الخميس 08/مايو/2025

الاحتلال في مخيم عايدة..عجز عن المواجهة فانتقم من المياه

الاحتلال في مخيم عايدة..عجز عن المواجهة فانتقم من المياه

هو الاسم الذي يتكرر يوميا في وسائل الإعلام؛ مخيم عائدة للاجئين الفلسطينيين شمال بيت لحم جنوب الضفة المحتلة، اقتحامات لجنود الاحتلال المتواجدين في الأبراج العسكرية المتربصة بمواطني المدينة على حدودها الشمالية مع مدينة القدس المحتلة.

الاقتحامات التي تنتج عنها مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال؛ يصب الأخير فيها جام غضبه على المقاومة العنيفة التي يشهدها المخيم؛ إما برش المواد الكيماوية – التي تشبه في رائحتها المياه العادمة – على الشوارع وعلى جدران المنازل في المخيم، أو بإطلاق قنابل الغاز بكثافة في أزقته.

يستشيط غضبًا.. فينتقم بطشًا

مساء الجمعة الماضية؛ اندلعت مواجهات كالعادة في أزقة المخيم، بعد اقتحام جنود الاحتلال له؛ وكالعادة أيضا رد الشبان الفلسطينيون على هذا الاقتحام بإلقاء الحجارة، وما تيسر من زجاجات حارقة باتجاه الجنود؛ الذين يعجزون في كل مرة عن إيقاف هذه الشعلة المقاوِمة في هذه المنطقة الحساسة، التي تعتبر الخاصرة الجنوبية للقدس.

في غمرة هذه المواجهات اقتحم الجنود محطة ضخ المياه الرئيسة التي تغذي مخيما يسكنه أكثر من ستة آلاف لاجئ؛ فرشوا كميات كبيرة من المواد الكيماوية سالفة الذكر على خزانات المياه المخصصة للشرب، والتي تتسع لحوالي مئتي متر مكعب من المياه.

يصف سامي حمدان موظف المحطة الحدث لمراسلنا قائلا؛ على حين غرة، استدارت سيارة رش المواد الكيماوية باتجاه المحطة التي تقع عند مدخل المخيم، وقامت برش هذه المواد باتجاه خزانات المياه، ما دفعني على الفور لإغلاق المحابس المغذية للمخيم لكي لا تتسرب المواد الكيماوية لخزانات المواطنين؛ وأبلغت الجهات المسؤولة عن الموضوع.

مواد كيماوية.. رائحتها كريهة وماهيتها مجهولة

ويؤكد المهندس أكرم نصار؛ رئيس سلطة المياه والمجاري في بيت لحم لمراسلنا، والذي يقع مخيم عايدة تحت مسؤوليته، أنه تم أخذ عينات من المواد التي تم رشها، وهي الآن قيد الفحص في مختبرات السلطة للتعرف على ماهية هذه المواد وتقدير الموقف للتعامل مع الأمر، لأن المواد ماهيتها مجهولة لدى الجهات الفلسطينية، لكنها معروفة برائحتها الكريهة التي تلتصق لأيام على الجدران، حيث تشبه رائحة المياه العادمة.

في المقابل تابع نصار قوله أنهم يتابعون الأمر مع ما يعرف بالارتباط المدني الفلسطيني، الذي تقع عليه مسؤوليته التواصل مع الاحتلال ورفع شكاوى ضد الجيش؛ الذي كاد يتسبب بكارثة بيئية لو –لا سمح الله- تسربت هذه المياه ووصلت خزانات المواطنين في المخيم.

في غمرة هذا الحدث الخطير من نوعه، والسابقة التي قد تسبب تلوثا في مياه مخيم عايدة؛ يبقى تساؤل المراقبين عن عجز الاحتلال في التعامل مع مقاومة المخيم ليصب جام غضبه على مياه تذهب بعضا من ظمأ اللجوء والشتات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات