السبت 10/مايو/2025

نتانياهو مُزَيِّفاً للحقائق في نيويورك!

نتانياهو مُزَيِّفاً للحقائق في نيويورك!

عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنانعشراوي أَحْسَنَت القول إذْ وصَفَت خطاب نتانياهو أمام الجمعية العمومية للأممالمتحدة بأنَّه «تزييف صارِخ للحقائق»، لكنَّنا لم نسمع حتى الآن (ولن نسمع)تعليقاً لإدارة الرئيس أوباما على هذا الخطاب المكتوب بمداد أوهام «العهد القديم»،وهي التي سارَعَت إلى انتقاد خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

مُسْتَهْزِئاً بعقول وذكاء مستمعيه من الحضور، وخاطِبَاًفيهم وكأنَّه يَخْطُب في قَوْمٍ من الأغبياء، قال نتانياهو إنَّ «حماس» و«داعش»فِرْعان من الشَّجَرة السَّامة نفسها، وهي شَجَرة «الإسلام المتطرف»، وينبغيللعالَم، إذا ما أراد التَّطَهُّر من رذيلتي «النِّفاق»، و«العداء للسامية»، أنْيُعامِل «الفِرْعَيْن» على قَدَم المساواة، وأنْ يَفْهَم كل حرب تشنها “إسرائيل”على قطاع غزة (مع ما تشتمل عليه من جرائم، حسب القانون الدولي) على أنَّها جهدإسرائيلي يُماثِل في ماهيته الجهد الدولي المبذول الآن للقضاء على «داعش»؛ فحركة«حماس» هي «داعش» في فلسطين، و«داعش» هو حركة «حماس» في العراق وسورية، وكلُّالفاكهة برتقال؛ لأنَّ كلَّ البرتقال فاكهة!

لو سُئِل نتانياهو «مَنْ قَتَل كل هؤلاء المدنيينالعُزَّل (في قطاع غزة، في «الجرف الصامد») من الأطفال والنساء والمُسِنِّين؟»،لأجاب قائلاً: قَتَلَتْهُم «حماس»؛ لأنَّها باتِّخاذها لهم «دروعاً بشرية»،وبإطلاقها الصواريخ من بين البيوت على مناطق إسرائيلية مأهولة، «اضطَّر» الجيشالإسرائيلي إلى قَتْلِهم مع «الإرهابيين»، فرئيس الوزراء الإسرائيلي يعيد تعريف«جريمة الحرب» بما يجعل مُرْتَكِبها «حماس» لا الجيش الإسرائيلي، الذي مهما قَتَلَمن الأطفال الفلسطينيين، في هذه الحال، لا يمكن، ولا يجوز، اتِّهامه بارتكاب«جرائم حرب»، ويريد، في الوقت نفسه، أنْ يُحَمِّل «حماس» مسؤولية ارتكاب «جريمةمزدوجة» هي «قَتْل الأطفال الإسرائيليين والفلسطينيين»!

نتانياهو (وأشباهه من قادة إسرائيل القدامى والجُدُد)يبحث دائماً عَمَّن يُبادِله العالَم الغربي عداءً بعداء، ليقيم، بعد ذلك، الدليلالسَّاذَج على أنَّ كل مَنْ يُعادي إسرائيل من الفلسطينيين، أو يُقاوِم احتلالهاالمستمر منذ 1967 للبقية الباقية من فلسطين، هو مِنْ جِنْس هذا «العدو (للغرب)»؛فالفلسطيني إذا قاوَم هو نازِيٌّ إذا ما كانت النَّازيَّة هي هذا «العدو (للغرب)»،وهو شيوعيٌّ إذا ما كانت الشيوعية هي هذا «العدو»، وهو إسلامي متطرف (من«القاعدة»، أو «داعش») إذا ما كان الإسلام المتطرف هو هذا «العدو»!

الفلسطينيون، حسب شريعة نتانياهو وأشباهه، لا حقَّ لهمفي مقاومة الاحتلال الإسرائيلي لأرضهم؛ لأنَّ الوجود الإسرائيلي في «أرضهم» ليس«احتلالاً (أجنبياً)»؛ ولأنَّ «أرضهم» ليست أرضهم، فَهُم قَوْمٌ غرباء.

صحيفة الوطن القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات