عيد الأضحى حاضر في السجون رغم آلام القيد

بدأت التكبيرات الجماعية تصدح في سجون الاحتلال مع دخول وقفة عرفة وستستمر حتى انتهاء أيام التشريق، تماماً مثلما يجري في المساجد في كافة أرجاء العالم الإسلامي، في مشهد يبرز إصرار الأسرى على ممارسة شعائر العيد ما أمكن لهم ذلك.
 
وقال الأسرى في سجن النقب لمراسلنا إن إدارة السجن تصاب بالغيظ من المشهد الجماعي للأسرى وهم يؤدون تكبيرات العيد، ولكن الأسرى لا يسمحون لإدارة السجن بأن تفرض أجندتها.
 
وأشاروا إلى أنه ورغم الألم والقيد فإن الأسرى وضعوا برنامج العيد كما في كل عام بما يشمله ذلك من التكبيرات وصلاة العيد والمعايدة الجماعية وزيارات الأقسام.
 
ويشير الأسير محمد صوافطة إلى أن صلاة العيد تكون بنكهة مختلفة وتحمل عبارات التحدي والأمل وتكون مشتركة بين مختلف أقطاب الحركة الأسيرة، ويليها مباشرة المعايدة الجماعية والتي تبدأ بالتجمع في حلقة دائرية في ساحة القسم ثم يبدأ الجميع بالسلام على الجميع ابتداء من عند الأسير الأكبر سناً في القسم.
 
ويضيف: “هو مشهد غاية في الصعوبة؛ فالجميع يستذكر الزوجة والابن والأب والأم والأخ والأخت في هذه اللحظات، ولكن المشهد الجماعي يساعد على تحدي اللحظة ودخول أجواء عيد بطعم مختلف”.
 
كل عام وأنتم بخير يا أهل الضفة 
 
وتشكل أنشودة “كل عام وأنتو بخير يا أهل الضفة الغربية” باكورة احتفال الأسرى بالعيد كما هو متعارف لتربط بين التهنئة بالعيد وبين التحدي للسجان وجبروته.
 
ويقول القيادي في حركة حماس المهندس الأسير وصفي قبها: “للعيد في السجون طقوسه الخاصة التي تميزه في أجواء جماعية راقية، تشمل الفعاليات الدينية والترويحية والاجتماعية وكذلك الحلويات والأطعمة الخاصة في العيد”.
ويشير إلى أنه وفي ظل تضييق “مصلحة السجون” على إدخال كثير من المواد الغذائية التي يطلبها الأسرى، فإن الأسرى يصنعون حلواهم بأنفسهم لهذا اليوم.
 
ويرى قبها أن الحركة الأسيرة استطاعت أن تبني بروتوكولات خاصة لكل المناسبات الدينية والوطنية داخل السجون ، وأصبحت عرفاً ومسلكيات تتكرر مع مرور السنين.
 
ويؤكد قبها أن فعاليات العيد يتم التخطيط لها بعناية في كل سجن حسب ظروف وأنظمة ذلك السجن وضمن المتاح للأسرى، مشيراً إلى أن الفعاليات الجماعية في العيد تسهم في التخفيف عن الأسير الذي يفتقد أهله في ذلك اليوم من خلال ربطه بأنشطة جماعية تقيه الركون لنفسه.
 
أرقام قياسية للعيد بالسجون
ويشير الباحث في شئون الأسرى فؤاد الخفش إلى أنه وعدا عن قدامى الأسرى الذين قضوا عشرات الأعياد في السجون بشكل تراكمي، فإن عدداً لا يستهان به من الأسرى سيما الإداريين وغيرهم  لم يحتفلوا بالأعياد مع عائلاتهم لعشرات الأعياد المتلاحقة بسبب التزامن المستمر لاعتقالهم مع مواعيد الأعياد.
 
ويضيف الخفش: “هناك من يعتقل ويفرج عنه ويقضي سنة أو سنة ونصفًا ثم يعاد اعتقاله، وعلى مدى زمني طويل يجد نفسه أنه لم يقض عيداً مع عائلته منذ أكثر من عشر سنوات”.
 
وينوه الخفش إلى أن كثيراً من التسهيلات التي كانت “مصلحة السجون” تقدمها للأسرى في العيد سيما على صعيد ما يسمى “الزيارات الخاصة للأهل” والتي تكون أول زيارة للسجين وقت العيد أو بعده والتي يسمح له فيها بالجلوس مع أبنائه وعائلته وتكون مدتها أطول، قد أفرغت من مضمونها في السنوات الأخيرة وألغيت بذرائع الإجراءات الأمنية التي فرضها ” الشاباك”، والتي ذهب معها عشرات التسهيلات التي حققتها الحركة الأسيرة عبر عقود من النضال.