وقاحة وابتزاز صهيونيان بامتياز

الوقحون، الكذابون، الديماغوجيون، العاكسون للحقائق،المضللون، وكل ذلك بامتياز. هذه بعض من صفات قادة الكيان بشكل عام فيما يصرحونويقولون. الفاشي ليبرمان وزير خارجية الكيان وفي مقابلة له (الأحد 12 أكتوبر/تشرين الأول الحالي) مع موقع “واينت” للانترنت التابع لصحيفة”يديعوت أحرونوت” اعترض على عدم دعوة “إسرائيل” للمؤتمرالدولي لإعادة إعمار غزة، الذي انعقد مؤخراً في القاهرة، من خلال القول: “إنعدم دعوة “إسرائيل” للمؤتمر الدوري للمانحين، أمر سيئ، فلا يمكن إعادةإعمار غزة من دون مشاركة “إسرائيل”، ومن دون تعاونها”. تصوروا مدىالوقاحة في كلامه. دولة الكيان هي السبب في الدمار الوحشي الهائل في القطاع، حينقامت طائراته بهدم بيوت وأحياء بأكملها على رؤوس ساكنيها من الفلسطينيين، واليوميطالب وزير خارجية دولته بحضور مؤتمر إعمارها. هل يمكن لإنسان أن يجد وقاحة علىهذه الشاكلة في كل التاريخ البشري؟
كذلك صرّح ليبرمان: بأن التسهيلات، وإدخال الموادوالأموال إلى غزة لن يتم، إلا من خلال رقابة “إسرائيلية” محكمة وتامةعلى كل ما يمكن إدخاله. أما الشرط الثاني: فهو أن تفرض السلطة سيطرتها على القطاع”.وهذه الشروط أبلغتها – يستطرد ليبرمان – للوزير الأمريكي كيري، وأصبح يعرفهاجيداً”. إنه الابتزاز الشايلوكي الصهيوني. فيما يتعلق بالمبادرة الفلسطينيةوالمتعلقة برفع القضية إلى الأمم المتحدة، قال ليبرمان وبمنتهى العنجهيةوالاستعلاء: “إن العالم الآن منشغل في أمرين، الأول: مرض الإيبولا، والثاني:داعش، ولهذا، فإن كل مبادرة فلسطينية أحادية الجانب لن يكون نصيبها سوىالفشل”. النازي ليبرمان نصّب من نفسه “قائداً للعالم” وليس وزيراًلخارجية دولة احتلالية عنصرية فاشية.
أما زعيم عصابة الائتلاف الصهيوني الحاكم في الدولةالصهيونية نتنياهو، ففي خطابه الأخير في الأمم المتحدة ادّعى عكس كل ما ارتكبته”إسرائيل” على مدى قرن من حرب إبادة جماعية ومذابح وجرائم، متفوقة بذلكعلى الظاهرتين الأبشع في التاريخ: النازية والفاشية.
منتهى العنجهية والكذب. المذابح للفلسطينيين على أيديالصهاينة بدأت من خلال ما مارسته المنظمات الإرهابية الصهيونية ضد الشعب الفلسطينيقبل إنشاء “إسرائيل” القسري بالتعاون مع كافة الدول الاستعمارية،وبريطانيا خصوصاً، لتكون الدولة الجديدة المصطنعة رأس جسر متقدم للاستعمار فيالمنطقة، وتقام على أرض فلسطين المغتصبة، ويحل المهاجرون اليهود من مختلف أنحاءالعالم، على ترابها، بعد تهجير وطرد أهلها.
توالت مذابح الكيان وجرائمه وموبقاته في الفترة التيصاحبت إنشاء الدولة الصهيونية، وتواصلت بلا انقطاع، واستمرت منذ تلك اللحظةالمشؤومة حتى هذه اللحظة. هذا ما يعرفه العالم وما أثبتته الوقائع الحية عن دولةالكيان. ولذلك كان قرار الأمم المتحدة باعتبار الصهيونية حركة عنصرية وشكلاً منأشكال التمييز العنصري. معروفة هي ظروف إلغاء القرار بعد انهيار الاتحاد السوفييتيودول المنظومة الاشتراكية، وتشكل عالم القطب الواحد بزعامة أمريكا، الحليفةالاستراتيجية للكيان الصهيوني، التي ضغطت على أغلبية دول العالم وهددتها إن لمتصوت لصالح إلغاء القرار المذكور.
نتنياهو في خطابه التزويري في الأمم المتحدة يحاول تسويقدولة الكيان باعتبارها دولة “مسالمة، يمارس الإرهاب ضدها من الإرهابيينالفلسطينيين والعرب” و”أنها تيمناً بالمسيح” تدير خدها الأيمن إذاضربها أحد كفاً عليه ليقوم بضربها على الخد الأيسر”. دولة “تريد السلاممع العالم وبخاصة جيرانها، دولة منذورة للمحبة وللأخوة والتسامح بين البشر”دولة” هي ضحية الإرهاب الفلسطيني والعربي وترتكب بحقها حرب إبادةجماعية”. هذا يتضح من بين سطور خطابه المذكور.
ما قلناه في بداية المقالة، لا نتجنى فيه على ليبرمانونتنياهو بل نقدم غيضاً من فيض لقباحتهما وعنصريتهما الكريهة والبشعة. حقيقةنتنياهو وليبرمان أنهما إرهابيان ويقفان على يمين مائير كاهانا الذي اغتالته يدالعدالة في أمريكا. نتنياهو وليبرمان أكثر عنصرية من أعتى غلاة المستوطنينالمتطرفين الصهاينة، لكنهما يتصوران أنهما قادران على خداع الآخرين بالكلام المنمقالجميل في الحديث عن السلام. إن كل محاولاتهما المكشوفة تماماً، وبضاعتهما فاسدةوكاسدة، وهما لا يخدعان سوى نفسيهما، إذ “يمكن لمطلق إنسان أن يخدع بعضالناس، بعض الوقت، كما أنه يمكن أن يخدع كل الناس، لبعض الوقت، ولكن لا يمكن أنيخدع كل الناس، كل الوقت”. نتنياهو وليبرمان من أكثر السياسيين الصهاينةكذباً وانتهازية، ومن أشدهم عداء للعرب والفلسطينيين والإنسانية جمعاء.
بالنسبة لمواقف الحكومات التي ترأسها بنيامين نتنياهو،وليبرمان (الوجه الدبلوماسي الأول فيها) على الصعيد السياسي، فهي من أشد السياساتالصهيونية تطرفاً وإنكاراً للحقوق الوطنية الفلسطينية وللحقوق العربية. لو أن أدنىحدود العدالة متوفرة في عالمنا، فإن المكان الطبيعي لنتنياهو وليبرمان هو قفصالاتهام في محكمة الجنايات الدولية، فكل التهم تنطبق عليهما: مجرمان، مخادعان،انتهازيان وعلى ذلك قس.
هذه هي دولة الكيان وهؤلاء هم قادتها. وتصوروا: البعضيعتبرهما “معتدلين”، أليس ذلك أعجوبة في زمن الغرائب؟
صحيفة الخليجالإماراتية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

إصابة جنود إسرائيليين بصاروخ مضاد للدروع في حي الشجاعية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم السبت، بإصابة عدد من جنود جيش الاحتلال في قطاع غزة نيران المقاومة الفلسطينية. وقال...

جامعة كولومبيا تعلّق دراسة 65 طالبا احجوا ضد الإبادة في غزة
واشنطن - المركز الفسطيني للإعلام علقت جامعة كولومبيا دراسة 65 طالبا من "مؤيدي فلسطين" لمشاركتهم في احتجاج داخل المكتبة الرئيسية للجامعة يوم الأربعاء...

باكستان تطلق عملية “البنيان المرصوص” ضد الهند
إسلام أباد - المركز الفلسطيني للإعلام أطلقت باكستان فجر اليوم السبت، عملية عسكرية مضادة للهجمات العدوانية الهندية على أراضيها ومنشآتها العسكرية تحت...

لجنة أممية تحذر من خطر المجاعة والمرض على الفئات الهشة بغزة
جنيف - المركز الفلسطيني للإعلام قالت لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري إن نفاد الغذاء في قطاع غزة، إلى جانب الدمار الواسع...

إصابتان برصاص الاحتلال وهجمات للمستوطنين في الضفة
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب شاب فلسطيني برصاص الاحتلال في بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، فجر السبت، في الضفة الغربية المحتلة، إثر اقتحام...

“الجهاد الإسلامي” تنعى القائد بسرايا القدس الشهيد نور البيطاوي
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام نعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الشهيد نور عبد الكريم البيطاوي، القائد في "كتيبة جنين" التابعة لسرايا القدس،...

حماس: اغتيال المقاومين في الضفة لن يزيد شبابها الثائر إلا مزيداً من الإصرار على المواجهة
الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس أن سياسة الاحتلال الصهيوني باغتيال المقاومين وتصعيد استهدافه لأبناء شعبنا في الضفة الغربية؛...