سلفيت: الجدار وممارسات الاحتلال يسلبان فرحة موسم الزيتون (تقرير)

تدقيق في بطاقات الهوية، وتفتيش لكل المتعلقات، وسيل من الشتائم والإهانات.. هذه بعضا من ممارسات جنود الاحتلال التي يستقبلون بها المزارعين الفلسطينيين في محافظة سلفيت عند محاولتهم العبور من بوابات الجدار باتجاه حقول الزيتون لجمع ثمارها مع بداية موسم القطاف هذا العام.

محمود اشتيه، أحد المزارعين الذين عزل الجدار أرضه عن بلدة سلفيت يتحدث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” بالقول: “ننتظر في كل عام موسم قطاف الزيتون بشغف كبير، فهو بالنسبة لنا كمن ينتظر مولودا، إلا أن هذه الفرحة سرعان ما تذهب وتتحول إلى معاناة يومية على مدار الموسم”.

ويتابع اشتيه، واصفا رحلة الذهاب لقطف ثمار الزيتون، قائلاً :”في قرابة الساعة الرابعة والنصف فجراً، توضأت وحضرت كل ما يستلزم لقطاف الزيتون، وانطلقت باتجاه البوابة التي خصصها الاحتلال لنا لعبور الجدار الذي يفصل أرضنا عن مكان إقامتنا”.

ووسط مشاعر حسره وتذمر، يضيف اشتيه: “بعد انتظار لبعض لوقت بالقرب من البوابة المخصصة لعبورنا من خلال الجدار، حضر جيب عسكري صهيوني وترجل منه جندي وقام بفتح البوابة، إلا أن الأمر لم يتوقف على ذلك، فقد طلب منا إبراز بطاقات الهوية، وقام بالتدقيق فيها واحتجازها وتفتيشنا، وتفتيش الأمتعة التي بصحبتنا”.

ليس فقط البوابة ما يتحكم بها الاحتلال لدخول المزارعين إلى حقول الزيتون، بل يتحكمون بساعات الدخول والعودة، وهذا ما يوضحه اشتيه قائلاً: “بعد انتهاء الجندي من تفتيشنا، وسط تلفظه ببعض الشتائم والصراخ، قام باحتجاز بطاقات الهوية لحين العودة وتسليمنا إياها، ومن ثم أبلغنا بأنه لا يسمح لنا بالعودة بعد الساعة الرابعة عصراً، وعلى الجميع الالتزام بهذا التوقيت، فمن يتأخر يمنع من العبور عبر البوابة”.

حسرة على الماضي
بدوره، يتحسر المزارع أحمد موقدي من بلدة الزاوية غرب سلفيت على أيام ما قبل الجدار والاستيطان؛ حيث يقول: “كنا ندخل حقولنا متى شئنا، ونخرج متى شئنا، وكنا حتى ننام في أرضنا، ونعتني فيها وقتما شئنا؛ أما الآن فالأمر بات بحاجة لتصريح أو لتفتيش  مهين وإذلال  متعمد كي نقطف ونجمع حبات الزيتون”.

أما المزارع علي ناصر من بلدة مسحة غرب سلفيت، فيشكو من تعمد إذلال الجنود للمزارعين خلال عبورهم للجدار لقطف محصولهم من الزيتون.

وأوضح ناصر أن الجنود يفتحون بعض البوابات قبل شروق الشمس لمدة ربع ساعة، ويتعمدون تفتيش كل مزارع بشكل مهين وحجز بطاقته الشخصية، ومن ثم القيام باستفزاز المزارعين خلال قيامهم بقطف ثمار زيتونهم، مثل إطلاق صافرات الإنذار عبر دوريات الجيش، أو الصراخ على المزارعين.

تنغيص الفرحة
أما المزارع خليل حسن، فيتحدث عن حالهم بالقول: جنود الاحتلال يضعوننا في سجن وينغصون علينا فرحة موسم قطف ثمار الزيتون؛ حيث لا يسمحون بمغادرة الجدار حتى ولو تعرض المزارع لحادث مثل لدغة أفعى أو سقوط عن شجرة الزيتون وتعرضه لكسور بحجة أن موعد فتح البوابات هو أمر عسكري ولا يمكن تجاوزه.

ولا يتوقف الأمر على ممارسات جنود الاحتلال، بل يتعداه إلى ممارسات من قبل قطعان المستوطنين، حيث يتحدث الباحث خالد معالي حول ذلك بالقول: يستغل المستوطنون موسم قطاف الزيتون لتنفيذ العديد من الاعتداءات بحق حقول المواطنين، حيث يتم قطع أشجار الزيتون كما حدث يوم أمس بعد أن قام المستوطنون بقطع عشرات أشجار الزيتون شرق سلفيت في حقول تتبع بلدة ياسوف.

 وعن تأثيرات الجدار على أراضي المواطنين، قال معالي: “المخاطر كبيرة للمزارعين، والنسب في تزايد؛ فمثلا قرية مسحة عزل الجدار أو صادر ما نسبته  95% من أراضيها، أي ما يعادل 5500 دونم ؛ وهو ما سيتكرر للأسف الشديد في قرى أخرى التي لم ينته بناء الجدار فيها”.

وأضاف معالي أن حوالي ثلثي أراضي محافظة سلفيت تم مصادرتها أو منع زراعتها أو التضييق على المزارعين فيها، وأن آلاف الدونمات الزراعية خلف الجدار باتت عرضة للتجريف والتوسع الاستيطاني.