إيطاليا: غرق 700 لاجئ في المتوسط معظمهم من الفلسطينيين

قالت “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا” إن لديها معلومات صادرة عن دائرة الهجرة الإيطالية تفيد بوصول أكثر من 100 ألف مهاجر غير شرعي منذ بداية العام إلى الشواطئ الإيطالية قادمين من مختلف مناطق العالم، عبر شواطئ البحر الأبيض المتوسط بواسطة ما بات يعرف بـ”قوارب الموت”.

وذكرت المجموعة -في تقرير لها- إن الفترة الممتدة ما بين 24 آب/ أغسطس الماضي و15 أيلول/ سبتمبر الجاري تعدّ الأسوأ هذا الموسم؛ إذ أفادت المعلومات عن غرق أكثر من 700 لاجئ في المتوسط معظمهم من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا والسوريين وفلسطينيين من قطاع غزة بالإضافة إلى جنسيات أخرى.

وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في تقدير لها إن “نحو 1900 مهاجر غير شرعي فقدوا حياتهم هذا العام، في رحلات الموت العابرة للمتوسط، في حين أن حوالي 1600 لقوا حتفهم منذ بداية يونيو الماضي فقط”، في حين قالت منظمة الهجرة الدولية إن “عدد قتلى الغرق قد وصل هذا العام إلى قرابة ثلاثة آلاف”.

وأشار تقرير المجموعة إلى أن اللاجئين الفلسطينيين السوريين يتعرضون إلى عمليات تهجير جديدة نتيجة الأحداث الدائرة في سوريا، بعدما تم توريط وإدخال المخيمات الفلسطينية إلى لبّ الصراع المحتدم هناك.

وذكر أن أوروبا شكلت هدفا لكثير من اللاجئين الفلسطينيين بعدما رفضت معظم دول الجوار السوري استقبالهم أو منحهم صفة اللجوء على أراضيها، أو حتى السماح لهم بالدخول إليها كما هو الحال في الأردن وتركيا على سبيل المثال لا الحصر.

وقدرت بعض الدراسات الإحصائية أن أعداد اللاجئين الفلسطينيين من سوريا الذين تقدموا بطلبات لجوء في دول الاتحاد الأوروبي خلال النصف الأول من العام الجاري قد بلغ (23935) لاجئا فلسطينيا وصل معظمهم إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط بواسطة “قوارب الموت”.

ولم تقتصر رحلات الموت على فلسطينيي سوريا، فقد سجل يوم 6 أيلول/ سبتمبر الجاري غرق مركب يقل حوالي 400 فلسطيني من قطاع غزة فروا من جحيم الحرب الأخيرة على القطاع التي جعلتهم يركبون البحر بحثا عن مستقبل أبنائهم والأمن والأمان على حسب ما صرح به أحد الناجين الثمانية من المركب الذي ابتلعه البحر بمن فيه.

وذكرت “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا” أنها وثّقت شهادة زكريا العسولي ابن شقيق شكري العسولي أحد الناجين الموجودين اليونان بعد أن فقد زوجته وأولاده، وعند توجيه السؤال عن كيفية وقوع الحادثة قال “بداية لقد خرجنا من مدينة الاسكندرية في مصر ليل 6 أيلول/سبتمبر الجاري في مركب جمع حوالي 400 شخص من عائلات مختلفة من عائلات غزة (الشاعر ـ العسولي ـ الفرا ـ شعث ـ بكر- بربخ… إلخ) خرج جزء منها عبر معبر رفح النظامي وجزء عبر الأنفاق وجزء آخر ممن كان يقيم منذ عام 2007 في منطقة العريش”.

وتابع: “في ظهر اليوم التالي لإبحارنا وأثناء وجودنا في عرض البحر تعرض لمركبنا مركب آخر على متنه ستة رجال يعتقد أنهم مصريون اقتربوا منا وقاموا بصدم المركب عن سبق إصرار وتصميم مما أدى إلى انقلاب المركب فينا فتناثرنا في المياه لحوالي خمسة أيام، ولسوء حظنا لم نستطع توجيه أي نداء استغاثة ولم يصادفنا أي مركب أو عابر سبيل ولم نكن نملك أي وسيلة اتصال، لقد بقيت ممسكا بخشبة تتقاذفني الأمواج طيلة أربعة أيام بدون طعام أو شراب إلى أن كتب الله لي النجاة بعدما وصلت لنا فرق الإنقاذ مؤخرا”.

وفي سياق متابعة الحادث؛ قامت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا بالاتصال مع السفارة الفلسطينية في روما، حيث أكد المستشار السياسي في السفارة الفلسطينية في إيطاليا مصطفى القدومي “أن السفارة الفلسطينية تتابع مع الجهات المعنية الإيطالية من كثب تفاصيل الحادثة، وأشار المستشار إلى أن ثمة صعوبات تواجههم في الحصول على المعلومات الدقيقة بسبب امتناع السلطات الايطالية عن إعطاء معلومات حول المهاجرين حتى للسفارات، كما أن مشاركة أكثر من دولة في عملية الإنقاذ (إيطاليا ـ مالطا ـ اليونان) جعل المعلومات موزعة بين هذه الدول”.

وأضاف المستشار القدومي: “إن القنصل الفلسطيني في السفارة الفلسطينية موجود حاليا في جزيرة صقلية لمتابعة الحادث وللتواصل بشكل رسمي مع كل الجهات المعنية للحصول على المعلومات الدقيقة حول ضحايا القارب”.

وأشارت المجموعة إلى أن هذه ليست المرة الأولى، وتبدو أنها لن تكون الأخيرة التي يبتلع فيها البحر لاجئين فلسطينيين في ظل صمت عربي ودولي قاتل، فصور الضحايا المنتشرة على شواطئ البحر لم توقظ الضمير الإنساني أو تحرك المجتمع الدولي لوضع حد لمأساة الشعب الفلسطيني اللاجئ، مما يجعل المراقب يسأل ماذا تنتظرون بعد؟، كما قال التقرير.