الجمعة 09/مايو/2025

مستقبل الكيان من وجهة نظر بعض كتَّابه

مستقبل الكيان من وجهة نظر بعض كتَّابه

في نفس السياق يأتي: أستاذ التاريخ (المؤرخ) الإسرائيلي:إيلان بابيه في مؤلفه القيّم “التطهير العرقي للفلسطينيين” والذي يكشففيه المخططات الإسرائيلية بعيد إنشاء الدولة الصهيونية وبالوثائق: تطهيرها العرقيللفلسطينيين وتواريخ المجازر التي ارتكبتها “إسرائيل” بحقهم وغير ذلكمن أشكال القتل والتحايل لتهجير الفلسطينيين.

أحسن الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي صنعاً عندما كتبمقالة له في عموده الأسبوعي في صحيفة هآرتس (28 سبتمبر الماضي) بعنوان “ماالذي كان يجب أن يقوله عباس” يقصد خطابه الأخير في الأمم المتحدة والذيطالب فيه بحقوق الشعب الفلسطيني واتهم “إسرائيل” بارتكاب حرب إبادةجماعية للفلسطينيين. مقالة ليفي ساخرة تعكس غضب “إسرائيل” وأميركا منالخطاب. المقالة تصور ماذا كان على الرئيس عباس أن يقوله ليكسب رضا الحليفتين.جدعون ليفي هو صحفي ذو ضمير يعكس معاناة الفلسطينيين جرّاء الاحتلال. تماماً مثلالصحفية الكاتبة عميره هاس في عمودها اليومي في نفس الصحيفة. كلاهما مغضوب عليهإسرائيلياً لأنهما يسبحان عكس التيار العنصري الفاشي المتطرف السائد في دولةالكيان. كلاهما يرى: أن مستقبل الوجود الإسرائيلي في المنطقة مرتبط بموافقة “إسرائيل”على إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب دولة “إسرائيل”. كلاهما يطالببإنهاء سريع للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وذلك منأجل مصلحة مستقبل الوجود الإسرائيلي نفسه. حتى هذا الطرح لا يعجب الإسرائيليين!

في مؤتمر عقد في جامعة حيفا منذ مدة “للرابطةالدولية للدراسات الإسرائيلية” وفي إحدى ندواته تحدث الكاتب الإسرائيلي ساميميخائيل عن: العنصرية الصهيونية في “إسرائيل” من خلال القول “إنبإمكان إسرائيل أن تتفاخر بلقب الدولة الأكثر عنصرية في العالم المتطور”. وعنسياسة “إسرائيل” قال الكاتب: “يوجد خطر حقيقي على إسرائيل إذا لمتدرك القيادة الحالية بحقيقة: أن إسرائيل ليست موجودة في شمال أوروبا وإنما فيالمركز النشط للشرق الأوسط المعذب، وليس لنا مكان فيه بعد أن جعلنا كل المحيطيكرهنا، وشددنا ليل نهار، على أن هذا المحيط مكروه علينا أيضًا”. وقالميخائيل محذرا: “قد نفقد كل شيء ودولة إسرائيل ستكون ظاهرة عابرة مثل الهيكلالأول والهيكل الثاني”.

سامي ميخائيل هو باحث في الشؤون الاستراتيجية وأديب لهالعديد من المؤلفات، من بينها: الأدبية وقد ترجم بعضها إلى لغات كثيرة منهاالعربية التي يتقنها قراءة وكتابةً وحديثًا. توقعات ميخائيل تعيد إلى الأذهانتصريحات رئيس الكنيست الأسبق: إبراهام بورج الذي صرّح في حديث له في إحدىمقابلاته “بأن إسرائيل دولة فاشية وهي قوة استعمارية شبيهة بألمانيا عشيةصعود النازية إلى الحكم”. وحول واقع الحياة في “إسرائيل” قال بورجآنذاك: “إن أكثر من نصف النخب الإسرائيلية لا يريدون لأبنائهم العيش في دولةإسرائيل” ونصح الإسرائيليين “باستصدار جوازات سفر أجنبية”. وحولالمستقبل أضاف بورج في المقابلة الصحفية التي أجرتها معه صحيفة يديعوت أحرونوت منخلال الصحفي آري شاليط ونشرتها في 8 يونيو 2007: “إن يهودية دولة إسرائيلستقرّب نهايتها”. حينها أثارت المقابلة ضجة كبيرة في الكيان الصهيوني وكانتبمثابة الهزة الأرضية القوية بمقاييس ريختر، فبورج هو ابن للحاخام يوسف بورج الذيكان مقربًا من ديفيد بن جوريون وهو تولى منصب رئاسة الوكالة اليهودية لسنواتعديدة، وتسلم رئاسة الكنيست في الفترة بين عامي 1999-2003 وتولى مناصب وزاريةعديدة ونافس مرارًا إيهود باراك على زعامة حزب العمل.

أيضًا فإن ما سبق يذكر بالمؤرخ الإسرائيلي: “إسرائيلشاحاك” وكتاباته وبخاصة مؤلفه “التاريخ اليهودي، الديانة اليهودية، وطأةثلاثة آلاف سنة”. وفيه يفصّل في شرح العنصرية في تاريخ اليهود تجاه الآخرينوالتي ازدادت حدتها بوجود دولة إسرائيل”. وحول توقعاته بالنسبة لمستقبل دولةإسرائيل صرّح شاحاك مرارًا “بأن مصيرها إلى زوال” ولذلك كان مُحَارَبًافي الكيان الصهيوني بوسائل عديدة.

في نفس السياق يأتي: أستاذ التاريخ (المؤرخ) الإسرائيلي:إيلان بابيه في مؤلفه القيّم “التطهير العرقي للفلسطينيين” والذي يكشففيه المخططات الإسرائيلية بعيد إنشاء الدولة الصهيونية وبالوثائق: تطهيرها العرقيللفلسطينيين وتواريخ المجازر التي ارتكبتها “إسرائيل” بحقهم وغير ذلكمن أشكال القتل والتحايل لتهجير الفلسطينيين. بابيه ومثلما ذكر في تصريحاتومقابلات كثيرة له “أنه ونتيجة لعنصرية إسرائيل ودمويتها لم يستطع العيش فيها”،ولذلك غادر إلى بريطانيا وهو يمارس التدريس في إحدى جامعاتها. لنفس السبب سبقللمحامية الإسرائيلية التي اشتهرت بدفاعها عن الأسرى الفلسطينيين في المحاكمالعسكرية الإسرائيلية: فيليتسيا لانجر أن هاجرت هي وعائلتها إلى ألمانيا. بابيهولانجر يعترفان في أقوالهما: بأن استمرار “إسرائيل” في نهجها الدموي معالفلسطينيين وفي عنصريتها المتزايدة سيؤدي بالضرورة إلى زوالها.

هؤلاء قلّة في “إسرائيل” الذين يتنبأونبإزالة هذه الدولة، وقيمة أقوالهم أنهم يهود، عاشوا (ومنهم لا يزال يعيش ومنهم منمات: شاحاك) لسنوات طويلة في الكيان الصهيوني وكانوا على تماس مع كافة أشكالالعدوان والقتل الذي مارسته “إسرائيل” ولا تزال ضد الفلسطينيين والعرب.ولأن الفاشية والعنصرية متلازمتان مع العدوان والشوفينية والعنجهية والأنا فوقكل البشر هي قضايا “طبيعية” لدى الإسرائيليين فإن هذه الصفات ليس لهاحدود في هذه الدولة وستظل من سماتها الرئيسية طالما بقيت فلذلك من الطبيعي أنيكون مصيرها إلى زوال.

هؤلاء يرددون حقيقة علمية تم تأكيدها بالحقائقالتاريخية: ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية، اكتسحتا في تحالفهما أوروباواحتلتا مناطق من الأراضي شاسعة، ولكن بعدوانيتهما وعنصريتهما: حفرا قبريهمابأيديهما، وأصبحتا في ذمة التاريخ ومزابله. النظام العنصري في جنوب إفريقيا كانمصيره إلى زوال وغير ذلك غير ذلك من الأمثلة. الدولة الصهيونية لن تكون استثناءًمن هذه القاعدة، لذا فمصيرها إلى زوال.

حري القول: إن العامل الفلسطيني والآخر الشعبي العربيوعنوان العامليْن: المقاومة للمشروع الصهيوني برمته، وهما فاعلان على هذا الصعيد،فالمقاومة الفلسطينية وكما أثبتت صموده في وجه العدوان الصهيوني الأخير على القطاعوتمكنت من إفشال أهدافه، فهي ستظل قائمة ولن يستطيع أحد أو جهة نزع أسلحتها، كذلكهي المقاومة الوطنية اللبنانية بالمعنى الفعلي عامل مقاومة ل”إسرائيل”.هاتان المقاومتان رأس جسر على المدى المستقبلي التاريخي لإمكان قيام مقاوماتشعبية عربية أخرى للمشروع الصهيوني في المنطقة. الفلسطينيون مؤمنون ومصرون على نيلحقوقهم، والأمة العربية كذلك من المحيط إلى الخليج: تعتبر المشروع الصهيوني طارئًاعلى المنطقة، ومصيره مثل مصير كل المستعمرين والمحتلين الذين جاءوا إلى هذهالمنطقة وفي النهاية حملوا عصيّهم على كواهلهم واضطروا إلى الرحيل. الدم لايستسقي إلا الدم. العدوان والعنصرية لن يتوقفا في هذا الكيان، فبعد ما يزيد عنالــ66 عامًا على الإنشاء القسري لهذه الدولة المغتصبة كانت وستظل متحالفة معكافة أشكال الاستعمار، لم يزدد فيها سوى العنصرية والعدوان، بالتالي ستتوقع مقاومةهذا المشروع المؤهل أيضاً من داخله إلى الزوال هكذا يتوقع بعض الإسرئيليين…فكيف بنا أن لا نتوقع ذلك؟! سؤال برسم إجابة كل الذين يتوقعون استمرار المشروعالصهيوني وتمثيله السياسي: دولة الكيان في المنطقة العربية ويدعون إلى مصالحتهوإقامة “سلام” معه … “عشم هؤلاء مثل عشم إبليس في الجنة” هكذايقول المثل العربي عن: استحالة تحقيق بعض الرهانات.

صحيفة الوطن العمانية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

اعتقال 4 فلسطينيين من الخليل

اعتقال 4 فلسطينيين من الخليل

الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، 4 فلسطينيين خلال اقتحامات متفرقة في مدينة الخليل جنوبي الضفة...