامل لما يجري في المسجد الأقصى، وعدمالتعامل مع الحدث على أنه أولوية تستحق تغطية كبيرة.

ما نسيه نتنياهو وعباس والأعضاء الآخرون من “حلفالشيطان” أن المسجد الأقصى ليس كمثل المساجد الأخرى، وأن القدس ليست مدينةكباقي المدن، وأن فلسطين ليست أرضاً كباقي أرض الله، فهي الأرض المقدسة التيباركها الله، وهي أرض المحشر والمنشر، وهي أرض الرباط، وفيها بشرى رسول الله صلىالله عليه وسلم بالنصر “لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، أنتم شرقيالنهر وهم غربيه”، وفيها البشرى في القرآن الكريم في سورة الإسراء “فإذاجاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ماعلوا تتبيرا”، وهو وعد رباني صادق.

خلاصة القول: الاعتداء على المسجد الأقصى المبارك سيثيربركاناً من الغضب لله ورسوله ودينه ومسجده، وهو غضب لن يتوقف إلا بتحريره منالاحتلال والاستعمار والبغي.

صحيفة الشرق القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات