الأحد 11/مايو/2025

حـجـر فـي مـيـاه راكـدة

حـجـر فـي مـيـاه راكـدة

يبدو أن الحجر الذي ألقته السويد قبل أيام في نهر القضيةالفلسطينية، قد حرك المياه الراكدة في الملف الفلسطيني الذي وضع على رف الأزماتالاقليمية والدولية، ولو مؤقتاً، في زحمة الأزمات والأولويات التي باتت تتصدرأجندة المجتمع الدولي، وانشغال الجميع، عرباً وأجانب، بهذه الأزمات.

حسناً فعلت السويد التي بادرت من قلب البيت الأوروبيللإعلان عن نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، في وقت ظن الجميع أنه لم يحن الوقتلنفض الغبار عن هذا الملف الذي ذهب أدراج النسيان. ولكن المبادرة السويدية كان يمكنأن تظل في إطارها العادي أو المعنوي، باعتبار السويد مهتمة وداعمة قوية لإيجادتسوية للصراع في المنطقة، لولا رد الفعل “الإسرائيلي” الغاضب الذي تجلىفي شتيمة رئيس وزراء السويد واستدعاء السفير السويدي لديها احتجاجاً، والقلق منإمكانية تطور هذا الموقف دولياً واهتزاز صورتها امام الغرب الداعم لها، وخصوصاً فيالساحة الأوروبية. وكذلك رد الفعل الأمريكي الأكثر انفعالاً بذريعة الحرص علىالمفاوضات وعملية التسوية التي احتكرتها طوال السنوات الماضية، ووصلت في نهايةالمطاف إلى التصريح علناً بمسؤولية “إسرائيل” عن تعطيلها.

الحجر السويدي حرك بالفعل مواقف كامنة لدى دول كبرى منوزن فرنسا وبريطانيا، حيث أكدت باريس على لسان المتحدث باسم خارجيتها، الضرورة”الملحة” لتحقيق تقدم في مفاوضات التسوية، مشددة على أنه “سيتعينفي وقت ما الاعتراف بالدولة الفلسطينية”، مردداً ما قاله وزير الخارجية،لوران فابيوس، في كلمته أمام السفراء الفرنسيين في نهاية أغسطس/آب الماضي، عندمادعا خلال العدوان الصهيوني الأخير على غزة، المجتمع الدولي إلى “فرض”تسوية سياسية للصراع الفلسطيني – “الإسرائيلي”.

أما في لندن فقد قرر أعضاء في البرلمان البريطاني إجراء تصويترمزي على ما إذا كان يجب أن تعترف الحكومة بدولة فلسطينية. ومع أن نتيجة التصويتغير ملزمة، حتى لو جاءت بنعم، ومع أنه من غير المنتظر ان تحدث الخطوة تحولاً فيالسياسة البريطانية، فإن إثارة الوضع السياسي للقضية، تحمل في طياتها رسالة مفادهاأن بريطانيا يمكن أن تفعل ذلك. ووفقاً لعضو مجلس العموم من حزب العمال المعارضوالراعي لعملية التصويت غراهام موريس، فإنه “قد حان الوقت.. حان لكي نصرخبصوت مرتفع بأن ذلك يجب أن يحدث.. إقامة دولة ليس حقاً للشعب الفلسطيني لا يمكنانتزاعه منه فقط، وإنما الاعتراف بفلسطين أيضاً يضخ حياة جديدة لعملية التسويةالتي وصلت إلى طريق مسدود”. وبحسب السلطة الفلسطينية فإن 134 بلداً، بينهاسبعة أعضاء في الاتحاد الأوروبي (تشيكيا والمجر وبولندا وبلغاريا ورومانيا ومالطاوقبرص) كانت قد اعترفت بفلسطين قبل انضمامها إلى الاتحاد.

صحيح أن الإعلان السويدي حرك المياه الراكدة في الساحةالأوروبية، لكن هذا الإعلان سيظل ناقصاً ما لم يتحول إلى مبادرة أوروبية متكاملةتحمل اسم الاتحاد الأوروبي، حتى لو لقيت معارضة من الولايات المتحدة التي قد تضطرفي النهاية إلى التعامل معها ربما ببعض الجدية إذا ما وجدت إجماعاً وتصميماًأوروبيين على ذلك.

صخسفة الخليج الإماراتية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات