الإثنين 12/مايو/2025

المعركة القادمة مع العدو شكل تاني

د.عصام شاور
منذ أن وضعت حرب “العصف المأكول” أوزارها وقادة الاحتلال يحاولون ترميم صورة جيشهم، التي تهتكت وتمزقت بفعل المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب عز الدين القسام، وكذلك ترميم المعنويات المنهارة لجيشهم وجبهتم الداخلية.

قائد الجبهة الداخلية للكيان العبري ادعى أن عملية الاحتلال الأخيرة في قطاع غزة لا تشبه بأي شكل من الأشكال سيناريوهات “المعركة الكبرى” التي يستعد لها جيشه، عندما فشل العدو وهزم أمام المقاومة الفلسطينية أصبح يتحدث مثل الحكام العرب: “المعركة الكبرى” أو “أم المعارك”، يبدو أن العدو تعلم من العرب كيف يحول الهزيمة إلى نصر، ولكنه لم يتعلم أن الهزائم لا تغطيها الروايات الكاذبة للأحداث ولا العنتريات أو التهديدات الفارغة.

معركة الاحتلال الكبرى انتهت مع احتلال آخر شبر من أرض فلسطين، المعارك القادمة هي معارك العرب والمسلمين، أي هم من سيحدد زمانها وحجمها وشكلها، ولكن بعد انتصار ثورة الشعوب العربية على أنظمة الضلال والتآمر.

الجبهة الداخلية للكيان العبري لم تعد تستمع إلى تصريحات القادة، والقادة يعلمون ذلك، ورسائلهم موجهة إلينا: لشعبنا ومقاومتنا وقادتنا، ولذلك نحن نتساءل: كيف ستكون معركتهم القادمة “شكل تاني”؟!؛ الجندي “الإسرائيلي” هو نفسه، ولكنه في أي معركة قادمة سيكون مسكونًا برعب أكبر، وسيرى المقاوم الفلسطيني أمامه بطول ستة أمتار بدلًا من ثلاثة، والعنصر البشري في المعارك هو الأساس، ولن يستطيع الاحتلال تغييره أو تبديله، وكذلك جبهتهم الداخلية التي تختفي في الملاجئ مع أية صفارة إنذار، ولو أطلقت بطريق الخطأ.

إعلام الاحتلال لا يتعاطى كثيرًا مع معركة “ترميم الصورة والمعنويات” التي أطلقها الكيان العبري، ولكن بعض الإعلام الفلسطيني يجتهد في إيصال الرسالة ونشرها على أوسع نطاق؛ قبل يومين بالبنط العريض نشرت مواقع إخبارية فلسطينية تصريحات لوزير الحرب المهزوم موشيه يعالون بأن الاحتلال في أثناء الحرب قرر عدم إسقاط حماس وعدم احتلال قطاع غزة، يا سلام!، وهل كان بإمكان ابن اليهودية أن يسقط حماس أو يحتل غزة ولم يفعل؟!، أتمنى على المواقع الفلسطينية المشبوهة الإجابة عن هذا السؤال، فللكل الفلسطيني واضح ومعلوم أن الاحتلال بصعوبة استطاع سحب الدبابات المتوغلة مئات الأمتار داخل غزة، وقد تحمل خسائر بالعتاد والأرواح لم يكشف عنها بعد، ولكنها أضعاف أضعاف ما سرب أو نشر.

المعركة القادمة حتمًا ستكون مختلفة تمامًا عن العصف المأكول، ولكنه اختلاف لمصلحة المقاومة الفلسطينية، ومن الأفضل للمحتل أن يرفع حصاره عن قطاع غزة، ويلبي باقي مطالب الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وألا يتعجل؛ فنهايته قادمة لا محالة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات