السبت 10/مايو/2025

صالحية ونصر والسري.. أخرجهم الحَر وقتلتهم الصواريخ

صالحية ونصر والسري.. أخرجهم الحَر وقتلتهم الصواريخ

لم يخطر ببال الأصدقاء والجيران من عائلات صالحية ونصر والسري، عندما جلسوا قرب منازلهم هربًا من ارتفاع حرارة الجو مع انقطاع التيار الكهربائي، أنهم سيصبحون هدفًا للاحتلال، ليرتقي 9 منهم شهداء.

آثار الجريمة لا تزال بادية في مكان الاستهداف على شكل ثقوب وفتحات تسببت بها الشظايا التي تطايرت في كل مكان لتزف أجساد الشهداء وتمزق حتى الأبواب الحديدية في المنطقة.

ذكريات أليمة

ولا يزال محمود نصر (18 عامًا) يتذكر تفاصيل المجزرة التي أدت إلى استشهاد شقيقه محمد، مع اثنين من أبناء عمومته، و6 من جيرانهم، لافتًا إلى أن شقيقه كان يجلس برفقة عمه وابن عمه وعدد من الجيران من عائلتي صالحية والسري قريبون منهم في شارع اللدادوة بمخيم خان يونس بسبب حرارة الجو والرطوبة العالية في المنازل في ظل انقطاع الكهرباء.

كان الوقت فجر يوم السبت (19-7) أي بعد 11 يومًا من بدء العدوان الصهيوني على غزة، عندما اقترفت قوات الاحتلال تلك المجزرة.

يقول نصر: “سمعت صوت انفجار قريب مع غبار كثيف.. اعتقدت أنه استهداف لمنزل مجاور في المنطقة، خرجت مسرعًا لأكتشف أن شقيقي ومن معه الذين كانوا يجلسون في الشارع مقطعون أشلاء ودماؤهم تنزف”.

دماء وصراخ وجرحى يحتضرون

كان المشهد مؤلمًا ومرعبًا.. أشلاء.. دماء في كل مكان، وصرخات نساء خرجن من منازلهن على صوت الانفجار ليفجعن بمشهد أبنائهن وهم مضرجون في دمائهم وبعضهم يصرخ ألمًا ويردد الشهادتين، لتصل بعد لحظات سيارات الإسعاف وتخلي الضحايا.

حصيلة تلك المجزرة كانت استشهاد محمد عوض نصر (25 عامًا)، وابني عميه: رشدي خالد نصر (25 عامًا)، وإبراهيم جمال نصر (25 عامًا)، والشقيقين: يحيى ومحمد بسام محمد السري (20، 17 عامًا)، ومحمد مصطفى درويش صالحية (32 عامًا)، وأبناء شقيقه محمد ومصطفى ووسيم.

رشدي.. مأساة استثنائية

مأساة حقيقية متعددة الأشكال خلفتها المجزرة في بيوت الشهداء؛ فالشهيد رشدي نصر هو الابن الوحيد لوالديه بين 5 بنات ما ترك وجعًا استثنائيًّا للعائلة.

يقول والد الشهيد، وهو يتذكر تلك المجزرة،: “سمعت صوت انفجار كبير تسبب في تحطيم النوافذ، كنت أعتقد أنه استهداف منزل مجاور.. خرجت إلى الشارع لأكتشف أن ابني الوحيد ومن معه مصابون بشظايا وبعضهم عبارة عن أشلاء”.

وأضاف: “لم أستطع الاقتراب من ابني.. سقطت مغشيًّا عليّ .. عندما أفقت بلغت بأن هناك 8 شهداء وأن ابني مصاب، ولكنه سرعان ما لحق بهم شهيدًا في ساعات الصباح”.

يقول: “الحمد لله على كل حال.. كنت أستعد لتزويجه، ولكن الله اختار له أن يتزوج من الحور العين، نسأل الله أن يتقبله ومن معه من الشهداء”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...