الثلاثاء 13/مايو/2025

عباس وهدم المعبد

إياد القرا
ثقافة هدم المعبد من قبل الرؤساء العرب متجذرة بعقلية الرئيس محمود عباس، بل أصبحت ظاهرة في كافة مواقفه وسلوكياته خلال السنوات الأخيرة وعلاقاته ومواقفه وإدارته للمؤسسات، والحكم هنا سيكون من واقع حركة فتح كفصيل فلسطيني تاريخي وتعرض لأحداث جسيمة، يجند كافة طاقاته اليوم للدفاع عن شخص بذاته، واختفاء الحركة خلف مواقفه دفع بالقضية الفلسطينية إلى واقع صعب ومرير.

الكارثة التي قاد فيها عباس القضية الفلسطينية خلال عشر سنوات سواء مؤسسات حركة فتح أو منظمة التحرير أو السلطة الفلسطينية كانت نتيجتها انقساما فلسطينيا داخليا، وتوسعا استيطانيا سرطانيا في كل الضفة الغربية وانحسارا للقصية الفلسطينية على الصعيد العربي والإسلامي وانزواء على مستوى العالم، ومؤتمر الأمم المتحدة الحالي يشهد على ذلك.

خصوصية هذا الحديث منبعها أن الرئيس عباس قد ضاق ذرعاً بكل من حوله وقد يكون هذا مرتبطا بدخوله مرحلة الشيخوخة المزمنة ويقارب سنه ثمانين عاماً، وفقدان القدرة على التركيز وإظهار العداء الذي يصل إلى مرحلة الفجور السياسي سواء داخل حركة فتح أو في منافسيه على الساحة الوطنية.

لسنا في صدد سرد المواقف والعداوات الشخصية لعباس لأصدقائه وحلفائه أو أعدائه القدامى والجدد لكن طريقة تعامله مع حركة حماس، ومن واقع المحاضر التي تم تسريبها في قطر أظهرت فقدانه للثقة بنفسه وسيطرة عقلية المؤامرة عليه وسيطرة عقلية الانتقام بنبش التاريخ والماضي وتقديم روايات هي في جلها تعتمد على المخابرات الصهيونية وهو النقيض الكامل مع الراحل ياسر عرفات الذي كان يتعامل بذكاء مع الخبث المخابراتي الصهيوني فيما يتعلق بالمعلومات التي يحصل عليها.

الموقف العدائي مع حركة فتح وظهور دحلان “فوبيا” وتأثير ذلك على كافة مواقفه تجاه من يقترب منه ولو كانت دولا تدعم القضية الفلسطينية وهذا يسقط اليوم على حليفه وشريكة سلام فياض ومن يدور بفلكهم تحت سيادة من ليس معي فهو ضدي، ويضع الآخرين في سلة واحدة.

إلى هنا الأمر لا يعنينا كثيراً لأنه سيقوده إلى الهاوية، لكن الأهم أين يقترب ويبتعد من المشروع الوطني؟، الواضح أن ما يحدث لا علاقة له بالمشروع الوطني ولا مصيره، والحرب على غزة خير دليل على عقلية التآمر والتخلي عن غزة بل التحريض عليها والاستمرار في فرض الحصار والتخلي عن المسؤوليات وما يدار داخل حركة فتح من بعض الململة وخاصة في غزة يتم إخمادها سريعا بسيف المال.

عباس يحمل في يديه آلة الموت ويهدم أكثر مما يبني ويتبع سياسة نيرون علي وعلى أعدائي، وهنا أعداؤه ليس أعداء القضية الفلسطينية والمشروع الوطني، بل أعداء المشروع العباسي الشخصي دون إيجاد أي مخرج للواقع المتردي لهياكل السلطة ومنظمة التحرير، وهو ما يحتاج لائتلاف وطني فلسطيني يخلص القضية الفلسطينية من نتائج الهدم الذي يقوده محمود عباس والذي ستدفع ثمنه الأجيال القادمة أضعافاً مضاعفة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات