الأحد 11/مايو/2025

وصمة عار بوجه الأرض

وصمة عار بوجه الأرض

تبدو “إسرائيل” لقراء المستقبل، عاجزة عنالنجاة بجلدها إذا أصرت على الظفر بأرض لا تمتلكها. قد لا يكون الموقف خطيراً جداًبالنسبة لصناع القرار الإسرائيلي في اللحظة الراهنة، لكن اعتراف مجلس العموم الذييمثل مشاعر ووجهات نظر غالبية قطاعات الشعب البريطاني، يعطي مؤشراً متعاظماً علىصحوة ضمير تنتاب شعباً تآمرت حكومته في حقن الشرق الأوسط بدولة دخيلة أربك وجودهاحياة الإقليم مما شرد الفلسطينيين وحرمهم من ثلاثة أرباع وطنهم، والربع الأخير علىالطريق.

وإذا كانت خطوة مجلس العموم غير مدعومة من قبل حكومةلندن الحاضن الأول لإقامة الدولة العبرية في فلسطين، فإن نتيجة التصويت تكشف مدىالاستياء والغضب اللذين يجتاحان الشارع البريطاني تجاه كارثتين منظمتين لعرقلةالحل، وهما حرب الإبادة التدميرية على قطاع غزة، والتسارع غير المسبوق منذ ثلاثةعقود، في سرقة أرض الفلسطينيين بهدف توسيع الاستيطان اليهودي القاتل لحل الدولتين.

وبعد أن قال النائب «أوتاواي» رئيس لجنة الشؤون الخارجيةفي مجلس العموم إن الاستيلاء على الضفة الغربية أثار حنقه أكثر من أي شيء آخر طيلةحياته السياسية، يصف الوزير السابق السير «ألن دنكن» بناء المستوطنات في الضفةالغربية بأنه وصمة عار عميقة في وجه الكرة الأرضية. وكان السير ألن على حق حينماقال إن أي سياسي يؤيد الاستيطان لا يعتبر مؤهلاً لخوض الانتخابات، أو مواصلة أينشاط دبلوماسي، أو يحتل مقعداً في أي مجلس نواب.

كما لم يتردد السير ألن في وصف الدفاع عن سياسات “إسرائيل”الحالية، بأنه يوازي في خطورته رغبة البعض في تدمير الدولة العبرية.

ورغم ردود المجالس اليهودية في بريطانيا على السير ألن،ووصفه كغيره من منتقدي “إسرائيل” الموضوعيين بمعاداة السامية، فإن شمسالصباح التي بدأت بحرق غربال لندن، وغرابيل ستوكهولم وباريس وروما وغيرها منالعواصم الغربية المدركة للحقيقة والمتوجهة نحو الإقرار بها، ستعم المنطقة فيالنهاية، رغم ما يعتريها من توترات وتغيرات مرعبة، تظن مدارس فكر يهودية مضللة،أنها ستصب في مصلحة “إسرائيل”.

صحيفة الوطن القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات