ما هو الرد على تصاعد الاستهداف للأقصى والقدس؟

خلال الأسابيع الأخيرة، وعلى نحو محموم، لم تتوقف الاعتداءاتالصهيونية على المسجد الأقصى، ما جعل المدينة المقدسة واحدة من أكثر البؤر التهاباًفي الساحة الفلسطينية، ليس في محيط المسجد، وفي مواجهة قطعان المستوطنين وحسب، بل فيشوارعها أيضاً، ربما لأن أمن السلطة ليس موجوداً هناك لكي يمارس هوايته في قمع المسيراتوتأكيد التنسيق الأمني، والغريب أن مسيرات تتضامن مع الأقصى في مدن الضفة ما لبثت أنتعرضت للقمع واعتقل عدد من المشاركين فيها، بينما كان الرئيس الفلسطيني يدعو إلى الرباطفي المسجد ومواجهة اعتداءات المستوطنين عليه!!
هل ثمة جديد في مسلسل الاستهداف المتواصل للمسجد الأقصى،ولعموم المدينة المقدسة، وهل نحن إزاء قدر من التسارع الذي تجعله أجواء المنطقة أكثرسهولة ويسراً، أم أن الأمر على حاله يسير باضطراد منذ عقود في اتجاه تكريس واقع الهيمنةعلى ما يعرف بالمربع المقدس الذي يوجد فيه المسجد وقبة الصخرة، وصولاً إلى ما باتُيعرف بالتقسيم الزماني للمسجد تمهيداً لتقسيمه مكانياً بعد ذلك.
أياً يكن الجديد في ملف استهداف المدينة بالاستيطان ومسجدهابالتهويد، فإن المسلسل ليس في وارد التوقف، وبحسب بن غوريون «لا معنى ل”إسرائيل”من دون القدس، ولا معنى للقدس من دون الهيكل». والنتيجة هي أن “الإسرائيليين”بعلمانييهم ويسارييهم ويمينييهم وحاخاماتهم يتوحدون خلف ملف «جبل الهيكل»، وعندما يرىيوسي بيلين، «حمامة السلام» “الإسرائيلي” المعروف، وصاحب وثيقة جنيف الشهيرة،أن جبل الهيكل بالنسبة لليهود، جميع اليهود، هو بمثابة مكة أو الكعبة بالنسبة للمسلمين،فذلك يعني أن أحداً ليس في وارد التنازل في هذا الملف، مع فارق في التفاصيل بين هذاالفريق وذاك. وفي آخر استطلاع “إسرائيلي” للرأي قبل أيام رفض حوالي ثلاثةأرباع “الإسرائيليين” التنازل عن القدس الشرقية وغور الأردن في سياق تسويةسياسية، فيما يبدو أن هذا التوجه سيُترجم قانونيا، إذ كشف عضو عربي في الكنيست عن نيةالصهاينة طرح مشروع في الكنيست يقضي بتقسيم زماني ومكاني للمسجد.
ما نتذكره دائماً، وينساه أصحاب نظرية «الحياة مفاوضات» هوأن المرحلة الأهم في التاريخ الفلسطيني هي انتفاضة الأقصى 28/9/2000، وكانت انطلاقتهارداً مباشراً على زيارة شارون للمسجد تأكيدا على حق اليهود فيه، وإن كانت الظروف الموضوعيةالأخرى هي التي وفرت إمكانية استمرارها، لاسيما فضيحة المفاوضات في كامب ديفيد صيفذلك العام، حين طالب “الإسرائيليون” بجزء من الشق العلوي للمسجد الأقصى،مع سيادة كاملة على شقه السفلي، وبالطبع من أجل استمرار البحث عن الهيكل الذي يزعمونوجوده تحت المسجد. كما نتذكر انتفاضات أخرى سبقتها من أجل القدس أيضاً (انتفاضة البراق،انتفاضة أبو غنيم، رداً على مستوطنة أبو غنيم في القدس التي أعلنها نتنياهو نفسه عام96).
إن أي حديث عن مواجهة المخططات الصهيونية بالصراخ والمفاوضاتومطالبة المجتمع الدولي بالتدخل لن يكون ذا قيمة، ولا ندري ما هي الإجراءات القانونيةالتي لوّح بها عباس لحماية المسجد، ولماذا لم يبادر إليها منذ زمن؟!
لقد ثبت أن مراحل المفاوضات هي الأكثر ازدحاماً بالاستيطانوالتهويد، أكان خلال أوسلو، أم خلال مرحلة القادة الجدد الذين ورثوا ياسر عرفات، ولاتسأل عن مواجهتها بدعوة العرب والمسلمين إلى زيارتها سائحين، فضلاً عن طلب التبرعاتالتي يمكن لملياردير يهودي واحد أن يدفع أكثر منها.
لا مجال لمواجهة تلك المخططات سوى بوحدة على قاعدة المقاومةالشاملة بعنوان واضح هو دحر الاحتلال من دون قيد أو شرط، أما الوحدة على قاعدة تكريسسلطة تخدم الاحتلال، ومفاوضات لن تأت بخير، فلا يمكن أن يؤدي إلى غير المزيد من التهويد،وتاليا تكريس التنازل بصيغة أو بأخرى، وربما توفير الأجواء لهدم المسجد برمته من أجلبناء الهيكل، وفي المدى القريب تقسيمه بين المسلمين واليهود، زمانياً، تمهيداً لوضعاليد عليه بالكامل.
اليوم يبدو المشهد بائساً، ففي ظل سلطة التنسيق الأمني فيالضفة الغربية، وانشغال أنظمة العرب بمطاردة ربيع الشعوب وثوراتها، ليس بالمواجهة سوىالشيخ رائد وأنصاره، وأبناء القدس ومحيطها الذين يتصدون بشكل يومي لممارسات المستوطنينومن يحميهم، والذين ما برحوا يذكرون بقضية الأقصى، ليس فقط لخصوصيتها، بل أيضاً لرمزيتهاكعنوان لقضية فلسطين التي يدفنها قادة السلطة والمنظمة وفتح بمفاوضات يعلم الجميع أنهالن تمنحهم غير دولة مؤقتة في حدود الجدار، أو حل مشوّه لا قدس فيه ولا سيادة ولا عودةللاجئين.
صحيفة الدستور الأردنية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...

حماس: المؤسسات الأممية هي الوحيدة المختصة بتوزيع المساعدات بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة حماس، إن المجاعة في قطاع غزة تشتدّ بشكل كارثي وسط استمرار الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء. وأكدت في بيان...

إطلاق الأسير ألكسندر يفجر غضب عائلات باقي الأسرى على نتنياهو
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام فجّر قرار حركة حماس إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر من قطاع غزة غضب عائلات باقي الأسرى...

حرّاس الأقصى يحبطون محاولة ذبح “قربان تلمودي” في باحات المسجد
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أحبط حُرّاس المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم الاثنين، محاولة مستوطنين إدخال "قربان حي" إلى باحاته عبر باب...