الأحد 11/مايو/2025

الأرمـغــادون

الأرمـغــادون

قليلة هي الأمور الصادقة التي يتحدث عنها بنياميننتانياهو المعروف بمراوغاته وتملصه من استحقاقات السلام بأساليب تعجز عنها حتىالشياطين. ولعل من أهم ما قاله وصدق به قبل بضع ساعات، أن حرب عام «1948»، لم تنتهبعد وأنها ستستمر سنوات طويلة قادمة.

وإذا كان السبب المباشر الذي دفع رئيس الحكومة إلى هذاالقول يتلخص في تفجر الأوضاع الأمنية في القدس وتزايد ظاهرة الدهس بالسيارات فيالمدينة، منذ خطف وقتل الطفل محمد أبوخضير في الصيف الماضي، فإن الدافع الأولوالأهم لمواصلة ما تزعم “إسرائيل” أنه «حرب الاستقلال»، يمكن تشريحه منخلال الغوص في النفوس.. نفوس المتصارعين على الأرض الصغيرة المعروفة تاريخياًبفلسطين والممتدة من النهر إلى البحر.

ولما كانت حروب 56 و67 و73 و82 وما سبقها وتبعها منصدامات عسكرية أخرى، قد أخفقت في إخماد جذوة 48 الملتهبة، فهذا ما يدل بمنتهىالبساطة على أن حيفا ويافا وتل أبيب وعكا وعسقلان هي في جذورها التكعيبية فلسطينيةالأصل والموئل والانتماء، تماماً مثلما يعتبر الصهاينة في قرارة نفوسهم المريضة أنرام الله ونابلس وجنين وغزة، وحتى عمّان وبيروت ودمشق وبغداد والقاهرة، جزءاً منإسرائيلهم الكبرى.

ولم يخطئ نتانياهو أبداً، بل وضع إصبعه على الجرح الأبديالذي حفرته “إسرائيل” الغاصبة، على طول الجسد الفلسطيني منذ خمسة وستينعاماً ولا يزال ينزف بغزارة. ونستطيع القول تعقيباً على ملاحظة رئيس الحكومةالإسرائيلية إن اتفاق أوسلو كان مجرد معبر وهمي شأنه شأن طابا وبلانتيشن وماعداهما من بروتوكولات هزلية المضمون زائفة الأهداف أشرف عليها الأميركيون، شركاء “إسرائيل”في سرقة الأرض، ومهروها بأختام البيت الأبيض الزرقاء والحمراء.

وفيما تتواقح “إسرائيل” إلى حد اعتبارأبومازن، ملك الاعتدال والمهادنة، حاضناً لحماس الإرهابية، فإن عينها منصوبة علىكل الأرض العربية، آملة بالاستفادة من التخبط السياسي الذي أوجدته الحرب العالميةعلى الإرهاب، غير مدركة أن الفيضان الهادر الذي يضرب في كل الاتجاهات، قادر أنيطبق على عنق “إسرائيل” كجزء من معركة «الأرمغادون» الأسطورية التي تخط طريقهانحو التنفيذ.

صحيفة الوطن القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات