الأحد 11/مايو/2025

سيزيف وحجارة غزة

سيزيف وحجارة غزة

قبيل وقف إطلاقالنار في غزة، وفيما كانت وتيرة الكلام تتصاعد عن ترميم ما دمر من القطاع، قالالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: إن هذه هي المرة الأخيرة التي تتبنى فيهاالأمم المتحدة إعمار غزة. لكن الرجل لن يبقى إلى الأبد أميناً عاماً، وسوف يعقبهآخرون وهو لم يزعم أنه ينطق باسمهم ويعبر عن المستقبل، وغداة انعقاد مؤتمر القاهرةلإعمار القطاع قال توني بلير إن السلام هو الضمانة الوحيدة لجدوى وإدامة هذاالإعمار، وقد يقول آخرون أقل التزاماً بالبروتوكول السياسي، إن هذا الإعمار ككل ماسبقه هو مجرد لعبة ليغو لا يستغرق تفكيكها أكثر من حركة بالأصابع سواء كانت تضغطعلى زناد أو تعبث باللعبة كلها.

إذاً، لا إعمارأو ترميم لكل ما دمر من بيوت ومؤسسات وبنية تحتية بلا ضمانات دولية لعدم استئنافالعدوان، فإذا تكرر بعد عامين أو ثلاثة فإن المسألة كلها تصبح أشبه بأسطورة سيزيفاليونانية، والتي تتلخص في صعود وهبوط رجل يحمل صخرة إلى قمة الجبل، ويكرر هذهالرحلة على مدار الساعة بلا أي طائل!

لكن ما هي تلكالضمانات التي أشار إليها راعي الرباعية ومبعوثها بلير؟ وهل بالفعل اطمأن بان كيمون الذي قرّر زيارة القطاع للتعرف عن كثب إلى احتياجات الناس فيه إلى أن هذاالعدوان هو الأخير؟

الإجابة ليستتفكيك لغزٍ أو أحجية إنها ترتهن لشرطين، أولهما الائتلاف الوطني الفلسطيني وعدمالعودة إلى دراما هابيل وقابيل الفلسطيني إذا ارتطم كوز القطاع بجرة الضفة!

أما الشرطالثاني فهو خروج تل أبيب من مدار التصريحات التكتيكية حول استئناف عملية السلام،والتعامل بجدية مع السلطة الفلسطينية باعتبارها شريكاً وليس كما صرح نتنياهووليبرمان وآخرون من ساسة الدولة العبرية وجنرالاتها بأن السلطة لم تفرز بعد شريكاًللسلام.

إن إعمارالقطاع ليس مشروعاً يستغرق إنجازة زمناً قصيراً، لأنه مدمر وفيه عشرات الألوف منالمنازل والمدارس والمستشفيات والمساجد تحولت إلى أطلال.

وبالنسبة لشرطالائتلاف الفلسطيني فهو ليس فقط من أجل إعمار غزة، بل من أجل القضية ذاتها، وإعادةطرحها وفق معادلة الصراع الواقعية، وهذا هو الرهان الأكبر لدى الشعب الفلسطينيأولاً، كما أنه الطريق المعبد لأية إنجازات سياسية في المجتمع الدولي.

صحيفة الخليجالإماراتية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات