الأسير يسري المصري يصارع 7 أمراض في سجن نفحة

للمرة الثانية خلال أقل من سنة، ينفرط أمام منزل الأسير يسري المصري (32 سنة) عقد عشرات المتضامنين والمسئولين من الفصائل الوطنية والحكومية بعد أن يسجلوا رسالة تضامن مع معاناة المصري المريض بالسرطان منذ سنوات والذي يعيش خطر الموت في كل لحظة.
 
في الشارع المجاور لمنزله ظللت رايات الفصائل رؤوس الحضور من نشطاء حماس وفتح والجهاد الإسلامي وحركة الأحرار في حين قبضت راحات صغار الحي على شعارات كتبوا عليها “يسري يصارع 7 أمراض في سجن نفحة- الاحتلال يتعمد إهمال الأسير المصري لمضاعفة قلق عائلته عليه”.
 
وكان الاحتلال اعتقل المصري وهو في السنة الجامعية الأولى عام 2003 وحكَمه عشرين سنة بتهمة الانتماء لسرايا القدس تنقل فيها بين عدة سجون وقد تسلل المرض لجسده قبل 4 سنوات فيما تطالعنا الأخبار بين أسبوع وآخر بمناشدات لإنقاذ حياته بعد اقترابه من الموت المحقق.
 
وأقامت حركة حماس وجمعية واعد للأسرى والمحررين صباح اليوم وقفة تضامنية أمام منزل الأسير المصري في حي “المشاعلة” جنوب دير البلح رفعت فيها صور الأسير وشعارات المطالبة بحريته وعدالة قضيته وسط حضور حكومي رسمي.
 
7 أمراض
يحفظ ياسر المصري تفاصيل معاناة شقيقه ويحرص على شرحها لوسائل الإعلام أملاً في تسليط الضوء على 7 أمراض تخترق جسد شقيقه النحيل الذي أكلت زنازين السجون من دمه ولحمه.
 
وقال المصري لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن آخر زيارة ليسري كانت من نصيب أمه في 24 ديسمبر 2013 مطالباً بتضافر جهود المؤسسات الحقوقية والحكومة والفصائل للإفراج عنه لأن وضعه يسوء كل يوم.
 
وتابع: “هناك محامٍ لوزارة الأسرى ومؤسسات حقوق الإنسان يتابع معاناته لكن الاحتلال يرفض منحهم الفحوصات الطبية الرسمية ويرفض طلب المحامي بالإفراج المبكر عنه إضافة لرفضه فتح ملفه الصحفي حتى لا يساعد جهود المحامي في حقه بالحرية”.
 
وفضل ياسر خلال كلمته في الوقفة التضامنية وصف العالم من حول يسري بأنه عالم ظالم يمارس النفاق وينظر بعين واحدة، مخاطباً القلوب والضمائر الحية بالوقوف إلى جانبه ومطالباً المقاومة والسلطة بتحرير المرضى قبل فوات الأوان.
 
وأضاف في كلمته: “نقف مع الجسد الذي أرهقته السنين أمام معاناة يسري ومعاناة الأسرى الذين يصورهم الاحتلال أنهم مجرمون، وهم أحرار؛ فأخي يعاني إهمالا طبيا وتصفية جسدية أدت لمرضه بالسرطان واستئصال غدته الدرقية دون فحوصات، فأصبح مصابًا بعدّة أمراض هي الضغط والغدد الليمفاوية والسرطان والصداع وآلام الساقين”.
  
أما بهاء المدهون -وكيل وزارة الأسرى والمحررين- فقال إن الحديث عن معاناة يسري هو حديث عن معاناة كل الأسرى المرضى، داعياً الفصائل لوضع ملف الأسرى على سلم أولوياتها وسط عالم يدعي الحرية زوراً، كما قال.
 
أصدقاء السجن
أكثر من تتحرك قسمات وجهه انفعالاً من بين الحضور هو الأسير المحرر سليمان أبو شماس فقد عايش معاناة الأسير يسري عن قرب في حجرة سجن واحدة حتى تركه وانطلق للحرية في شهر أغسطس 2012م ، ذاكراً معاناة يسري في كل محفل ومناسبة.
 
وأضاف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “في بداية تشخيص مرضه حاولت إدارة السجن إخفاء مرضه بالسرطان لكن تطور حالته الصحية أجبرهم على الاعتراف؛ حيث أدت إصابة جميع الأسرى المصابين بالسرطان إلى استشهادهم في غالبية الحالات، وهو ما ينذر باحتمال استشهاده في ظل ما يعانيه” .
 
وكانت إدارة السجن تتعمد إهماله -حسب قول المحرر أبو شماس- وترفض إخراجه للعيادة الصحية، لذا تضاعف مرضه حتى وصل إلى السرطان وآلامه كما رأيتها أمامي هي قرابة 7 أمراض، فمرض الغدد أدى لضعف مناعته، ويعاني من الضغط ومشاكل صحية متعددة، ولا يستطيع أكل أي طعام الذي هو أصلاً غير كافٍ.
 
ويؤكد المحرر أحمد الفليت الناطق باسم رابطة الأسرى والمحررين الناشط في جمعية واعد أن قرابة 1300 أسير مصاب بأمراض مزمنة يحتاجون للعلاج ولا يحصلون على الحد الادني من الرعاية الطبية من بينهم مئات الحالات المستعصية حتى أصبح الأسير يسري الآن أشهر تلك الحالات التي تنتظر الموت بين لحظة وضحاها.
 
وتخشى أسرة يسري المصري المصاب بالسرطان من تواصل معاناة ابنها الذي وصل لأسوأ حالاته الصحية في الأسابيع الأخيرة في ظل رفض الاحتلال التعامل مع حاجته الطبية الملحة بالعلاج الخاص بعد أن تسلل السرطان لجزء خطير من جسده.