السبت 10/مايو/2025

تراب القدس في غزة .. الأمانة وصلت وعهد بتحريرها (تقرير)

تراب القدس في غزة .. الأمانة وصلت وعهد بتحريرها (تقرير)

لم تجد الحاجة الغزية أم ناظم أفضل من انتقاء كمية من تراب القدس ووضعها في قارورة وإهدائها لإسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في إجراء لا يخلو من الدلالات الرمزية حول عهدة الحفاظ على تراب الوطن والعمل من أجل تحرير المدينة المباركة من “الاحتلال الإسرائيلي”.

أم ناظم هي واحدة من نحو 500 غزي تمكنت من الصلاة في المسجد الأقصى في زيارة هي الأولى من نوعها منذ عام 2006، وذلك ضمن الدفعة الأولى التي وصلت من أهالي قطاع غزة إلى مدينة القدس المحتلة في ثاني أيام عيد الأضحى.

الأمانة وصلت
مزيج من المشاعر انتابت نائب رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية وهو يتسلم تراب القدس، مشدداً على أن هذه “هدية غالية لا تقدر بثمن، فهذا التراب مجبول بدماء الصحابة والمجاهدين من بينهم الشهيد عبد القادر الحسيني قائد معركة القسطل، والشهداء الذين رووا بدمهم تراب الوطن”.

وعبر هنية عن امتنانه للحاجة أم ناظم على هديتها، مشدداً على أنها “مقدمة البشريات للصلاة في المسجد الأقصى”. وأضاف ونحن نتسلم هذه الهدية نستشعر الأمانة التي في أعناقنا تجاه القدس والأقصى .. هذه التربة المقدسة التي سار عليها الصحابة سنطهرها من دنس الصهاينة.

ثمار معركة العصف المأكول
وتأتي زيارة الفوج الأول من أهالي غزة للمسجد الأقصى، كثمرة من ثمار انتصار المقاومة في معركة العصف المأكول، إذ نص اتفاق وقف إطلاق النار على إدخال تسهيلات ملموسة على حركة تنقل المواطنين بين غزة والضفة.

وبحسب وزارة الشؤون المدنية الفلسطينية، فإنه لأول مرة منذ عام 2006 يسمح لنحو 1500 فلسطيني من سكان القطاع بزيارة المسجد الأقصى المبارك، وذلك عبر ثلاث دفعات يومية تضم كل منها 500 مواطن اعتبارا من الأحد حتى الثلاثاء.

وقال هنية إن الزيارة هي “ثمرة من غراس النصر العظيم الذي حققته غزة على أيدي رجال المقاومة وفي طليعتها كتائب القسام”، موجهاً التحية لشهداء معركة العصف المأكول الذين مهدوا الطريق لهذا الأمر.

فرحة الزوار
ولم يخف زوار غزة فرحتهم الغامرة بزيارة المسجد الأقصى، متأملين أن يكون ذلك خطوة على طريق تسهيل المرور وزيارة المسجد وصولاً إلى تحريره الكامل من نير الاحتلال.

وقالت أم محمد من رفح: إنها لم تتمالك نفسها عندما رأت المسجد الأقصى فانهمرت دموعها، مشددة على أن مشقة الرحلة زالت عندما صلت في رحال المسجد أولى القبلتين وثالث الحرمين.
 
وأدى المصلون صلاة الظهر في الأقصى، ثم انشغلوا بقراءة القرآن وأداء صلوات النوافل والدعاء لتحرير القدس والأقصى والأسرى، وابتهلوا للمولى من أجل رفع الحصار المتواصل على القطاع.

وقال أحد الزوار :”هذه هي المرة الأول التي أزور فيها المسجد الأقصى منذ عام 1983، ونسأل الله أن يعجل بتخليص المسجد من نير الاحتلال ليبقى منارة تضيء وتشرق على العالم بأسره”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات