الجمعة 09/مايو/2025

استهداف المنازل القديمة بالضفة.. سياسة ممنهجة للقضاء على التاريخ

استهداف المنازل القديمة بالضفة.. سياسة ممنهجة للقضاء على التاريخ

تستهدف سلطات الاحتلال الصهيوني وبشكل متعمد المنازل القديمة والأثرية في الضفة الغربية من خلال عمليات الهدم المتواصل بذريعة السيطرة الأمنية على مناطق (ج) والتي تشكل ثلثي مساحة الضفة الغربية.

ولم تكن عملية هدم ثلاثة منازل تاريخية يربو عمرها عن الـ100 عام اليوم الإثنين (3-11-2014) سوى جزء من حلقة الاستهداف لتاريخ فلسطين وعمقها الحضاري.

ويقول مسؤول ملف الاستيطان في الضفة الغربية غسان دغلس لمراسل “المركز الفلسطيني للاعلام” إن قوات الاحتلال تقوم بعمليات منظمة لهدم البيوت القديمة، مشيرا إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها هدم بيوت قديمة في تلك المنطقة وغيرها.

 وأكد على خطورة هذه الحالة التي تستهدف اجتثاث التاريخ الفلسطيني من خلال أحد أهم مكوناته وهي المنازل القديمة التي تمثل هوية المنطقة.

 سرقة حجارة المنازل
ويشير أستاذ التاريخ محمد أبو صلاح أن الفن المعماري في فلسطين يعكس الحضارات المتعاقبة التي حكمت المنطقة، ولكن هذا الإرث التاريخي للشعب الفلسطيني مهدد بالدمار بسبب استهداف الاحتلال ولوقوع كثير من معالمه في مناطق (ج).

وطالب اليونسكو بأن يكون لها موقف تجاه استهداف هوية الشعب الفلسطيني المعمارية، مؤكدا أنه في الوقت الذي تبحث في سلطات الاحتلال عن أي معلم يعزز وجودها في هذه الأرض تهدم أي معلم يرمز للحضارة العربية.

 وأشار في حديثه لمراسلنا إلى ظاهرة خطيرة حول استهداف المنازل القديمة بالضفة عدا الهدم المستمر، وهي وجود عصابات منظمة صهيونية تقوم بشراء الأحجار القديمة المشكلة لتلك المباني بمبالغ باهظة ونقلها إلى مناطق داخل 48 وإعادة بنائها بشكل يوحي أنها تمثل تاريخا يهوديا.

 وأكد أن الربط بين نهج الهدم ونهج شراء الأحجار القديمة يشير بوضوح إلى المخطط الصهيوني الذي يحاول التواري حول قضايا لها علاقة بالتنظيم وبالبناء.

 ويضرب الناشط وائل عودة في سلفيت إلى مثال صارخ للسطو على حجارة المباني التاريخية، بما تحمله من مظاهر جمالية لتشييد مبان بطراز قديم للإيهام بتمثيلها رمزًا دينيًّا أو شعبيًّا، وهو حدث عندما سرقت حجارة خربة عزبة “دير سمعان” لتعيد بناءها  داخل مستوطنة “عالي زهاف” في محافظة سلفيت.

 تنوع تاريخي مميز
ويشير أبو صلاح إلى أن الأراضي الفلسطينية  تمثل أكثر من 3300 موقع أثري، بمتوسط موقع في كل نصف كيلومتر؛ حيث بلغ عدد المواقع الرئيسة في الضفة الغربية وقطاع غزة -حسب دائرة الآثار- 1944 موقعا أثريا رئيسا، وعدد المعالم الأثرية 10000 معلم، وهناك ما يزيد عن 350 نواة مدينة وقرية تاريخية تضم ما يزيد عن 60 ألف مبنى تاريخي.

وأكد أنه وبحسب المختصين فقد شكلت الأراضي الفلسطينية في الضفة وغزة إحدى أكبر مناطق النهب للتراث الحضاري في العالم.

ولا يقتصر هدم المنازل القديمة على الضفة الغربية، بل إن حي سلوان في مدينة القدس المحتلة يشهد عمليات هدم منظم للمنازل القديمة التي تمثل هوية الحي، وكنت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أشارت في تقرير سابق لها إلى أن الاحتلال دمر 132 معلما إسلاميا تاريخيا في حي المغاربة في القدس لوحده ، عدا عن سرقة الأحجار التاريخية القديمة.

وعدا عن الهدم وسرقة الأحجار؛ فإن سلطات الاحتلال تصر وبشكل حثيث على منع تطوير وإعمار البيوت والمعالم القديمة، وهو ما حدث في خربة المسعودية في بلدة برقة قضاء نابلس.

ويقول ذياب حجة -عضو لجنة إعمار منطقة المسعودية التاريخية في برقة- لمراسلنا: إن تاريخ منطقة المسعودية يعود إلى عام 1914م، حيث تبرعت عائلة آل مسعود بقطعة ارض تبلغ مساحتها 38 دونماً إلى شركة الحجاز للسكك الحديدية، وذلك لإقامة محطة للسكك الحديدية هناك، وباتت المنطقة محطة رئيسة للسكك الحديدية الحجازية التي تربط ما بين مدينة حيفا والأردن ومن ثم بلاد الحجاز (السعودية اليوم).

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال رفضت إقامة حديقة بتمويل أجنبي على ذلك الموقع وترميمه تحت حجج تبرز الأطماع الاستيطانية في الموقع وفي كافة المواقع التاريخية في المنطقة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...