الإثنين 12/مايو/2025

نتنياهو استطاع أن يجد فرقاً رئيسياً واحداً

نتنياهو استطاع أن يجد فرقاً رئيسياً واحداً

يمكنحتى لأطفال وفتية صغار أن يستطيعوا بسهولة تامة أن يكتشفوا التناقضات في لعبةاكتشاف الفروق غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي خرج لتوه ولم تجف الدماء علىيديه من مجزرة قتل فيها المئات من الأطفال والنساء وهدم الآلاف من البيوت فوق رؤوسساكنيها في قطاع غزة تجاهل كل الحقائق وخرج ليقول للعالم أنه لم يستطع إلا أن يصللفرق واحد.

وكاننتنياهو قد استغل الحشد الدولي الحالي ضد تنظيم زاعماً أن تنظيم داعش وحركة حماسوالقاعدة وحزب الله جميعهم “فروع لنفس الشجرة السامة”. وقال نتنياهو إن”الفرق الرئيس بين داعش وحماس هو أن الدواعش يقومون بنحر الرقاب، بينما يقومالحمساويون بإطلاق النيران على الرؤوس” على حد قوله.

وبماأننا نعيش في زمن ثورة الإعلام فلقد أظهرت الشاشات صور المقاطع القادمة من غزةفترة العدوان الإسرائيلي على غزة وأجساد الفلسطينيين المقطعة بصواريخ الاحتلال ذاتالأطنان. حيث لم ينحر جيش نتنياهو الرقاب فحسب بل قطعها أشلاء. ورفح والشجاعيةوبيت حانون وخزاعة كلها مناطق شاهدة على الجنون الإجرامي للجيش الإسرائيلي.

لقدعلمنا أن الحس قد تبلد لدى قادة مجرمين كنتنياهو ويعلون وليبرمان. لكن ما يسمىبالعالم الحر ألا يعترض عندما يتكلم المجرم عن الإرهاب وكأنه فرخ الحمام الصغيرالأبيض!

منالجدير ذكره هنا أن محاولة طمس الفروق بين حماس وغيرها من التنظيمات الموسومةبالإرهاب في بلاد أخرى هو سياسة إسرائيلية قديمة. وقد كان وزير الخارجيةالإسرائيلي أفيجدور ليبرمان في جولة على 5 دول إفريقية في شهر يونيو الماضي فيإطار الجهود للانضمام للاتحاد الإفريقي كدولة مراقبة. وقد دار أغلب حديث ليبرمانهناك حول مدى التشابه والتقارب بين حماس وبوكو حرام والقاعدة وكأنها جماعة واحدة.

وباختصارشديد. فإن حماس تختلف عن داعش وغيرها في الفكر. فالمدارس الفكرية أصلاً مختلفة حيثتنتمي حماس لفكر الإخوان المسلمين القائم على التغيير السلمي والمتدرج في الحياةوالمجتمع. بينما تنتمي داعش لمدرسة السلفية الجهادية.

كماأن وجهة السلاح لدى حماس “كونها حركة فلسطينية وطنية مقاومة للاحتلال”هي فقط نحو جنود الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على أرض فلسطين. ولم تتدخل حماس علىمدار عملها في شؤون أي دولة عربية ولم يعرف أنه انتمى لصفوفها غير الفلسطينيين.كما أنها لم تقم باستهداف حتى الإسرائيليين خارج أراضيها رغم أن الموساد الإسرائيليقام بمحاولات اغتيال لعدد من قادتها في مدن عربية.

أمافي مجال العلاقات الدولية. فإننا نرى أن دولاً كإيران وتركيا وقطر والسودان واليمنوهذه الدول كلها تحتفظ بعلاقات جيدة مع حماس التي شاركت في العمل الحكومي بعد أندخلت العملية الديمقراطية التي تحرمها داعش. وهذه الدول في ذات الوقت تستنكر أعمالداعش وترفض ممارساتها. لكن “إسرائيل” التي أعجبها ذلك النسيج الذي وحدكل المنطقة ضد داعش رغم أن هناك تجاهلاً أيضاً للأسباب التي أنتجت داعش. حيث تحاول”إسرائيل” الاستفادة من العداوة الحالية لبعض الأنظمة ضد الإخوانالمسلمين من خلال خلط الأوراق للوصول لحالة من التحالف والعمل الواضح والمعلن ضدحركة مقاومة فلسطينية عربية. والحديث المتكرر بأن هناك عوامل مشتركة كثيرة تربط تلأبيب بدول عربية. وبغض النظر عن كل ما حدث سنظل نقول للأنظمة العربية إن عليها ألاتنجر بسبب الخلافات السياسية والخصومات الداخلية إلى ما تخطط له “إسرائيل”ولتبق “إسرائيل” هي العدو الأساسي وهذا هو المفترض.

إنأكثر الإسرائيليين حيادية في هذا الموضوع يرى أن حماس وداعش مختلفتين في السلوكوالإستراتيجية لكنهم متفقون في الأساسات وهم يقصدون هنا الاستناد على القرآنوالسنة والاقتداء بالنبي كمرجع. وبغض النظر عن تعاملات داعش وسلوكها هنا ومدىتمثيلها للإسلام. فإن كل الأمة الإسلامية تعتبر أن القرآن والسنة هما المرجعانالأساسيان للحياة ولكنهم يريدون الربط قبل كل شيء بين حماس الفلسطينية وبين تنظيمداعش الذي تم الوصول لإجماع دولي للحرب عليه.

وبالفعلإنه لمن العجائب أن تحول “إسرائيل” نفسها من عدو مشترك للأمة العربيةوالإسلامية إلى داعية لتحالف المنطقة كلها ضد المقاومة الفلسطينية. وعلينا أن نذكرأن الأمة كلها كانت تقود التحالف ضد “إسرائيل” في يوم من الأيام وينبغيألا يمحى هذا من ذاكرتها مهما جرى أو حصل.

صحيفةالشرق القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات