قيادات مقدسية: زيارة العرب للقدس خدمة الاحتلال

اعتبرت قيادات مقدسية زيارات الوفود العربية إلى مدينة القدس في ظل الاحتلال الصهيوني لا تصب في مصلحة القضية الفلسطينية، وإنما في صالح سياسة الاحتلال التطبيعية والتهويدية.
وقال رئيس الهيئة الإسلامية العليا إمام وخطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري، إنّ الزيارات لا تعطي النتائج الإيجابية التي ينادون بها، لأن الزائر يمكث فترات قصيرة ويعود إلى بلده.
وأضاف: “هذا إلى جانب ذلك لا يستطيع أي شخص أن يزور القدس إلا إذا حصل على تأشيرة من السفارة الصهيونية في عمان أو في غيرها أو من خلال التنسيق الأمني، وأرى أن التنسيق الأمني أخطر من الحصول على التأشيرة”.
وأكد خلال حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”، أن إلهاء الشعوب العربية بالزيارات ينسي الناس موضوع إنهاء الاحتلال وتحرير البلاد، وأن هذه الزيارات هي إقرار وتسليم بالوضع الاحتلالي لمدينة القدس.
وتابع أن “الزيارات تنعش الاقتصاد الصهيوني بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وعليه نحن نرحب بأي مسلم يزور البلاد، ولكن هناك محاذير سياسية ترجح على الزيارة وأخطر هذه المحاذير هو التطبيع”.
وأشار إلى أن الفتاوى التي صدرت في موضوع تحريم الزيارة ليست جديدة وليست منحصرة بعالم واحد، بل بدأت منذ عام 1967، حينما أصدر الشيخ جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق فتوى بالتحريم، وتبعه المئات بل الآلاف من العلماء من مصر ومن الأردن ومن سوريا ومن مختلف الأقطار العربية والإسلامية.
وأكد أن الدعوات الجديدة للزيارة ما هي إلا دلالة على ضعف العرب في إنقاذ القدس من الاحتلال الصهيوني.
وطالب إمام الأقصى جميع العرب والمسلمين العمل على إنهاء الاحتلال، لأن وجوده هو سبب المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني بشكل عام، فلا نقر هذه الدعوات، إنما نعتبرها دعوات مشبوهة، ولا تصبّ في خدمة القضية الفلسطينية ولا الاقتصاد المقدسي.
بدوره، قال المفكر الإسلامي جميل حمامي: إنّ قضية زيارة مدينة القدس والأقصى في ظلّ الاحتلال مسألة فقهية اختلف عليها أهل العلم، فمنهم من يؤيد ومنهم من يعارض، والذي يعارض له وجهة نظر تحترم، والذي يؤيد يستند إلى بعض الأدلة.
لكنه أضاف: “أنا أنظر إليها من الناحية السياسية، فمن هذه الناحية زيارة القدس والمسجد الأقصى من قبل أمتنا في العالم العربي والإسلامي هي إعطاء الاحتلال الشرعية”.
وأردف قائلا: “مثلا عندما يذهب المواطن العربي أو المسلم للحصول على تأشيرة الدخول إلى مدينة القدس وإلى الأقصى هو يطلب الإذن من الاحتلال الذي يتحكم بالمعابر سواء معابر برية أو جوية، وهذا في نظري يعطي الاحتلال شرعية السماح والمنع من دخول الناس”.
وأكد حمامي على وجوب توحد الأمة، وألا تختلف بين بعضها في هذه المسألة، فالأصل أن يكون الموقف موحّدا؛ لأن القدس ليست بحاجة إلى زيارات سواء كانت بروتوكولية أو زيارات للتعرف على الناس.
وشدَّد على أنّ القدس بحاجة إلى خطة إستراتيجية على مستوى الأمة لتخليصها من الاحتلال، وبالتالي الأمة ينبغي عليها أن تتفق على هذه الخطة الإستراتيجية.
وتابع: “الأمر يحتاج إلى دعم وجود المقدسيين وأهل القدس والأقصى في صمودهم ورباطهم وثباتهم أمام إجراءات الاحتلال التي نراها كل يوم ونسمعها ونعيشها، فالاحتلال يريد أن يفرض واقعا ويغير ملامح ومعالم مدينة القدس، وفي واقع المسجد الأقصى والتغيرات التي جرت في المسجد الأقصى دليل على ما نقول”.
وقال: “مع حبنا وتقديرنا ورغبتنا في أن نجد إخواننا من العالم العربي والإسلامي حولنا في مدينة القدس، لكن نريدهم في البعد الحقيقي أن تكون هذه الزيارات في ظل سيادة فلسطينية على مدينة القدس وعلى المسجد الأقصى المبارك، وأنا لا أريد أن أعطي هذا الاحتلال الشرعية في عالمنا العربي والإسلامي في تضامنهم وتكاتفهم مع الشعب الفلسطيني”.
وأعرب حمامي عن اعتقاده أنّ هذه الزيارات تفسح للاحتلال الفرصة لأن يقول بأنه يسمح بزيارة القدس وبالحرية الدينية، وفي الحقيقة يمنع من يشاء ويُدخل من يريد إلى الأقصى والقدس.
وأوضح أن حراس الأقصى يمنعون من دخول المسجد لفترة معينة إلى جانب المواطنين الآخرين الذين يقاومون إجراءات الاحتلال للمس بالمسجد الأقصى.
ويرى أنه لا يوجد أي دعم للمواطن المقدسي من خلال هذه الزيارات، فهو يحتاج إلى أن تتخلص مدينة القدس من هذا الاحتلال، وأن يعيش المواطن بحرية ويمارس عبادته وشعائره الدينية في أماكنه المقدسة بأمان، وليس تحت سلاح الاحتلال.
أما الشيخ ياسر أبو غزالة مدير التطوير والتخطيط الإداري في أوقاف القدس، فاعتبر أن هذه الزيارات جسر للتطبيع بين الاحتلال والجماهير العربية والإسلامية، وهي لا تحقق شيء لمبتغى الناس الذين يقومون بها.
كما وصف الزيارات بالفقاعات الصابونية التي تريد أن تجمل وجه الاحتلال القبيح الذي يريد أن يطمس على حقوق الشعب الفلسطيني وحقوق المسلمين عموما.
وقال لـ “المركز الفلسطيني للإعلام”، إن هذه العملية مفضوحة ومكشوفة، وينبغي أن يعلم العالم الذي يشرع بمثل هذه الزيارات أن أبناء القدس لا يستطيعون الوصول إلى المسجد الأقصى.
وأشار إلى أن هذه الزيارات تخالف عقيدتنا وديننا، لأننا نعيش تحت الاحتلال والمسجد الأقصى يتعرض لهجمات صهيونية تهويدية متلاحقة.
وتابع يقول: “المسجد الأقصى ليس ملكا للفلسطينيين أو المقدسيين وحدهم، وإنما ملك للمسلمين، ومن حق أي مسلم أن يأتي للصلاة، ولكن ليس تحت حراب المحتل، ونتمنى ممن يحبون ويعشقون الأقصى أن يحشدوا الجيوش ويأتوا محررين”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

إصابة جنود إسرائيليين بصاروخ مضاد للدروع في حي الشجاعية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم السبت، بإصابة عدد من جنود جيش الاحتلال في قطاع غزة نيران المقاومة الفلسطينية. وقال...

جامعة كولومبيا تعلّق دراسة 65 طالبا احجوا ضد الإبادة في غزة
واشنطن - المركز الفسطيني للإعلام علقت جامعة كولومبيا دراسة 65 طالبا من "مؤيدي فلسطين" لمشاركتهم في احتجاج داخل المكتبة الرئيسية للجامعة يوم الأربعاء...

باكستان تطلق عملية “البنيان المرصوص” ضد الهند
إسلام أباد - المركز الفلسطيني للإعلام أطلقت باكستان فجر اليوم السبت، عملية عسكرية مضادة للهجمات العدوانية الهندية على أراضيها ومنشآتها العسكرية تحت...

لجنة أممية تحذر من خطر المجاعة والمرض على الفئات الهشة بغزة
جنيف - المركز الفلسطيني للإعلام قالت لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري إن نفاد الغذاء في قطاع غزة، إلى جانب الدمار الواسع...

إصابتان برصاص الاحتلال وهجمات للمستوطنين في الضفة
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب شاب فلسطيني برصاص الاحتلال في بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، فجر السبت، في الضفة الغربية المحتلة، إثر اقتحام...

“الجهاد الإسلامي” تنعى القائد بسرايا القدس الشهيد نور البيطاوي
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام نعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الشهيد نور عبد الكريم البيطاوي، القائد في "كتيبة جنين" التابعة لسرايا القدس،...

حماس: اغتيال المقاومين في الضفة لن يزيد شبابها الثائر إلا مزيداً من الإصرار على المواجهة
الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس أن سياسة الاحتلال الصهيوني باغتيال المقاومين وتصعيد استهدافه لأبناء شعبنا في الضفة الغربية؛...