الجمعة 09/مايو/2025

إنها القدس.. يا عرب!

إنها القدس.. يا عرب!

قد يكون عنوان هذا المقال مملاّ للبعض، ويراه مطروقاً منالعديد من المحلّلين والكتّاب السياسيين.. معهم حق، ولكن الوجه الآخر لما يجري في”زهرة المدائن” يستحق الكتابة عنه باستمرار، لأن ما تتعرض له المدينةالمقدسة من انتهاكات صارخة، وأهلها من اعتداءات واستفزازات وقتل واعتقالات لايتوقف بفعل الزمن ولا يواجه بما يوقفه عند حد.

أهل القدس،.. يا إخواننا العرب والمسلمين يشعلون”انتفاضة شعبية صامتة” منذ الثاني من يوليو الماضي، يوم استشهاد الفتىمحمد أبو خضير على أيدي مستوطنين في جريمة اغتيال بشعة عبّرت عن حقد عنصري متوغلفي الذهنية الاستيطانية الإسرائيلية، امتدت شرارتها إلى الأحياء والأزّقة المحيطةبالمسجد الأقصى، وإلى خارج أسوار الحرم القدسي الشريف، كما أخبرني صديق يتواصل معيهاتفياً من القدس قبل يومين.

الانتفاضة المقدسية ضد قوات الاحتلال وقطعان المستوطنينينهض بها شباب وصبايا ونساء مسلحون بالحجارة، وباستراتيجية الكر والفر بين الأزقةالضيقة في باحات الأقصى، أما في الأحياء المجاورة للبلدة القديمة فسلاحهم هناكإطارات السيارت المشتعلة ومقاليع الحجارة ، كما واكب الحراك الشعبي المقدسي مجازرالاحتلال في قطاع غزة.

القدس والمقدسيون ومن يتمكن من الوصول إلى المدينة منخارجها يدفعون حياتهم ثمنا للحفاظ على إسلامية وعروبة الحرم القدسي الشريف لوحدهمولا سند لهم ومعين سوى رب العالمين، أليسوا على رباط ومن هم في أكنافها إلى يومالدين.

لا ينتظر الفلسطينيون من كيان القتلة والمجرمين الرحمة،ولا من هذا العدو الوضيع الإنصاف، وإنما العتب على ثلاثمائة مليون ونيف منالتجمعات البشرية العربية في وطننا الكبير، ومليار ونصف المليار من إخوانناالمسلمين، لأنهم لا يفعلون شيئا لقدسهم وأقصاهم.

كما أن الأحداث الخطيرة التي تشهدها المدينة المقدسة منذأسابيع مضت ولا تزال، لا تحظى بأي رد فعل من النظام الرسمي العربي المنشغل بهمومهوخلافاته، ويقف عند حد الصمت، بل ربما تجاوزه إلى ما هو أكثر من ذلك،، ولا تحظىأيضاً بتغطية واهتمام ومتابعة إعلامية عربية، رغم جسامتها وخطورتها، فهل الفلسطينيونلوحدهم المكلّفون شرعاً بحماية مقدسات العرب والمسلمين؟…هذا والله لشرف عظيملأهل القدس وللفلسطينيين عموماً.

سلطات الاحتلال تتحول الآن من مرحلة الاعتداءات الممنهجةالمتدرجة إلى مرحلة التنفيذ الفعلي للسيطرة على ثالث الحرمين الشريفين، ومن يقرأبتمعن ما يجري على الأرض الفلسطينية يدرك أن الأمر جد لا هزل فيه، وأن ما لحقبالحرم الإبراهيمي بدأ يلحق بالحرم القدسي.

وأحسب أن على كل رموز المجتمع المدني العربي على مختلفتخصصاتهم المشاركة في حملة واسعة لمناصرة قضية القدس، كدعوة رجال القانون العربيلصياغة وثيقة للدفاع عن المدينة المقدسة، شأنها شأن حائط البراق في بدايةالثلاثينيات من القرن العشرين، وشأنها شأن طابا في الثمانينيات.

ويصاحب هذا دور الأطباء والمهندسين والإعلاميينوالصحفيين لمناصرة قضية القدس بالكلمة المكتوبة والمسموعة والمرئية، لكسب المزيدمن الرأي العام العالمي، ولتأكيد عروبتها لدى الجيل الجديد لمواجهة اليهودالصهاينة والرد على أكاذيبهم وتفنيدها.

ومن الأهمية بمكان أن يشارك هؤلاء جميعاً وغيرهم مشاركةجماعية على المستوى المحلي والعربي والإقليمي والدولي، وإلى استمرار الجميع سواءالمواطنون والمثقفون والنقابات والمجتمع المدني العربي والإسلامي بالمشاركة معصناع القرار العربي لمواجهة إجراءات التهويد حتى تلقى قضية عروبة القدس اهتماماتوتعاطف الرأي العام العالمي.

وأنه من الأفضل أيضاً أن يتداعى العرب على الفور لقمةطارئة لبحث مسعى الاحتلال تشريع قانون من الكنيست لتقسيم المسجد الأقصى المباركبين اليهود والمسلمين وتهويد المدينة المقدسة على حساب الحقوق الفلسطينية المشروعةوحماية للمقدسات الإسلامية والمسيحية… “وذلك أضعف الإيمان”، وإلىالخميس المقبل.

صحيفة الشرق القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات