السبت 10/مايو/2025

الصحفي نضال أبو عكر .. اعتقل فغاب صوت الأسرى عن الأثير

الصحفي نضال أبو عكر .. اعتقل فغاب صوت الأسرى عن الأثير

“في زنازينهم” هو البرنامج الذي كان الأسير نضال أبو عكر يعده ويقدمه عبر أثير إذاعة صوت الوحدة؛ والذي يعنى بأخبار الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، ينقل رسائلهم للعالم، والشارع الفلسطيني، ويحمل تحيات الأهالي المكلومين على غياب أبنائهم.

شارف الصحفي أبو عكر، وهو من مخيم الدهيشة ببيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، على الخمسين من عمره، ويعمل مديرا إداريا لإذاعة صوت الوحدة التي أسسها هو وزملاء له داخل المخيم، تحمل هموم اللجوء، وتبث من استديوهاتها من أحد أزقة المخيم الواقع على الطريق بين بيت لحم والخليل.

حاول أبو عكر من خلال البرنامج رفع الروح المعنوية للأسرى من جهة، ورفع الروح النضالية لدى الشارع الفلسطيني من جهة أخرى، وعمل على إبقاء قضية الأسرى حاضرة على رأس أولويات العمل الوطني، والوعي الجمعي للفلسطينيين.

وحاول الصحفي الأسير أن يبقي الأسرى على تواصل مع أهاليهم وعائلاتهم في ظل سياسات الاحتلال القمعية تجاه الأسرى وحرمانهم من الزيارة.

يقول الصحفي عطا مناع -رئيس التحرير في إذاعة صوت الوحدة-: إن غياب نضال أثر بشكل كبير على عمل الإذاعة؛ بسبب الموقع المتميز له هنا.

وأشار من زاوية أخرى إلى أن نضال واحد من الصحفيين المستهدفين من قبل الاحتلال لما يمارسه من عمل مهني ووطني يزعج الاحتلال.

عائلة ملاحقة منذ زمن
ولد نضال لعائلة لجأت من قرية راس أبو عمار؛ إلى مخيم الدهيشة ببيت لحم، وطوردت منذ نعومة أظافر أبنائها، فاعتقل الأشقاء محمد ونضال ورأفت وحازم وهم في عقدهم الثاني من العمر.

وكان الاعتقال الأول لنضال وهو في سن السابعة عشرة، أيام الانتفاضة الأولى؛ وذلك بتهمة إلقاء الحجارة على جنود الاحتلال، فكان واحدا من أشبال الحجارة الذي أقضوا مضاجع الاحتلال عندما كان يفكر في دخول مخيم الدهيشة.

توالت اعتقالات نضال لتصل حتى يومنا هذا إلى أكثر من عشر سنوات؛ كلها تمت تحت ما يسمى بقانون “الاعتقال الإداري”؛ ما زاد الطين بلّة.

تقول ابنته دانا: “كنت فرحة أن والدي سيعيش معي آخر سنة دراسية في المدرسة؛ وأنه سيحضر حفل تخرجي من المدرسة، لكن الاحتلال منعني من هذه الفرحة”.

وتضيف: “لا أذكر أننا اجتمعنا على مائدة رمضان إلا مرة واحدة؛ حيث كان اعتقاله الأخير في أول يوم من رمضان هذا العام؛ عندما أحاطت أعداد كبيرة من جنود الاحتلال منزلنا واعتقلوا والدي في وضح النهار؛ على غير العادة، وقاموا بالاعتداء عليه، والتركيز في الضرب على قدمه التي يعاني من آلام فيها”.

وعند سؤالنا والدة نضال عن أبنائها؛ أجابت والدمعة تزحف من مقلتيها؛ ثم ابتسمت وقالت: “أم نضال عندها قصص كثيرة؛ تحكيلك عن الشهيد الجريح والأسرى؛ فلأم نضال بالإضافة إلى نضال، شقيقه رأفت معتقل في سجون الاحتلال؛ وحازم الذي أصيب في انتفاضة الحجارة برصاصة في عينه أفقدته البصر بها”.

الشهيد الشقيق
أما الشهيد، فهو قصة بحد ذاته؛ حيث تضيف أم نضال: “كان محمد يقود مظاهرة ضد الاحتلال في المخيم أيام انتفاضة الحجارة في العام 1988، عندما طارده الاحتلال في أزقة المخيم ليطلقوا عليه النار من رصاص متفجر”.

وبينت أن الرصاص مزق أمعاءه لينقل بطريقة خفية حينها إلى مستشفى المقاصد بالقدس المحتلة؛ ويرقد عامين في العلاج، بينما توقع له الأطباء أن يموت قريبا؛ ليبقى على حالته هذه حتى العام 1990، فأسلم الروح في اليوم التالي لمجزرة المسجد الأقصى المبارك.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات