الإثنين 12/مايو/2025

إعمار غزة.. بين نظرية الأرقام وأمل التطبيق

إعمار غزة.. بين نظرية الأرقام وأمل التطبيق

أعينهم ترنو صوب منازلهم المدمرة، التي أفنوا زهرات أعمارهم في بنائها، ولايزال ركامها مكانه لم يتزحزح، فيما تتسارع وتيرة الزيارات والمؤتمرات واللقاءات والتصريحات المتعلقة بملف إعادة الإعمار، بين أمل وانتظار يعيش أهل غزة المدمرة منازلهم. 
 
النظرية والتطبيق

المحلل السياسي والمستشار السابق لرئيس الوزراء السابق إسماعيل هنية، يوسف رزقة، يعتبر أن مخرجات مؤتمر إعادة الإعمار المالية جيدة، “لكنها تبقى ورقية ما لم يتم تطبيقها على أرض الواقع وبأقصى سرعة ممكنة”.

ويقول رزقة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “تجربة غزة مع مؤتمرات المانحين مقلقة جداً، لأن هناك مفارقة بين التعهدات النظرية والتطبيقات العملية، ففي مؤتمر شرم الشيخ عام 2009، جُمع ما يقارب 5 مليار دولار، ولم يصل منها شيء حتى اللحظة”.

ويشير المحلل السياسي، إلى أن نتائج المؤتمر قد تلاقي عقبات سياسية، فالاحتلال الصهيوني يعتبر نفسه المتحكم الأول والأخير بالسياسات على أرض الميدان، متوقعا أن تتخذ دولة الاحتلال من ملف الإعمار ورقة ابتزاز ضد السلطة وحركة حماس.
 
ويدعو رزقة إلى موقف فلسطيني صارم وواضح تجاه الفصل بين القضايا المختلفة، كربط الاحتلال التوجه لمجلس الأمن بقضية الإعمار، ويؤكد: “هاتان قضيتان مختلفتان ويجب أن تنفصلا، وهذا يتطلب موقفا حازما من السلطة، التي لازال موقفها مترنحا وهزيلا”.

 قرار دولي

الخبير الاقتصادي محمد أبو جياب، يقول إن المؤتمر سبقه قرار دولي بتغيير الواقع في قطاع غزة والتعامل مع غزة بآلية “الإغراق الاقتصادي”، مبيناً أن ذلك نتيجة فشل الحصار.

ويوضح في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”، أن المجتمع الدولي باتت لديه قناعات مختلفة عما كان سابقاً، بضرورة فك الحصار والتخفيف من معاناة الناس، متوقعاً أن يشهد قطاع غزة طفرة اقتصادية متطورة ومتسارعة.

وتوقع أن دولة قطر، التي قدمت الدعم الأكبر، قد تقوم بإنجاز المشاريع كما كان سابقاً بصورة منفصلة، عبر اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، التي تعمل في غزة منذ عهد حكومة هنية السابقة.

يشار أن المشاركين في المؤتمر الدولي حول إعمار غزة بالقاهرة وعدوا بتقديم (5.4) مليار دولار نصفهم لإعادة إعمار ما دمرته “إسرائيل” في عدوانها الأخير.

50 عاما يحتاج إعادة الإعمار

منظمة “أوكسفام انترناشيونال” الدولية، تقول إن الجزء الأكبر من الأموال التي تعهد بها المشاركون في مؤتمر المانحين الدولي، سيظل في حسابات مصرفية لعدة عقود، ما لم ترفع القيود الصهيونية المفروضة منذ فترة طويلة على الواردات.

وتضيف، في تقرير لها، أنه في ظل القيود الحالية وأسعار الواردات، فإن الأمر قد يستغرق (50) عامًا لبناء (89) ألف منزل جديد و(226) مدرسة، ومرافق صحية، ناهيك عن البنية التحتية للمصانع والمياه والصرف الصحي.

وتقول المديرة الإقليمية لأوكسفام كاثرين إيسويان: “ما لم يعزز المانحون الضغط لإنهاء حصار غزة، فإن الأطفال الذين أصبحوا بلا مأوى بسبب الصراع الأخير سيكونون في عمر الأجداد عندما يجري إعادة بناء منازلهم ومدارسهم”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات