نزاهة في عصر النذالة!

عندما ترفض واشنطن بغضب نية السويد الاعتراف بدولةفلسطين، فإنها تسجل مرة أخرى إصرارها على إفشال عملية سلمية دبلوماسية، لا عسكريةتفجيرية، لاستعادة الفلسطينيين جزءاً من حقوقهم المصادرة.

وعندما يسوّق البيت الأبيض مبررات سخيفة لإثبات وجهة نظرعرجاء، فإنه يبرهن على شيئين مهمين، أولهما أن القرار الأميركي أسير للإرادةالإسرائيلية، وثانيهما أن الأميركيين ليسوا كما يزعمون، نصراء للحرية أو مدافعينعن حقوق الإنسان.

وعندما يزعم الأميركيون أن الاعتراف بفلسطين سابق لأوانهوأن أي مخرج كهذا يجب أن يتحقق نتيجة للتفاوض مع “إسرائيل”، فإنهميكررون اسطوانتهم المشروخة ويضعون العصي في الدواليب، لتخريب دوران عملية السلاموالتفاوض، التي مضى عليها أكثر من عشرين عاماً.

ويعلم صناع القرار في واشنطن أن أحداً في العالم لم يبذلجهداً مخلصاً وجاداً للتوصل إلى اتفاق سلام متفاوض عليه مثل القيادة الفلسطينية،لذلك فإن الموقف الأميركي «الذيلي» مرفوض بشدة، فيما يلقى قرار السويد الترحيبالحار والمسؤول من جميع محبي السلام في العالم.

وتشكل الخطوة السويدية أهمية كبيرة ليس فقط لأنها جاءتمن قبل دولة نزيهة ومحترمة في زمن تنتشر فيه النذالة، ولكن لأنها تأتي أيضاً فيوقت عزز فيه الفلسطينيون جهودهم الدولية لانتزاع دولتهم من أنياب أوباماونتانياهو.

وفي كل الحالات، يعتبر القرار السويدي ضربة دبلوماسيةمؤلمة ل”إسرائيل” التي حذرها رعاتها في واشنطن، قبل أيام فقط، من«الآثار التدميرية» لسياساتها الاستيطانية القاتلة لعملية السلام. ولطالما حذرتالدبلوماسية الأوروبية حكومة الاحتلال من تعرضها المتزايد للعزلة الدولية، جراءإصرارها المفضوح على اغتيال عملية السلام كلما لاحت فرصة انتعاشه.

وإذا كانت هنغاريا وبولندا وسلوفاكيا قد اعترفت بفلسطينقبل انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، فإن السويد هي الدولة الأولى في الاتحاد التيتقدم على مثل هذا الاعتراف التاريخي، الذي يمثل بالتأكيد حافزاً ومشجعاً لدولنزيهة أخرى، أوروبية أو غير أوروبية، لمد يد العون لإخراج فلسطين من الظلم والظلامالإسرائيليين.

صحيفة الوطن القطرية