الجمعة 09/مايو/2025

معبر رفح يقتل أحلام الباحثين عن الدراسة والعلاج

معبر رفح يقتل أحلام الباحثين عن الدراسة والعلاج

على مدار سنوات الحصار، برزت قضية إغلاق معبر رفح الواصل بين قطاع غزة والعالم الخارجي، كمنفذ وحيد لهم، أحد أكبر البوابات التي تتحطم عليها أحلام الفلسطينيين الذين يقصدونه لتلقي العلاج أو الدراسة أو السفر الطبيعي.

فأصبح سفر المواطن أبو جزر إلى الخارج لتلقي العلاج بمثابة الحلم؛ نظرًا لإغلاق معبر رفح البري باستمرار ولفترات طويلة، إذ ضاق ذرعاً بالإجراءات التي تستخدمها السلطات المصرية، والتي وصفها بالمهينة والتعسفية.

يقول لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إنه “على مدار أشهر طويلة أحاول السفر إلى مصر لتلقي العلاج، وفي كل مرة يتم إرجاعي بدون أي مبررات”.

علي أبو جزر (44 عاما) مواطن فلسطيني من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، أعيته الابتلاءات؛ فهو يعاني من مرض مزمن في الصدر والرئتين ويحتاج للعلاج في الخارج.
 
حيث يبدو الضنك والإرهاق على محيا الرجل الأربعيني، وبكلمات بالكاد تخرج منه، وبصوت متحشرج يقول “لا أرى أي مبرر لمنعي من السفر وإغلاق المعبر بين غزة ومصر”.

يضيف “على الدوام أسجل اسمي في وحدة التسجيل التابعة لوزارة الداخلية والأمن الوطني، وأنهي كافة إجراءات السفر الضرورية اللازمة، إلا أنني أتفاجأ بمنعي من السفر. لا أجد مبررا فأنا رجلٌ مريض، ومن حقي أن أسافر لتلقي العلاج”.

واجب العروبة
“هل هذا واجب العروبة نحو غزة المحاصرة المكلومة الجريحة” يتساءل أبو جزر، مضيفاً: “بدل أن يفتح المعبر على مصراعيه وعلى مدار الساعة، يتم حرمان آلاف المواطنين من قضاء حاجياتهم التي تعد بمجملها إنسانية”.

يقول “إبان عهد الرئيس المصري محمد مرسي كانت الأمور نوعا ما أفضل؛ فكنت أغادر إلى مصر للعلاج، أما في هذه الأيام وعقب عزله الأوضاع تفاقمت سوءًا، وحالتي الصحية تتدهور، ومع أني أتابع في المستشفيات الفلسطينية إلا أن حاجتي للسفر للعلاج ملحة”.

ومنذ عزل الرئيس المصري محمد مرسي في صيف العام الماضي، تغلق السلطات المصرية معبر رفح البري لفترات طويلة جدا وعلى الدوام.

وفي تصريحات صحفية للسفير إبراهيم يسري رئيس جبهة الضمير المصرية مساعد وزير الخارجية الأسبق؛ هاجم السلطات المصرية بسبب استمرار إغلاق معبر رفح البري، مستهجنا مطالبتها للاحتلال الصهيوني بضرورة فتح معابر غزة في حين أن مصر تغلق معبر رفح.

حال الطالب محمود حمدان لا يختلف كثيرا عن حال المواطن أبو جزر؛ إذ يقول لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إنه أنهى جميع الترتيبات اللازمة لمناقشة رسالة الماجستير الخاصة به في كلية التجارة في جامعة القاهرة.

يسرد محمود معاناته التي وصفها بالظلم الكبير الذي حل به، قائلاً “أنهيت جميع الترتيبات اللازمة لنيل درجة الماجستير ولكن معضلة معبر رفح وقف عقبة كبيرة للوصول إلى حلم طالما عملت على تحقيقه”.

مستقبل مهدد
يتساءل الشاب الثلاثيني عن أسباب إغلاق معبر رفح: ما المبررات التي تبيح سجن أكثر من مليون و800 ألف مواطن في بقعة جغرافية ضيقة أعيتها الحروب، وأرهقها الحصار؟!

ويخشى أن يدمّر إغلاق المعبر مستقبله ولا يحقق حلم حياته بالحصول على الدرجات العلمية العليا، يتابع: “كان يجب أن أناقش رسالتي قبل عام من الآن”.

كل ما يتمناه محمود وغيره الآلاف أن تفتح السلطات المصرية معبر رفح البري ليسافروا ويحققوا أحلامهم التي بدأت تلك البوابة بتبديدها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...