الثلاثاء 13/مايو/2025

القواسمي وأبو عيشة بطلان ترجلا

خالد معالي
صار أمرًا عاديًّا أن تستفيق الضفة الغربية صباح كل يوم على مجزرة قتل عدد من الشهداء، كما الشهيدين مروان قواسمي، وعامر أبو عيشة، أو عدد من الجرحى، أو المزيد من الاعتقالات؛ فهي باتت مستباحة بصورة كبيرة بعد فشل “نتنياهو” في حربه العدوانية على غزة.

لم تنته بعد قضية أسر المزيد من المستوطنين والجنود، ولم يطو بعد مواصلة تقديم الشهيد تلو الشهيد حتى دحر الاحتلال؛ فما دام يوجد احتلال يوجد شهداء، ويوجد محاولات أسر وقتل للجنود والمستوطنين في مسيرة لا تتوقف، مرت بها كل الدول التي احتلت أراضيها عبر التاريخ.

عندما يشن جيش الاحتلال حملة عسكرية كبيرة في شارع الجامعة بالخليل، وتؤدي إلى استشهاد القواسمي وأبو عيشة المتهمين بأسر وقتل المستوطنين والجنود الثلاثة؛ فهذا يعني أن إجرامه بلا حدود ولن يتوقف، هو أمر متوقع من جيش إرهابي ومجرم قتل قبل أسابيع 600 طفل في غزة ولم يرف له جفن، ولم يحاسب حتى الآن.

قافلة الشهداء والتحرير لن تتوقف باستشهاد المجاهدين القواسمي وأبو عيشة؛ فهما ترجلا لإفساح الطريق لمن بعدهما، وقد استشهد من قبلهما القائد المهندس يحيى عياش، والشهيد القائد عبد العزيز الرنتيسي، والنتيجة كانت على الدوام ازدياد شعلة الكفاح والجهاد وإيلام العدو؛ فلكل فعل رد فعل.

الشهادة هي أسمى أمنية لكل مجاهد ومناضل، والموت في سبيل الله أمنية طال انتظارها، وقلة هم من يحوزون شرف لقبها، ولن يضير أهالي وذوي شهداء الخليل أن تكون خاتمتهم الفوز بالشهادة؛ فالحياة قصيرة، والموت في ساحات الوغى لا يقارن بالموت على الفراش.

ما قام به الشهيدان قل نظيره، ولا يقارن، وإبداعات المقاومة لن تتوقف كما حصل في غزة خلال حرب العصف المأكول، ولن يفيد الاحتلال مواصلة جرائمه أمام مقاومة عاهدت الله على الموت في ساحات الوغى، شعارها ننتصر أو نموت، وكان الانتصار لها في الحرب العدوانية الأخيرة.

ستبقى الخليل عصية على الاحتلال؛ فقبل الشهيدين القواسمي وأبو عيشة كان الشهيد الأسير رائد الجعبري، وقافلة الحرية والتحرير والجهاد لن تتوقف ولن ترتبك ولن تتردد في تقديم المزيد من الشهداء لأجل فلسطين.

النصر كان حليف المقاومين عبر التاريخ، والتقدم والإنجاز السياسي حصل ويحصل فقط بالمقاومة، ولولاها لضاعت القضية في دهاليز “فاوض ثم فاوض”، في الوقت الذي يتبع فيه الاحتلال سياسة “صادر ثم صادر”، و”اقتل ثم اقتل”، و”هجر ثم هجر”، وفرض الوقائع على الأرض بقوة الإرهاب والسلاح.

ما يحصل في الضفة من قتل واعتقالات ومصادرات وإذلال على الحواجز، ومصادرات وتهويد لن يتوقف إلا بتوقف وإنهاء الاحتلال، هذه هي سنن التدافع الأزلية والجدلية التاريخية، قال (تعالى): “وتلك الأيام نداولها بين الناس”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات