اعتراف صهيوني يكشف جوانب القصور والخطأ في التعامل مع أنفاق حماس في غزة بعد الحرب

قال “عاموس هرئيل” الخبير العسكري الصهيوني أن الجيش على مشارف غزة يتصدى لأنفاق حماس بلا خطط أو تدريب، بل إن هناك فجوات كبيرة في التأهيل والتدريب والعتاد، جعلت من الصعب على الجيش القيام بمهماته الأساسية في الحرب الأخيرة في قطاع غزة، خاصة تدمير الأنفاق الهجومية التي حفرتها حماس من القطاع إلى “إسرائيل”.
وأضاف: في زمن القتال ضد حماس استولى الجيش على منطقة بعرض نحو 2 كم في أطراف الأراضي المبنية الفلسطينية، من شمال القطاع وحتى جنوبه، كي يدمر 32 نفقا هجوميا أشارت لموقعها أذرع الاستخبارات، لكن هذه الفجوات، بجانب خطط عملياتية جزئية تم تعديلها واستكمالها في اللحظة الأخيرة فقط، أدت لتمديد العملية البرية لما يتجاوز التوقعات الأصلية لدى جهاز الأمن.
ونبعت التأخيرات من حقيقة أن الكابنيت تردد طويلا في إقرار العملية ضد الأنفاق، على خلفية التحفظات في جهاز الأمن نفسه، وللمفارقة، فإن الهجوم المبكر على فوهات الأنفاق من الجو جعل صعبا عمل القوات على الأرض، ما إن دخلت للقطاع لأنه شوش العثور على مسارات الأنفاق، وإذا لم يكن هذا كافياً، فقد كانت تنقص القوات البرية الوسائل المناسبة لتفجير الأنفاق بعد أن تم العثور عليها.
وأشار إلى أن الجوانب المختلفة المتعلقة بقضية الأنفاق نشرت في ظل الحرب وفور انتهائها، أما التحقيق الحالي فيستند لمحادثات مع 20 من المشاركين المركزيين في العملية وفي إقرارها: وزراء في الكابنيت، ضابط كبار في الجيش، رجال استخبارات، ضباط وجنود شاركوا بتدمير الأنفاق.
وعندما تبين حجم تهديدها، تركز النقاش الجماهيري في الصعوبة المتواصلة في إيجاد حل تكنولوجي للعثور عليها، والصورة المتبلورة الآن أوسع بكثير، وتكشف فجوات في سلسلة من المجالات، فالاستعداد والمعالجة للأنفاق لا يزال يفترض أن تفحص بجذرية من جانب لجنة الخارجية والأمن في الكنيست.
فيما أوضح “غيلي كوهين” المراسل العسكري أنه بين حملة “الرصاص المصبوب” في 2009 وحملة “عامود السحاب” في تشرين الثاني 2012 سرعت حماس من حفر منظومة الأنفاق والخنادق التحت أرضية في أرجاء القطاع، لكنها تركزت في المرحلة الأولى على الأغراض الدفاعية.
وقد شددت حماس الوتيرة في خطتها التنفيذية، وبجانب تعزيز منظومة الصواريخ، قررت بذل جهد خاص في تطوير الأنفاق الهجومية، التي رأت فيها مشروعا استراتيجيا، وحتى صيف 2014 حفرت أكثر من 30 نفقا هجوميا، بكلفة مئات ملايين الدولارات.
•المعالجة الهجومية
وأضاف: نجحت شعبة الاستخبارات “أمان” وجهاز المخابرات “الشاباك” في العثور معا على 32 نفقا، لكن كان بينهما جدال حول مسألة كم من الأنفاق حفرت حتى الآن تحت الأراضي الصهيونية، وتراوحت التقديرات بين ثلث ونصف العدد الإجمالي، لكن كشف هذه الأنفاق أعطى الجيش المقاييس الصحيحة، ففي الماضي عرف أنفاق تهريب وتفجير ضيقة كان ينبغي التقدم فيها في سير منحني، أما الأنفاق التي عثر عليها مؤخرا، فأوضحت بأن أمامه شيء آخر تماما.
كانت الأنفاق واسعة مع شبكات اتصال داخلية، حفرت عميقا تحت الأرض، وتم تكثيف بطاناتها بطبقات من الإسمنت، كان يمكن السير فيها وقوفا دون صعوبة، وفي هذه هي المرحلة فهمنا بأنه لم يعد الحديث يدور عن تهديد تكتيكي موضعي على قوات الجيش على طول الجدار، بل جزء من شيء أوسع وأخطر.
وأضاف: فجأة ترى أمام ناظريك عملية خطط لها لعمق نحو 300 متر أو أكثر داخل “إسرائيل”، أنت تدخل النفق وتفهم بأنه لم يستهدف فقط اختطاف جندي على مقربة من الجدار، بل يمكنه أن ينقل قوات للعدو بحجم كبير في غضون وقت قصير لما وراء الخطوط، والهجوم من هناك.
وأوضح: كان هذا الفهم الذي تبلور في ذاك الوقت أمام قيادة الجيش، أن حماس تخطط لخطوة كبيرة في يوم ما، فالأنفاق الهجومية يمكنها أن تستخدم لهجوم منسق ضد عدة أهداف كضربة أولى في جولة القتال مع الجيش، أو كبديل، لهجوم مفاجئ وراء خطوط قوات الجيش، بعد أن تكون هذه قد هاجمت في القطاع، وفي نفس الوقت تركز الجهد الاستخباري والعمليات على فهم مشروع الأنفاق.
ولذلك أصدرت شعبة الاستخبارات “أمان” تقريرها لاستعراض الأنفاق الهجومية المعروفة، والمسار المعروف لكل واحد منها، وخصصت لقيادة المنطقة الجنوبية مقدرات عديدة: وسائل، منظومات لجمع المعلومات وقوات لغرض معالجة الأنفاق، لكن الخطوة ضد الأنفاق لم تخرج بقدر كبير عن مجالات قيادة المنطقة الجنوبية أو الاستخبارات.
فسلسلة الحلول التكنولوجية للعثور على الأنفاق، لم تنتج ردا يسمح بالعثور على فتحات الأنفاق في الجانب الصهيوني، أما السياسة التي أملتها القيادة وهيئة الأركان، فقد رفضت معالجة هجومية مانعة من الجيش في الجانب الفلسطيني من الجدار، ولم تقصف “إسرائيل” من الجو مسارات الأنفاق التي شخصتها في أراضي القطاع، ولم تبعث بقوات برية كي تضربها، خشية أن تؤدي خطوة مسبقة من جانبها لاشتعال مواجهة عسكرية مع حماس.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

قتلى وجرحى في تفجير مبنى بقوة من لواء غولاني برفح
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قتل عدد من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي وأصيب آخرين في رفح، اليوم الخميس، وفق وسائل إعلام إسرائيلية، فيما قالت كتائب...

شهيد وجرحى في سلسلة غارات إسرائيلية على جنوب لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مواطن لبناني وجرح آخرون، في سلسلة غارات شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على جنوبي لبنان، اليوم الخميس، على ما...

حصيلة الإبادة ترتفع إلى أكثر من 172 شهيدا وجريحا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم الخميس، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 106 شهداء، و367 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...

الادعاء الروماني يحيل شكوى ضد جندي إسرائيلي إلى النيابة العسكرية
بوخارست - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مؤسسة “هند رجب” أن المدعي العام في رومانيا أحال الشكوى التي تقدمت بها المؤسسة ضد جندي إسرائيلي إلى مكتب...

الاحتلال يحول الصحافي الفلسطيني علي السمودي إلى الاعتقال الإداري
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام حوّلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، الصحافي الفلسطيني علي السمودي من جنين، شمالي الضفة الغربية،...

“موت ودمار لا يمكن تصوره”.. منظمة دولية تطلق نداءً لوقف النار في غزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام أطلقت "منظمة أوكسفام الدولية"، نداءً مفتوحًا يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، محذّرة من استمرار الكارثة...

شهيد وإصابات برصاص الاحتلال في البلدة القديمة بنابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شاب، متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي، خلال اقتحام البلدة القديمة من مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية...