ملاحظات على مؤتمر إعادة الإعمار

أولا- إن (إسرائيل) التي لا تحضر المؤتمر، باعتبارها هي الدولة المعتدية الغاشمة التي ارتكبت جرائم التدمير غير المبرر في الضمير الجمعي الدولي، حرصت أن تستبق المؤتمر برسالة قبل ساعات من انعقاده، أكدت فيها أن من يقرر الإعمار هو من على الأرض، وليست المؤتمرات، وقال عاموس جلعاد: نحن من على الأرض ونحن من نقرر؟! وهذه رسالة سلبية، تحمل إشارة إلى شروط (إسرائيل) في مسألة إعادة الإعمار. ونحن نعلم مسبقا أن (إسرائيل) تتخذ من حاجة غزة للإعمار العاجل أداة ابتزاز سياسية، ومن ثمة فالقلق باق حتى نرى الميدان؟!
ثانيا- لم تكن تعهدات دول الاتحاد الأوروبي والخليج العربي، كبيرة وكريمة بما يكفي، إذا استثنيا قطر.( فالكويت، والإمارات المتحدة، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، وإيرلندا، واليونان، وأميركا معا) تعهدت بـ ( ٧٤٧) مليون دولار، وهو مبلغ لا يدل على تعاطف كبير مع غزة وفلسطين، إذا وازنا تبرع هذه الدول هنا بتبرعاتها في مواطن أخرى لا تخفى على القارئ.
ثالثا- ثمة مفارقة حقيقية تحكيها المرات السابقة بين التعهدات في المؤتمرات، وبين تنفيذ التعهدات في الميدان، ونحن نتذكر بأسف مؤتمر شرم الشيخ الذي قدم تعهدات بقيمة (5.5) مليارات دولار في ٢٠٠٩ ولم يصل منها شيء إلى غزة. حين نتذكر نتأمل ألّا تتكرر هذه المفارقة المؤلمة لأن جراحات غزة كبيرة، ويبدو تحذير بان كي مون حول اشتعال المنطقة ثانية في محله، إذا ما تعرقلت أعمال الإعمار بسبب عدم الوفاء بالتعهدات، أو بسبب تعنت (إسرائيل) وبشروطها المجحفة.
رابعا- لقد دمرت (إسرائيل) ما لا يقل عن (٨٠) ألف وحدة سكنية في ثلاث حروب على غزة في (٦) سنوات بدون مبرر عسكري يستوجب التدمير، لأن جلّ التدمير كان عقابا متعمدا لغزة لا ردا على أعمال عسكرية، ولم يلزم المجتمع الدولي (إسرائيل) بتحمل المسئولية ، ولم يجبرها على إعادة إعمار ما دمرته وتحمل تكلفة هذا الإعمار ، وفي هذا إغراء لـ(إسرائيل) للعودة إلى التدمير مرة أخرى إذا ما عاد القتال مع غزة مرة أخرى. إن إلزام (إسرائيل) بتكلفة ما دمره طيرانها كليا أو جزئيا، ربما يساعد في عدم عودتها إلى هذه الجرائم العقابية للمدنيين بهذا الشكل الذي يحمل تحديا للعالم، وانتهاكا للقانون الدولي، والمفاهيم الإنسانية.
لقد تابعت غزة أعمال المؤتمر، وهي تنتظر تسييل الأموال فورا، وبدء التنفيذ، عسى أن يصدق المجتمع الدولي هذه المرة، لأن في إعادة الإعمار ورفع الحصار عوامل أساسية في تحقيق الاستقرار، إلى أن يزول الاحتلال كاملا عن الأرض الفلسطينية المحتلة ، لأن بقاء الاحتلال هو الوصفة الخطرة لبقاء التدمير والهدم لكل ما تبنيه غزة وفلسطين.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...

حماس: المؤسسات الأممية هي الوحيدة المختصة بتوزيع المساعدات بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة حماس، إن المجاعة في قطاع غزة تشتدّ بشكل كارثي وسط استمرار الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء. وأكدت في بيان...

إطلاق الأسير ألكسندر يفجر غضب عائلات باقي الأسرى على نتنياهو
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام فجّر قرار حركة حماس إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر من قطاع غزة غضب عائلات باقي الأسرى...

حرّاس الأقصى يحبطون محاولة ذبح “قربان تلمودي” في باحات المسجد
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أحبط حُرّاس المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم الاثنين، محاولة مستوطنين إدخال "قربان حي" إلى باحاته عبر باب...

مرصد عالمي: نصف مليون شخص يواجهون خطر الموت جوعًا بغزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام قال مرصد عالمي لمراقبة الجوع الاثنين إن سكان قطاع غزة بأكمله لا يزالون يواجهون خطر المجاعة الشديد وإن نصف مليون شخص...

تحذير من انهيار القطاع الصحي بغزة مع تعمق النقص الحاد بالتجهيزات الطبية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة في غزة، أن أقسام العمليات والعناية المركزة والطوارئ باتت تعمل بأدوات طبية مستهلكة وفي ظل غياب أصناف...