السبت 10/مايو/2025

عروة حماد.. شهيد انتفاضة القدس

عروة حماد.. شهيد انتفاضة القدس

عروة حماد الفتى الثائر ذو الخمس عشرة ربيعا، ثارت في دمه حمية الانتصار للمسجد الأقصى المبارك، فانتفض مع أقرانه في بلدته سلواد ضد جيش الاحتلال ومستوطنيه، قبل أن يرتقي شهيدا برصاص قناص صهيوني مساء اليوم الجمعة.

عائلة مجاهدة

عائلة عروة هي عائلة مجاهدة منذ سنوات طويلة، فكان جدُّه أحد المجاهدين ضد الانتداب البريطاني عام 1936م، كما تقول مصادر مقربة من عائلته، حيث جاهد الحاج قدورة حماد في الثورة الفلسطينية الكبرى.

وكان خال الشهيد عروة حماد ويدعى نبيل حماد “18 عاما” استشهد عام 1991 برصاص المستعربين الصهاينة، خلال مواجهات في البلدة إبان الانتفاضة الأولى.

وفي الانتفاضة الثانية اعتقل ابن خالته ثائر حماد، بسبب قتله أكثر من 11 جنديا صهيونيا بعملية “وادي الحرامية” عام 2002م، فيما تم اعتقال شقيقه محمد حماد، وحكم بالسجن لمدة 18 شهرا، وأطلق سراحه قبل أيام قليلة فقط.

فتى خلوق مجتهد

أحد أصدقاء الشهيد ويدعى محمد حامد، قال لمراسلنا في مستشفى رام الله الليلة وهو يبكي، أن عروة كان ملتزما بالصلاة في المسجد في غالبية الأوقات، إضافة لأخلاقه الحسنة؛ حيث كان متميزا بين أولاد صفه.

ووقف أولاد الصف العاشر حيث يدرس عروة، إضافة لمدرسيهم يعانقون بعضهم البعض بسبب ارتقاء صديقهم، ويواسون شقيقه محمد الذي بدا مذهولا من وقع الخبر.

عروة أحد المتفوقين بالصف العاشر، حيث كان يواظب على دروسه بشكل يومي باجتهاد، بهذه الكلمات قال لنا أحد مدرسي عروة بمدرسة شهداء سلواد للذكور.

وأضاف المدرس أيضا: “كانت لدى عروة طاقة كبيرة، فهو كثير الحركة والنشاط، حتما سنفتقده في الصف المدرسي”.

عائلة عروة المكونة من ولدين وثلاث فتيات انتقلت من الولايات المتحدة الأمريكية مفضلة العيش في البلدة على العيش في غربة الغرب.

أحد أقارب العائلة قال لمراسلنا: “والد الشهيد يعمل في أمريكا، وسيعود بعد يوم غد الأحد صباحا، حيث من المقرر أن يُشيع الشهيد عروة حتى يحظى الوالد بنظرة الوداع على طفله”.
 
حيثيات الشهادة

وكانت مواجهات عنيفة اندلعت مع الاحتلال بالقرب من جسر سلواد غرب البلدة، حيث رشق الشبان الغاضبون جنود الاحتلال ومستوطنيه بالحجارة على الشارع الالتفافي.

ونقل “م.ع” لمراسلنا، إنه مع ساعات مساء اليوم وصل للنقطة العسكرية في المنطقة عدد من دوريات المخابرات الصهيونية، حيث نزل منها عدد من الضباط الكبار يرتدون الزي العسكري والمدني، وبدؤوا كما يبدو للتخطيط لشيء ما.

ويضيف شاهد العيان لمراسلنا: “لقد شككنا في أنه يوجد كمين ما، أو حدث ما سيقع خلال الساعات القادمة.

وكان أحد جنود الاحتلال قد أطلق رصاصة قناص تجاه عروة عقب صلاة المغرب خلال كمين محكم لعدد من جنود الاحتلال أثناء إلقاء الشهيد عبوة حارقة على إحدى دوريات الاحتلال.

وأوضح شهود عيان لمراسلنا، أن الاحتلال احتجز جثمان الشهيد أكثر من نصف ساعة قبل أن يتأكد من وفاته، فيما فشلت كل محاولات الإنعاش الفلسطينية خلال نقله لمستشفى رام الله.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات