الأحد 11/مايو/2025

شهادات صهيونية جديدة حول حرب غزة والخسائر التي تكبدها الجيش

شهادات صهيونية جديدة حول حرب غزة والخسائر التي تكبدها الجيش

ذكرت أوساط عسكرية صهيونية أن الشرطة العسكرية تحقق في انتحار 3 جنود من لواء “غفعاتي” أحد ألوية النخبة على خلفية مشاكل نفسية لها علاقة على ما يبدو باشتراكهم في المعركة البرية خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وكان الجيش قد أطلق حملة لمعالجة الأضرار النفسية التي يعاني منها عناصر الجيش جراء الحرب على غزة، لأن العشرات من الجنود الذين اشتركوا في الحرب خضعوا لعلاج نفسي. 
وأوضحت أن الجيش بدأ، مؤخرا، حملة للبحث عن المرضى النفسيين في صفوف جنوده، وأطلق عليها اسم “الحارس الصامد”، وأن بعضا من الجنود الذين شاركوا في المعارك بشكل مباشر، يخضعون للعلاج في أقسام خاصة أعدت لذلك بإشراف أطباء يلقون محاضرات نفسية ويعقدون لقاءات مع الجنود الإسرائيليين.
فيما أقر قائد لواء “غولاني” في الجيش “غسان عليان” بتعرض الجيش لـ6 عمليات هجومية أدت لمقتل 16 جنديا خلال الساعات الأولى لبدء العملية البرية خلال حرب غزة، وإنه لم يكن يتخيل يوماً أن يخرج قادة 3 كتائب في لوائه من القتال في غزة في الـ 24 ساعة الأولى للعملية البرية.
واعتبر أن ذلك “شكل نقطة تحول” في المعركة، وأن اليوم الأول من العملية البرية كان قاسياً جداً حيث حاول الجيش التأقلم مع عدد كبير من الاشتباكات التي خلفت 16 قتيلا و88 جريح بعضهم بحال الخطر، وكان عليان نفسه أصيب في اشتباكات مع مقاومين شرق حي التفاح شرقي مدينة غزة مع بداية العملية البرية للجيش.
وأضاف: اللواء اضطر للتأقلم مع إصابة قادة كبار في بداية العملية البرية إذ فقدت كتيبة الاستطلاع نائب قائدها وضابط القوى البشرية، بينما أصيب قائد الكتيبة بجروح خطرة، واضطر القادة الصغار لتحمل المسئولية في ظل الفراغ الذي حصل، ووجد قادة فصائل كتيبة الاستطلاع أنفسهم دون قيادة في الساعات الأولى للمعركة، ولذلك فقد تحملوا المسئولية بأنفسهم، فلم نتخيل أن نضطر لفقدان 3 من قادة الكتائب من أول المعركة حيث تأقلم اللواء مع ظروف غاية في التعقيد.
ولفت إلى استخدام الجيش لأول مرة لأجهزة “تابلت” للتعرف على هويات الجرحى بسبب عددهم الكبير، حيث كان من الصعب تشخيصهم دون تصويرهم وفحص هوياتهم ببصمات أصابعهم كما يفعل الجيش عادة مع قتلاه، واشتكى من الشائعات التي سرت بين الجنود وعبر “الواتس أب” بعد أن وصلت رسائل لبعض العائلات بمقتل أولادها وهم لا زالوا على قيد الحياة، وأقر أن قتال عناصر المقاومة الفلسطينية كان صعبًا ومعقدًا.
من جهته، كشف “ايتسيك ترجمان” قائد الفرقة 36 في الجيش النقاب عن إصدار قيادة الجيش الأوامر بإخراج كامل ناقلات الجند من القطاع فور تعرض إحدى الناقلات لصاروخ متطور شرق التفاح بداية المعركة البرية حيث قتل في تلك الناقلة 6 جنود وفقد سابع، وأن قرار سحب كامل المدرعات من القطاع في تلك الليلة لم يكن صائباً، منوهاً إلى إصداره للتعليمات بإعادة الناقلات للقطاع بعد مرور 4 ساعات.
وقال المراسل العسكري “أمير بوخبوط” إن الخطة الأساسية لاجتياح القطاع كانت تشمل إدخال قوات راجلة تحت جنح الظلام وبعدها تدخل الدبابات، لكن بعد أن رأى قائد لواء غولاني كثافة الهاون المطلقة على مواقع تجمع قوات الجيش حول القطاع وعلى المعابر والبوابات في السياج قال لي: هيا بنا ندخل القطاع بسرعة، وتحت غطاء من الدخان، ووافقته الرأي، لأنه لم يكن لدينا ما يكفي من الآليات.
وأشار أن الجيش عانى من نقص في ناقلات الجند المتطورة من طراز “النمر”، والكثير من الدبابات المزودة بنظام “معطف الريح” المضاد للصواريخ، ويتواجد لديه ناقلات جند ودبابات قد تحتمل صواريخ تقليدية لكنها تصبح “كالمعجون” حال تعرضها لصواريخ متطورة والتي يتوفر جزء منها لدى مسلحي القطاع.
وتحدث عن معركة الشجاعية قائلاً: كانت لحظات جنونية، رأيت العدو يسيطر على المنطقة من كل جانب، والنيران تنهمر كالمطر، بينما تحدث معي أحد قادة غفعاتي قائلاً: إنهم يطلقون علينا القذائف كالمجانين، وكلما حاولت الخروج من المبنى يطلقون علي الهاون، فقلت له انزل للطابق السفلي واذهب للجانب الشرقي. 
وعندها أمرت بإطلاق جنوني للقذائف بمعدل 600 قذيفة باتجاه مساحة لا تتجاوز 400 متر، وبعدها اتصل علي الضابط وقال: لماذا تطلق النار علي، فقلت له لا تقلق فنحن نطلق القذائف على مسافة 150 متر من موقعك فلا تقلق، ولا اذكر مرة استخدمنا فيها نيران للإنقاذ بهذه الكثافة.
ورداً على سؤال حول الانتقادات التي وجهت للواء غولاني بدخوله الشجاعية بشكل أعمى قال “ترجمان”: “إن تلك النقطة كانت أفضل نقاط العبور، فقد أخذنا بالحسبان دخول شمال القطاع من أكثر الأماكن المأهولة قرباً من الجدار، حتى لا نمكن مطلقي الصواريخ المضادة للدروع من التسديد، لأن إطلاق هكذا صواريخ بحاجة لمسافة تسديد ولو دخلنا من أقصى الشمال لتعرضنا لصواريخ أكثر.
واختتم حديثه حول نتائج الحرب على القطاع قائلاً: “الشعور العام محبط حيث تم تضييع الكثير من الفرص للخروج بنتيجة أفضل في حين لا زال يرى الخوف في أعين مستوطني غلاف غزة بينما يخاف الأطفال من النوم أو من الخروج من المنزل أو الذهاب للمدرسة، وواصل حديثه: أنا أب ولا يمكنني تجاهل هكذا شعور، لكنه أشار أن الهدف الأسمى الذي دفع الجيش حياة جنوده لأجله كان منع تسلل المسلحين للبلدات المحاذية للقطاع، وقال: حتى توقف النار عليك الاحتلال، وقد نفذت ما طلبوه مني.
مجلة “بمحانيه” العسكرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات