الإثنين 12/مايو/2025

كيف يعمل الموساد في سيناء؟

كيف يعمل الموساد في سيناء؟

أكدت أوساط استخبارية صهيونية أن الأجهزة الأمنية كثفتعملها في شبة جزيرة سيناء، فور سقوط جهاز أمن الدولة، التابع لوزارة الداخلية، الممثل الوحيد للدولة المصرية على سيناء3 عقود متتالية، والمعروف بالممارسات سيئة السمعة مع الملف السيناوي، في محاولاته للحد من الجماعات الدينية، ومهربي الأسلحة بتطبيق سياسة العنف على كافة أهالي سيناء، وقد بدأت هذه التّدخّلات فور شعورهم بالقلق من تحرّكات الجماعات المتشدّدة دينيّاً في شبه الجزيرة، خصوصاً في المناطق الحدوديّة الملاصقة لأراضيهم، من منطلق رفع الأذى عن أمنهم قبل حدوثه.

 وأضافت: فور اندلاع ثورة يناير 2011، فوجئ السيناويون بحالة من الاستنفار من قبل جهازي الموساد والشاباك، وتعرّض كثير منهم للتحقيق بشكل مكثّف، وللحبس الانفراديّ، وللمزيد من العقوبات والضغوط النفسيّة في سجون “إسرائيل”، وكانوا يسألون عن أدقّ تفاصيل حياتهم في المنطقة الحدوديّة، ونشاط المتشدّدين، ومن له صلة بالتّنظيمات الدينيّة المعادية لـ”إسرائيل”، ومهرّبي الأسلحة إلى حماس في غزة.

 وفور تلقّي “إسرائيل” ضربة قاسية في عمليّة إيلات التي نفّذتها مجموعة تابعة لتنظيم “أنصار بيت المقدس”، بعد تسلّلها الحدود المشتركة مع سيناء بطول 210 كلم، اتّجهت الاستخبارات الصهيونية مباشرة لتجنيد عناصر نشطة من محيط العناصر في القرى والتجمّعات السكنيّة الصحراويّة الملاصقة لـ”إسرائيل”، في محاولة لصدّ ووقف الضربات في عمق سيناء.

 مع العلم أن مناطق تجنيد العملاء المصريين للموساد تتركز في المناطق الحدوديّة الخطرة لسيناء، حيث تظهر كيفيّة عمل الموسّاد في تنظيم عناصرها وتجنيدهم، وطرق جمع المعلومات، وماهية العمليّات التي تنفّذ، ووفقاً للمعلومات الميدانيّة من الأهالي وبعض العاملين في شبكات التّهريب، فإنّ الموسّاد لجأ لتجنيد خليّات من العاملين في تهريب السجائر والمخدّرات عند الحدود، عن طريق اعتقال بعض العناصر أثناء عمليّات التّهريب، وتهديدهم بالعقوبات المرتفعة ومحاكمتهم بتهم تنفيذ عمليّات داخل “إسرائيل” في حال لم يوافقوا على العمل على جمع المعلومات المطلوبة، وفي حال موافقتهم يتلقّون مبالغ ماليّة وخدمات طائلة.

 ويوضح أحد المهربين التفاصيل عن الخدمات المغرية التي تقدم لشباب المنطقة، خاصة من يعمل في مجال التهريب على خط الحدود، قائلا: اتصل بي ضابط موساد وله أسم حركي أبو سويلم، وطلب مني بعض المعلومات عن العناصر التي تنتمي للسلفية الجهادية في قرى “المقاطعة والظهير والمهدية وسادوت والمسورة”، مقابل أن يسهل لي عملية تهريب 10 كيلو بودرة كوك خام، وبسعر مدعم من داخل “إسرائيل” إلى سيناء، وأخبرته بالرفض، وحاول الاتصال بي أكثر من 10 مرات، وقام بالاتصال ببعض المهربين الذين أعرفهم ومنهم من وافق.

 •عمليات هجومية
ويضيف: الموساد يدخل لكل شخص باغراءات حسب شخصيته، فهناك من يعرض عليه مبلغ من 1000-2000 دولار شهريا، والدخول لـ”إسرائيل” عبر الحدود في أي وقت، والجلوس في فنادق فاخرة في تل أبيب مع نساء يهوديات، معظمهن يعملن في الموساد، أما من يقدم لهم خدمات لوجستية في عملية اغتيال بعض المطلوبين في تنفيذ عمليات هجومية ضد “إسرائيل”، فقد يحصل على مبالغ مرتفعة تصل 20 ألف دولار.

 وبعد ذلك، اتّجه جهازا الموسّاد والشاباك لتوسيع دائرة شبكات التجسّس بإعطاء مهمّات لشبكات المهرّبين بإغراء الشباب العاطل في المناطق الحدوديّة، خصوصاً من أقارب العناصر الجهاديّة التّابعة للتنظيمات ، ومحاولة تجنيدهم من خلال الإغراءات الماليّة، أو عن طريق إيقاعهم في شبكات التّهريب، والقبض عليهم من قبل “إسرائيل”، والإفراج عنهم في حال وافقوا على تنفيذ مهمّات تضعها أجهزة الاستخبارات.

 وقال شاب من قرية “المقاطعة”، الواقعة على مقربة من الحدود جنوب رفح: إحدى المهمّات التي نفّذها أحد أبناء المنطقة، إغراق المنطقة بشرائح الاتّصالات القادمة من “إسرائيل”، عن طريق أحد المهرّبين، بعد أن أقنعه بجني الأرباح وحده، وبعد فترة، تمّ اكتشاف أنّ المهرّب الذي أمدّه بالشرائح، يعمل لدى شبكات الموسّاد، وأنّ تلك الشرائح الموزّعة على الأهالي زرعت فيها خلايا إلكترونيّة بقصد التجسّس، وجمع المعلومات من المكالمات الهاتفيّة، وأكّد أنّ كلّ المناطق الحدوديّة تعتمد على شبكات الاتّصالات الصهيونية لغياب تغطية الشبكات المصريّة عن مناطقهم.

 ولم تكن هذه الشبكات الصهيونية المنتشرة في المنطقة، مجرّد هواتف مراقبة فحسب، بل تمّ تنظيم بعض الشبّان الذين ترى فيهم أجهزة الاستخبارات الكفاءة لتنفيذ بعض المهمّات، عن طريق تحليل الحديث، ومدى المعلومات، ودقّتها حول تحرّكات الجهاديّين، أو حركات تهريب وتجارة الأسلحة المتّجهة إلى غزّة، على حدّ تأكيد أحد الشبّان الذين تعرضوا لإغراءات من قبل الموسّاد هاتفيّاً، بناء على مكالمات سجّلت له، وأوضحها له ضابط الموسّاد.

 وعن تفاصيل المكالمة التي حددها ضابط الموساد، يقول الشاب: كنت أتحدث مع ابن عمي من الهاتف المزود بشريحة أورانج الصهيونية، وأقول له أن فلان أبن فلان من شلة الذقون كان بيجري ورا مدرعات الجيش بالبكاسيه والعساكر بتشرد، في أشارة إلى أحد عناصر الجماعات الدينية، والبكاسيه نوع من أنواع الأسلحة الرشاشة المتوسطة، والشرود يعني الهروب في اللهجة المحلية الدارجة بين الأهالي، وطلب مني ضابط الموساد أن أخبره أين يعيش من ذكر أسمه في المكالمة وتحركاته، مقابل الحصول على 4000 دولار، فقمت بإغلاق الهاتف في وجهه، وكسر شريحة الهاتف.

 كما أنّ إحدى أهمّ المهمّات التي نفّذت عن طريق العناصر التي تمّ تجنيدها في المنطقة الحدوديّة، زرع خلايا إلكترونيّة داخل أسلحة كانت معدّة للتّهريب لحماس في غزّة، بقصد تتبّع مخازن الأسلحة وضربها لاحقاً، وبعض تلك العمليّات كشفتها الحركة، وتم اغتيال العديد من العناصر المنتمية للجماعات المسلّحة في سيناء.

 وأكّد أهالي القرى الحدوديّة، الذين يطلقون على أنفسهم “قرى النّار”، أنّهم ضحيّة إهمال الأنظمة المصريّة المتعاقبة، التي تحرمهم من أقلّ حقوقهم في الحصول على مياه الشرب على أقلّ تقدير، وغياب كلّ الخدمات وانتشار البطالة والفقر، ممّا يجبرهم على العمل في التّهريب والمخاطر ورفع معدّلات ابتزاز الشبّان سواء أكانوا من الأجهزة الاستخباراتيّة الداخليّة والخارجيّة أم من الجماعات المسلحة، والعمل في الممنوعات، وكل ذلك يعني أن سيناء تتجه إلى واقع أشدّ ظلاماً، خصوصاً مع تزايد أعداد اللاّعبين في شبه الجزيرة المنتهكة.

 موقع تيك ديبكا الأمني

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....