الإثنين 12/مايو/2025

إسرائيل تريد نزع سلاح المقاومة ولكن!

إسرائيل تريد نزع سلاح المقاومة ولكن!

توصلت المقاومة الفلسطينية إلى تهدئة مع الاحتلال برعايةمصرية شملت وقف إطلاق نار شامل ومتبادل بالتزامن مع فتح المعابر بين قطاع غزةو(إسرائيل) بما يحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثة ومستلزمات الإعمار.كذلك شملت توسيع مساحة الصيد البحري إلى 6 أميال، واستمرار المفاوضات غير المباشرةبين الطرفين بشأن الموضوعات الأخرى (الأسرى والميناء والمطار)، خلال هذه الأياموبعد أن مر شهر تقريباً على بدء تثبيت وقف إطلاق النار.

وكانت قد علت خلال العدوان الأخير أصوات حكومة الاحتلالبالحديث عن نزع سلاح المقاومة وكان كان 74% من الإسرائيليين يرون أن غاية العدوانعلى قطاع غزة يجب أن تكون نزع سلاح المقاومة، غير أن الأصوات ما لبثت أن تراجعتظاهرياً عن هذا لتقول على لسان رئيس وزرائها نتنياهو إنها تطالب بوضع آلية دولية للحدمن قدرات المقاومة الفلسطينية، وتدفع باتجاه نزع السلاح في قطاع غزة.

وفي هذا السياق تحدث نتنياهو مع عدة زعماء في العالمطالباً أفكاراً حول الطرق التي يمكن لـ”المجتمع الدولي” أن يسهم في وضعهذه الآلية. وأشار نتنياهو إلى ثلاثة مجالات مركزية يجب أن تتركز عليها الآليةالتي يقترحها، وهي “الأموال، مواد البناء، والصواريخ والأسلحة الثقيلة”.

ويبدو أن “إسرائيل” وصلت إلى قناعة أنها لنتستطيع نزع سلاح المقاومة ميدانياً حيث قال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدورليبرمان إن “نزع سلاح غزة غير قابل للتطبيق في الوقت الحالي”، لكنه دعافي الوقت نفسه إلى تمسك “إسرائيل” بهدف نزع سلاح غزة، وأضاف ليبرمان”لا أحد غيرنا سيتمكن من تحقيق ذلك، لا أحد غيرنا سينتقل من منزل إلىمنزل” لتجريد المسلحين من سلاحهم.

هذه القناعة الإسرائيلية أيضاً أعلنها وزير الدفاعالإسرائيلي الأسبق شاؤول موفاز الذي قال إنه من المستحيل أن يقوم الجيش بنزع سلاحالقطاع بالقوة حتى لو قرر احتلال القطاع بالكامل. غير أنه أيضاً لم يطلب التخلي عنهذا الأمر بل رأى أن الأمر يتطلب خطة دبلوماسية شاملة.

إذا نحن أمام عجز إسرائيلي على مستوى الأفكار وقد تبدىهذا في مطالب نتنياهو من الغرب. وفشل ميدانياً ودبلوماسياً في تحقيق هدف نزع سلاحالمقاومة من خلال المفاوضات ويرجع هذا لعدة أسباب منها عدم القدرة العملياتية علىذلك ورفض المقاومة مجرد الحديث عن ذلك في أي حوار تفاوضي وعدم تجاوبها مع أيإغراءات أو أموال مرتبطة بهذا الأمر.

ينبعث الخوف الإسرائيلي تحديداً هنا من أن عملية التصنيعالمحلي للسلاح لا تستطيع “إسرائيل” السيطرة عليها من خلال شركائهاالإقليميين وكذلك لا تستطيع التنبؤ بالنتائج التي تتوصل إليها مصانع المقاومة سواءفي مجال الصواريخ أو الأسلحة.

مما سبق نخلص إلى أن نتنياهو توصل إلى عدم القدرة علىنزع السلاح لكنه يريد أن يحصل على ضمانات بعدم قدرة حماس على تسليح نفسها مجدداًوهذا أيضاً صعب التحقق إذ إن إستراتيجية حركة حماس الدفاعية والهجومية تركزت فيالحرب الماضية على الأنفاق والصواريخ المحلية الصنع التي لا تحتاج إلا إرادةمقاتلي القطاع وإبداعهم.

كما أن جوهر الآلية الإسرائيلية يتركز حالياً في أمرينأولهما ابتزاز ذلك بملف إعمار قطاع غزة المدمر والمقبل على فصل الشتاء حيث قالالرئيس الإسرائيلي رؤوفن ريفلين إن “إعادة إعمار غزة يجب أن تنطلق في وقتواحد مع نزع السلاح، لأنه في حال العكس لن يكون علينا أن ننتظر طويلاً قبل الجولةالمقبلة من العنف”.

أما الأمر الآخر فهو للأسف من خلال السلطة الفلسطينيةالتي عبرت في البداية عن في موقف جيد خلال العدوان حيث أكد وزير الخارجيةالفلسطيني رياض المالكي إن نزع سلاح المقاومة الفلسطينية في غزة ليس مطروحًا للنقاشفي المفاوضات، المزمع إجراؤها بين الفلسطينيين و”إسرائيل”.

غير أن أمراً آخر اقترن بالتصريحات الإسرائيلية حول نزعالسلاح خاصة من ليبرمان الذي ظل يؤكد على عدم شرعية أبومازن كرئيس للسلطة وكأنهاإشارة تهديد. إلا أن أبا مازن الطامح إلى أي شكل من أشكال الدولة يبدو أنه الأقربإلى تنفيذ الآلية الإسرائيلية على الأرض حيث إنه يؤمن بالمفاوضات ثم المفاوضات ثمالمفاوضات ويكفر بالعمل المسلح للمقاومة ويرى الانتفاضة شيئاً كارثياً على القضيةالفلسطينية ويطمح لدولة “ذات سلاح واحد” تحت سيطرته. صحيح أنه لم يحصلعلى ذلك منذ أكثر من 20 سنة إلا أن هذا يجعله يلتقي هنا مع رغبة إسرائيلية بسلاحفلسطيني مدجن يستخدم في قمع الشعب لا في مواجهة الاحتلال وتريد تل أبيب عودة عباسإلى غزة من بوابة المصالحة أو غيرها إذا كان هذا يعني التضييق على سلاح المقاومة

نخلص مما سبق إلى ما يلي:

– “لن توافق حماس على نزع أسلحتها مطلقاً”تدرك “إسرائيل” هذه العبارة جيداً لكنها لن توقف جهودها علها تصل لأينوع من التضييق عليها وفق المسارين اللذين ذكرناهما.

– الشعب الفلسطيني يعارض نزع سلاح المقاومة حيث يرفض93.2% من الشعب ذلك فيما يتعارض نزع سلاح المقاومة مع القانون الدولي. ومن هناأليس الأولى التركيز على فضح وتعرية همجية وبربرية سلاح الاحتلال الذي يقتل النساءوالأطفال ويهدم بيوت المدنيين فوق رؤوسهم.

– “إسرائيل” في ورطة وتريد نزع سلاح المقاومةولكنها لم تعرف كيف حتى الآن، إذا كانت هي بنفسها لا تستطيع ستحاول عبثاً عبروكلاء لها بالعمل نحو ذلك لكنها أيضاً لن تستطيع.

– ستواصل “إسرائيل” ربط هذا الأمر بملفالإعمار وستواصل الابتزاز، ولن تعطي “إسرائيل” للسلطة دولة وإلا ستفقدالجزرة التي تستخدمها لجعل السلطة تتلاقى مع رغباتها.

– الشعب الفلسطيني يصنع السلاح الآن بنفسه بعد أن مربمراحل تطويرية متصاعدة أورثه خبرة وتجربة لا يمكن أن تنتزع بالوسائل المباشرة أوالالتفافية.

صحيفة الشرق القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات