حـجـر فـي مـيـاه راكـدة

يبدو أن الحجر الذي ألقته السويد قبل أيام في نهر القضيةالفلسطينية، قد حرك المياه الراكدة في الملف الفلسطيني الذي وضع على رف الأزماتالاقليمية والدولية، ولو مؤقتاً، في زحمة الأزمات والأولويات التي باتت تتصدرأجندة المجتمع الدولي، وانشغال الجميع، عرباً وأجانب، بهذه الأزمات.
حسناً فعلت السويد التي بادرت من قلب البيت الأوروبيللإعلان عن نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، في وقت ظن الجميع أنه لم يحن الوقتلنفض الغبار عن هذا الملف الذي ذهب أدراج النسيان. ولكن المبادرة السويدية كان يمكنأن تظل في إطارها العادي أو المعنوي، باعتبار السويد مهتمة وداعمة قوية لإيجادتسوية للصراع في المنطقة، لولا رد الفعل “الإسرائيلي” الغاضب الذي تجلىفي شتيمة رئيس وزراء السويد واستدعاء السفير السويدي لديها احتجاجاً، والقلق منإمكانية تطور هذا الموقف دولياً واهتزاز صورتها امام الغرب الداعم لها، وخصوصاً فيالساحة الأوروبية. وكذلك رد الفعل الأمريكي الأكثر انفعالاً بذريعة الحرص علىالمفاوضات وعملية التسوية التي احتكرتها طوال السنوات الماضية، ووصلت في نهايةالمطاف إلى التصريح علناً بمسؤولية “إسرائيل” عن تعطيلها.
الحجر السويدي حرك بالفعل مواقف كامنة لدى دول كبرى منوزن فرنسا وبريطانيا، حيث أكدت باريس على لسان المتحدث باسم خارجيتها، الضرورة”الملحة” لتحقيق تقدم في مفاوضات التسوية، مشددة على أنه “سيتعينفي وقت ما الاعتراف بالدولة الفلسطينية”، مردداً ما قاله وزير الخارجية،لوران فابيوس، في كلمته أمام السفراء الفرنسيين في نهاية أغسطس/آب الماضي، عندمادعا خلال العدوان الصهيوني الأخير على غزة، المجتمع الدولي إلى “فرض”تسوية سياسية للصراع الفلسطيني – “الإسرائيلي”.
أما في لندن فقد قرر أعضاء في البرلمان البريطاني إجراء تصويترمزي على ما إذا كان يجب أن تعترف الحكومة بدولة فلسطينية. ومع أن نتيجة التصويتغير ملزمة، حتى لو جاءت بنعم، ومع أنه من غير المنتظر ان تحدث الخطوة تحولاً فيالسياسة البريطانية، فإن إثارة الوضع السياسي للقضية، تحمل في طياتها رسالة مفادهاأن بريطانيا يمكن أن تفعل ذلك. ووفقاً لعضو مجلس العموم من حزب العمال المعارضوالراعي لعملية التصويت غراهام موريس، فإنه “قد حان الوقت.. حان لكي نصرخبصوت مرتفع بأن ذلك يجب أن يحدث.. إقامة دولة ليس حقاً للشعب الفلسطيني لا يمكنانتزاعه منه فقط، وإنما الاعتراف بفلسطين أيضاً يضخ حياة جديدة لعملية التسويةالتي وصلت إلى طريق مسدود”. وبحسب السلطة الفلسطينية فإن 134 بلداً، بينهاسبعة أعضاء في الاتحاد الأوروبي (تشيكيا والمجر وبولندا وبلغاريا ورومانيا ومالطاوقبرص) كانت قد اعترفت بفلسطين قبل انضمامها إلى الاتحاد.
صحيح أن الإعلان السويدي حرك المياه الراكدة في الساحةالأوروبية، لكن هذا الإعلان سيظل ناقصاً ما لم يتحول إلى مبادرة أوروبية متكاملةتحمل اسم الاتحاد الأوروبي، حتى لو لقيت معارضة من الولايات المتحدة التي قد تضطرفي النهاية إلى التعامل معها ربما ببعض الجدية إذا ما وجدت إجماعاً وتصميماًأوروبيين على ذلك.
صخسفة الخليج الإماراتية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

إصابة مواطنين برصاص الاحتلال في بنت جبيل جنوبي لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب شخصان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، في بلدة مارون الراس الحدودية، قضاء بنت جبيل، جنوب لبنان....

حماس: الموقف العربي من حرب التجويع والإبادة لا يرقى لمستوى الجريمة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام شددت حركة "حماس" على أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب جريمة حرب مركبة في غزة، باستخدامها التجويع سلاحا ضد...

السلطة تقطع رواتب عدد كبير من الأسرى في سجون الاحتلال
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلام أقدمت السلطة على قطع رواتب عدد من الأسرى والأسيرات، والمحررين والمحررات، في خطوة أثارت استياء واسعًا في...

الأورومتوسطي: إسرائيل تقتل امرأة فلسطينية كل ساعة في قطاع غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل بالقصف المباشر على قطاع غزة ما معدله 21.3 امرأة...

الصحة تحذر من تسارع مؤشر النقص الحاد في الأرصدة الدوائية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وزارة الصحة من أن مؤشر النقص الحاد في الأرصدة الدوائية في "تسارع خطير"، فميا أفادت بأن مستشفيات القطاع استقبلت...

الأونروا تحذر من ضرر غير قابل للإصلاح مع إطالة أمد الحصار الإسرائيلي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من أن إطالة سلطات الاحتلال الإسرائيلي منع إدخال المساعدات إلى...

السفير الأمريكي في إسرائيل يجدد دعم واشنطن لتهجير الفلسطينيين من غزة
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام جدد السفير الأمريكي لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي مايك هاكابي، دعم واشنطن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، رغم...