الأحد 11/مايو/2025

سناتور ينافق للوبي إسرائيل

سناتور ينافق للوبي إسرائيل

السناتور تيد كروز، وهو جمهوري من تكساس، اقترح فيمقابلة تلفزيونية أميركية قصف إرهابيي الدولة الاسلامية حتى يعودوا «إلى العصرالحجري». لا أقترح قصف كروز وإنما أقترح أن نعطيه تذكرة سفر مدفوعة ليعود إلىالمكسيك من حيث جاءت أسرته، ويمارس تطرفه ضد عصابات المخدرات بدل المسيحيين العرب.

كروز تحدث في حفلة عشاء شعارها «دفاعاً عن المسيحيين»وبدل أن يدافع عن المسيحيين استغل المنصة ليقول «إن الذين يكرهون إسرائيل يكرهونالولايات المتحدة، والذين يكرهون اليهود يكرهون المسيحيين». وأضاف أن كره إسرائيلواليهود ضد تعاليم المسيح. أقول له إنني أكره “إسرائيل” وأحب الولاياتالمتحدة، وحتماً لا أكره اليهود.

إذا كان كروز مسيحياً، فهو يجب أن يعرف أن اليهود فيالقدس قتلوا المسيح، إما صلباً كما يقول العهد الجديد، أو «شبِّهَ لهم» كما يقولالقرآن الكريم. المهم أنهم سعوا إلى قتل المسيح، فلا خلاف على هذه النقطة.

كروز لم يكن يدافع عن المسيحيين العرب أو غيرهم وإنماكان ينافق للوبي “إسرائيل” وعصابتها الأميركية، لأنه يريد ترشيح نفسهللرئاسة الأميركية، فإذا كان اميركي أسود، أبوه من كينيا، فاز بالرئاسة، فلماذا لايفوز بها لاتيني أميركي أصله من المكسيك.

مواصفاته الشخصية جيدة، فقبل فوزه بمقعد في مجلس الشيوخعام 2012 شغل منصب المدعي العام لتكساس، وكان الأصغر في المنصب والأطول خدمة.

وهكذا، فإذا كنت أعطيه تسعة على عشرة في عمله، فإننيأعطيه صفراً على عشرة في السياسة الخارجية، أو تحديداً في فهم أحداث الشرق الأوسط،وأبسطها أن الدولة الاسلامية ليست دولة أو إسلامية.

أتوقف هنا لأنني طرف وأنقل عن الأميركي رود دريهر، فيمقال نشره له موقع «أميركان كونسرفاتف» (الأميركي المحافظ)، وهو موقع يميني.المقال بدأ بالإشارة الى ما وجد اليهودي الأميركي جوش غرينمان على الانترنت وكان«هم ليسوا مسيحيين حقيقيين». الكاتب يقول إنه وزوجته بدآ يصلّيان مع موارنة من أصللبناني في بروكلن، وهو كان يفكر بأن هؤلاء الناس من قوم تبعوا المسيح عندما كانأجداده هو في أوروبا الشمالية يعبدون الشجر. لا أدري إذا كان أجداد كروز عبدواالشجر أو تدلوا منه، ولكن أقول له إن المسيحيين العرب هم الذين أدخلوا أجداده فيالمسيحية، فهي انطلقت من بلادهم، وآمنوا بها قبل 1500 سنة من اكتشاف أميركا.

يستطيع كروز أن يستعمل كل الوسائل المتاحة للوصول إلىالبيت الأبيض، ولا أراه سيصل، إلا أن عليه أن يتجنب ما لا يعرف حتى لا يفضح جهلهوقلة خبرته وتطرفه.

عندي للسناتور الأحمق بعض المعلومات.

– بعد معاهدة السلام بين مصر و”إسرائيل” عام1979، طلب الرئيس السادات من البابا شنودة أن يسمح للأقباط بالحج الى القدس، ورفضالبابا زيارة المدينة المقدسة ومنع الأقباط من زيارتها.

المنع ما زال سارياً، وقد كرره البابا الحالي تواضروسالثاني، وقال إن هناك تطبيعاً بين حكومات، ولكن لا تطبيع بين الشعوب.

– المطران رياح أبو العسل، وأذكره مع أخيه روحي من أيامالمراهقة الأولى في لبنان، هو حليف دار الإفتاء في القدس ضد الاحتلال، وفي مؤتمرانتخابي في الناصرة السنة الماضية خاطب أبناء المدينة من مسلمين ومسيحيين بالآيةالقرآنية المعروفة: «إن ينصركم الله فلا غالب لكم».

– المطران عطالله حنا، مطران الروم الأرثوذكس في القدس،هاجم مخططات “إسرائيل” لضرب النسيج الوطني الفلسطيني داخل الأراضيالمحتلة عام 1948، وقال إن المسيحيين «لم ولن يتجندوا في جيش الاحتلال» كما تحاول “إسرائيل”.

تيد كروز انسحب من العشاء بعدما هتف الحاضرون ضده،وأقتَرِحُ أن يركز على ما يعرف وينسحب من حياتنا، فلا المسلمون العرب يريدونه، ولاالمسيحيون العرب.

صحيفة الحياة اللندنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات