الجمعة 09/مايو/2025

العصابة الصهيونية من جديد

العصابة الصهيونية من جديد

في إعادة لتأكيد مرئياتنا بشأن التوغل الصهيوني في كافةمفاصل أنظمة الحكم القيادية في العالم وكافة المنظمات الدولية، وعلى رأسها منظمةالأمم المتحدة، وقطاعات المال والأعمال المفتاحية.. نكرر القول: إن من الخطأ إدراجالطابور الخامس الذي يشتغل ليل نهار في مختلف بقاع العالم، من أجل تأمين أكبر قدرممكن من الدعم والإسناد ل”إسرائيل” ولمصالحها، وتبييض وتبرير سياساتهاالإجرامية، إدراجه ضمن مصفوفة ما تسمى جماعات الضغط، التي هي عبارة عن مجموعاتمؤتلفة المصالح تنشط على خطوط صناعة القرار، التشريعية والتنفيذية والقضائيةوالإعلامية، من أجل انتزاع مكاسب محددة ومتنوعة. فالأقرب إلى الدقة، على ما هوواضح من وقائع على الأرض، هو أنها عصابة إجرامية دولية تتواضع أمام قوتها ونفوذهاوطغيانها أعتى العصابات الإجرامية التي عرفها التاريخ مثل المافيا الإيطالية،ومنظمة كو كلوكس كلان الإجرامية العنصرية الأمريكية.

هذه العصابة التي نجحت في بسط سيطرتها ونفوذها على أحياءالمال في وول ستريت ولندن وباريس وضمت إليها موسكو إبان عصرها الذهبي في عهدالرئيس الروسي الراحل بوريس يلتسن، هي اليوم تتحكم في الخط الأساسي لتوجهاتالسياسة الدولية. فعلى الرغم من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية البشعة التيارتكبتها على مدى العقود الستة الماضية، فإنها وقادتها وعساكرها ظلوا بمنأى عن أيملاحقة قضائية دولية. بل إنه حتى الأمم المتحدة التي كانت في السابق توجه علىاستحياء بعض عبارات النقد الناعمة لجرائم “إسرائيل”، باتت اليوم تسابقالخارجية الأمريكية في توفير الغطاء السياسي والدبلوماسي والإعلامي لجرائمها مندون خجل أو وجل، كما حدث مثلاً خلال العدوان “الإسرائيلي” الأخير علىقطاع غزة حين سارع بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة للتنديد بصواريخ المقاومةالتي تطلق على “إسرائيل”، وتجاهل الحملة الجوية “الإسرائيلية”البربرية على القطاع والتي لم توفر حتى مدارس الأونروا التابعة للأمم المتحدة. فهلهناك عبودية أكثر من هذه؟

والحال، أن نفوذ المافيا الصهيونية لا يكاد يوفر بقعة منبقاع العالم قاطبة، فالكل صار يهاب مكر ودسائس وحبائل هذه المافيا. حتى الدولالإفريقية والكاريبية التي كانت في السابق تصوت عادة في الأمم المتحدة وفيالمنظمات الدولية لمصلحة القضية الفلسطينية والحقوق العربية، كمثال على تفلت عددكبير من الدول في الماضي القريب من قبضة هذه المافيا، توقفت عن فعل ذلك، فصارتتُؤاثر الامتناع عن التصويت، إما لأن رأس المال اليهودي/الصهيوني الذي غزا هذهالبلدان اشترى سكوت حكامها، أو أخرس ألسنتهم، إما مباشرة، وإما عن طريق الراعيالأمريكي.

المصيبة أنه حتى عالمنا العربي لم يشذ عن هذا”الصراط”، إذ إن المتابع الغيور على “بلاد العرب أوطاني”،لأوضاعها المتدهورة تباعاً، ستتملكه حالة من الذعر، جراء ارتفاع وتيرة واتساعدائرة المعبرين عن مكنونات ذواتهم الانهزامية البائسة، ليس اكتفاءً بالمطالبةبالتطبيع معها هذه المرة، وإنما التجاسر للتعبير عن “تفهم” كل ما قامتوتقوم به من جرائم، وذلك إما تزلفاً “للباب العالي”.. الراعي الرسميلمقر العصابة الرسمي في تل أبيب وحامي حمى الأوطان والكيانات المنكسر ذلةً وهواناً..وإما هروباً من الملهاة المعبرة عن ذروتها الداعشية المجنونة، ابتغاءً للخلاصالفردي والمراهنة على أوهام ضباع العصابة.

إنما من كان يصدق أن “إسرائيل” يمكن أن يصلشيطانها إلى قلب العالم العربي؟ ليس إلى بعض النخب ولا أوساط أساطينها الفكريةوالثقافية ولا أوساطه “البيزنسية”، فهذه كان قد نجح منذ أمد ليس بالقريبفي تسجيل أكثر من اختراق في صفوفها، حيث صارت ل”إسرائيل” في هذه الأوساطأصوات تجاهر بالاستسلام لشيطانها والتطبيع معها، إنما الأنكى الذي نقصده بقلبالعالم العربي هو الاختراق الأكبر والأخطر المتمثل في الوصول إلى بعض القطاعاتالشعبية العربية واستمالتها وانتزاع تفهمها وتعاطفها مع شيطان جرائمها. ولا أدلعلى ذلك من كثرة الاستضافات في برامج المحطات الأجنبية الناطقة بالعربية المتوجهةإلى قلب وعقل المواطن العربي البسيط، لأعداد متكاثرة من الأغرار الذين لا يجدونحرجاً في التحدث عن “إسرائيل” بإيجابية، وأولئك الحانقين عرقياً وقومياًعلى العالم العربي من الأقليات التي يبدو أنها حولت معاناتها من سنوات الإقصاءوالتهميش إلى مواقف كيد وتشفٍ عاطفية.

يا لنكبة العالم بهذه العصابة التي عرفت كيف تتقمص دورالضحية، مع أنها تتربع على عرش كل جلادي العصر بلا منازع!

صحيفة الخليج الإماراتية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...