السبت 10/مايو/2025

الحرب «الإسرائيلية» على الأطفال

الحرب «الإسرائيلية» على الأطفال

ينبغيأن على العالم والمجتمع الدولي وهو منشغل في الحرب على الإرهاب والتطرف، أن لا ينسىجذور الإرهاب الحقيقية، ويجب أن لا يغفل عن الأعمال الإرهابية التي تمارسها الدول والجيوشوالكيانات السياسية عبر سياسات الاحتلال والإعتداء على الشعوب الأخرى وشن الحروب، وممارسةأبشع السياسات العنصرية والتمييز الديني والمذهبي والعرقي  حيث يدخل ذلك في مسمى الإرهاب ومعناه الجوهري دونأدنى شك.

أماالأمر الأكثر وضوحاً وسطوعاً في ساحات الإرهاب الدولي هو المتعلق بالحرب على الأطفال،حيث تقول بعض الإحصاءات الصادرة عن مراكز توثيق مختصة إن قوات الاحتلال الصهيوني تعتقلما يزيد على (250) قاصراً فلسطينياً في القدس المحتلة تحت شبهة المشاركة بأعمال عنفضد شرطة الاحتلال، والمستوطنين اليهود، حيث تم اعتقال هذا العدد منذ حزيران الماضي،ممن هم دون سن (12) عاماً، وهم يتعرضون لمعاملة سيئة، وبعضهم تعرض إلى الموت حرقاًعلى يد بعض المستوطنين كما حدث مع الطفل (محمد سنقرط) قبل أشهر وليس هناك أشد ارهاباًمن ترويع الأطفال وتعذيبهم.

قواتالاحتلال تمارس أعمالاً إرهابية لا تقل بشاعة عما تمارسه المجموعات المتطرفة في سورياوالعراق أمثال القاعدة والنصرة وداعش وغيرها، ويأتي على رأس هذه الأفعال التي ترفضهاكل الأعراف الدولية، وكل القوانين الإنسانية العالمية، المتعلقة باعتقال مئات الأطفالالقصر تحت شبهات أعمال عدائية للاحتلال، ومن أشد أفعال الاحتلال الصهيوني بشاعة مايتعلق بدور العبادة، حيث أفادت كثير من الدراسات التوثيقية مصادرة  كيان الاحتلال لعدد كبير من المساجد الإسلامية وتحويلهاإلى مطاعم واستراحات ومحلات لبيع الخمور، وبعضها تم تحويله إلى مزارع حيوانات، من بابالمبالغة في أعمال الاستفزاز المقززة للمشاعر الدينية للمسلمين، وامعاناً في اتباعسياسات تميزية ضد العرب، وضد المسلمين، وأكثر ما يتم ممارسته في الوقت الحاضر ما يتعلقبالإعتداء اليومي المتكرر على المسجد الأقصى، حيث يتعرض هذا المسجد إلى حصار دائم،وحواجز دائمة تمنع المصلين، وتسيء إليهم، بل إن الإساءة تعدت ذلك إلى النساء اللواتييأتين إلى الصلاة في الأقصى، وممارسة الضرب والإهانة، واستخدام الكلاب في تدنيس الأقصى،وهناك محاولات دائمة لإفساح أوقات محددة للمستوطنين اليهود، والمتشددين للدخول إلىساحات الأقصى وممارسة شعائر وطقوس يهودية في عملية استفزاز دائم لا يتوقف.

الاحتلالنفسه وبحد ذاته هو عمل إرهابي بشع وشنيع، بل هو عنوان الإرهاب الأكبر، لأن ممارسة قهرشعب واحتلال أرضه، وتشريده، لا يقارن بقتل شخص أو ذبح صحفي أو تهديد رهائن وهي أعمالبشعة دون أدنى شك، لأن الشعب الفلسطيني كله يعيش رهينة في أرضه ودياره ومساجده ومقدساته،وما ينبغي الالتفات إليه بوضوح وضرورة تذكير العالم كله، أن الممارسات الاحتلالية فيفلسطين كانت سبباً لتفجير شرارة التطرف والعنف في المنطقة كلها، وسوف تبقى تشكل أهمعامل من عوامل شحن مكامن الغضب في كل شباب العالم الإسلامي على امتداد الرقعة الأرضية،وتمتد الممارسات العدوانية الصهيونية لتنال من المقدسات المسيحية كذلك، مما يزيد منالنقمة الواسعة المتجذرة لدى عامة الشعوب العربية، وسوف تبقى التحالفات الدولية، والحروبالعالمية عاجزة عن اجتثاث ظواهر العنف والتطرف، في ظل غض الطرف عن الجذور والأسبابوالعوامل التي تغذي هذه الظاهرة وتمدها بعناصر البقاء والديمومة، وتشكل البيئة المناسبةلرعاية بذورها، وعلى رأسها إرهاب الاحتلال.

ينبغيأن لا يعد هذا القول من باب التقليل من بشاعة ظواهر التطرف وجماعات العنف التي تضربفي عمق الأقطار العربية، ولكن لا بد من الوقوف على أهم الأسباب والعوامل التي شكلتوما زالت تشكل الأساس والمنطلق والحاضنة لأعمال التطرف بكل أشكاله ومجالاته، ويجب وقفكل الإعتداءات بين الدول وإلغاء كل الاحتلالات التي مارستها الدول الكبرى وحليفاتهاوإعطاء الشعوب حقها في حريتها وتقرير مصيرها أولاً.

صحيفةالدستور الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات