الإثنين 12/مايو/2025

إلى متى تبقى غزة رهينة للأزمة الداخلية المصرية؟

إلى متى تبقى غزة رهينة للأزمة الداخلية المصرية؟

أعاد إغلاق السلطات المصرية معبر رفح، بالتوازي مع إجراءات ميدانية على امتداد الحدود الفلسطينية المصرية، إلى الواجهة مأساة إبقاء قطاع غزة ومعاناة سكانه رهينة الأزمات الداخلية المصرية الداخلية.

فبعد ساعات من إعلان الجيش المصري مقتل 31 جندياً وإصابة 27 آخرين بجروح، في هجمات مسلحة مركبة في منطقة الشيخ زويد بسيناء، أعلن عن إغلاق معبر رفح حتى إشعار آخر، وسط معلومات عن الاستعداد لإقامة منطقة عازلة في الجانب المصري من الحدود تمتد لمسافات تتراوح بين 1000 و1500 متر؛ بذريعة القضاء على الأنفاق، بالتوازي مع حملة إعلامية تحريضية ضد غزة وصلت إلى التلويح بتنفيذ عمليات نوعية وقصف مواقع فيها.

آثار سلبية

 ورأى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن الإجراءات المصرية التي ابتدأت بإغلاق معبر رفح حتى إشعار آخر، ستلقي بآثارها السلبية على الواقع الفلسطيني، كون معبر رفح المتنفس العربي الوحيد للفلسطينيين في قطاع غزة، لافتاً إلى أن هناك استهدافا واضحا لغزة بتشديد الحصار عليها.

وقال الصواف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: إن “توجيه الاتهامات لغزة هو أسهل ما يكون للسلطات المصرية”، مشدداً أن العمليات في سيناء لم تكشف عن قتل أو اعتقال فلسطيني واحد شارك في قتل الجنود المصريين.

حدود أمنية واتهامات دون دليل

ولم تتردد وزارة الداخلية بغزة وكذلك حركتا حماس والجهاد الإسلامي في التأكيد على عدم علاقة قطاع غزة بما جرى ويجري في سيناء.

فقد أكد إياد البزم الناطق باسم الداخلية، أن الحدود مع مصر مضبوطة وآمنة وتخضع لمراقبة وإجراءات مشددة من الأجهزة الأمنية الفلسطينية، و”أنه لا علاقة لغزة بما يجري في الداخل المصري”، بينما شدد القيادي في حماس والناطق الرسمي باسمها، الدكتور صلاح البردويل على أن ما يحدث في شبه الجزيرة العربية “سيناء” يدمي قلب كل عربي وفلسطيني ومسلم.

ورغم هذه المواقف، واصل الإعلام المصري شن حملة تحريضية ضد غزة، تصدّر خلالها العديد من الإعلاميين والمحللين والمسئولين الأمنيين السابقين، الذين هاجموا غزة، فيما نشر بعضهم تسريبات عن توجهات لمهاجمة مواقع بغزة.

وعبر القيادي في الجهاد الإسلامي خالد البطش عن رفضه لمحاولات بعض وسائل الإعلام والمحللين الزج بالشعب الفلسطيني في قطاع غزة من قريب أو بعيد بهذه الأحداث المؤسفة، قائلاً: “يكفينا معاناتنا مع المحتل الصهيوني وعدوانه المستمر، ففلسطين وقدسها المحتل بانتظار تضحيات أبناء الأمة التي تهدر في غير موضعها وتتناسى مع الأسف الشديد فلسطين.

مصر أداة الحصار

وأمام تداعيات الإجراءات المصرية وانعكاساتها الخطيرة على الوضع الإنساني بغزة، رأى البروفيسور عبد الستار قاسم، أستاذ العلوم السياسية بجامعات الضفة، أن مصر “أداة من أدوات الحصار على غزة”، لافتاً إلى أن الشعب الفلسطيني يعاني منذ سنوات طويلة على أيدي النظام المصري، والذي يفرز أسوأ ما لديه تجاه غزة وسكانها.

وقال قاسم في تصريح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “للأسف مصر لازالت تلحق بنا الأضرار ونحن ما زلنا نصدق أنها تقف إلى جانبنا، وممكن أن تصنع لنا شيئاً”. على حد قوله.

وأضاف: “المطلوب أن نبحث عن أصدقاء جدد يمكن أن يساعدوننا في حل الكثير من مشاكلنا”، مبيناً أن من يعتقد أن مصر يمكن أن تؤثر على الاحتلال الصهيوني فهو “واهم”.

وبين الأكاديمي الفلسطيني، أن الإعلام المصري كان ولازال قبل وبعد عملية سيناء يكيل لنا الاتهامات والشتائم ليل نهار.

مباحثات تثبيت التهدئة تدفع الثمن

ولم تقتصر تداعيات الأحداث على إغلاق المعبر، فقد أبلغت القاهرة الفصائل الفلسطينية رسمياً تأجيل المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال لتثبيت اتفاق التهدئة.

وقال مصطفي الصواف لمراسلنا، إن “الخاسر من مغادرة الوفود هي مصر”، عازياً ذلك إلى “أن مصر كانت تريد أن تحقق مكانة تعيد لها مكانتها”.

وقال: “هذا ما سعت إليه مصر خلال الفترة الماضية، إلى ما وصلت إليه بأن يكون ملف التفاوض تحت إشرافها، وأن يكون على أراضيها”.

ويبقى لسان حال الفلسطينيين في غزة، إلى متى سنبقى الشماعة التي تعلق عليها الأنظمة فشلها في مواجهة أزماتها الداخلية؟ وألا يكفي ما واجهته من محرقة على مدار ثلاث حروب وأكثر في سبع سنوات من الحصار؟

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....