الكرافانات في غزة.. هل تصبح حلاً دائماً بعد العدوان؟!

حلٌ مؤقت، ربما لا يناسب الكثيرين في منطقة خزاعة شرق خانيونس جنوب قطاع غزة ممن دُمّرت منازلهم خلال العدوان، تعمل هيئة الأعمال الخيرية على إيجاده، يتمثل ببناء كرافانات مكونة من غرفتين صغيرتين ومطبخ وحمام، تحوّل تلك الكرافانات المؤقتة مستقبلاً لحلٍ دائم، هو ما يخشاه النازحون.

مدير هيئة الأعمال الخيرية في غزة عماد الحدّاد يقول، إنهم باشروا في بلدة خزاعة بالعمل في أرض واسعة تعود للهيئة بتقديم حاويات سكنية مؤقتة عاجلة “كرافانات” لأهالي المنطقة، كدفعة أولى عبارة عن 100 كرافان.

ويشير الحداد إلى أن الكرافانات تم إنتاجها محلياً بغزة بما توفر من مواد لتصنيعها، موضحاً أنه سيتم إقامة أول حي إيوائي للأسر التي دمرت بيوتها في قطاع غزة في منطقة خزاعة، ثم سينتقل الأمر إلى كافة المناطق المدمرة في القطاع.

وتزداد صعوبة مهمة بناء تلك الكرافانات في ظل عدم سماح الاحتلال حتى اللحظة بإدخال مواد البناء اللازمة لإعادة إعمار القطاع، وهو ما أكّده أدهم العمراني وهو المهندس المشرف على المشروع، حيث يقول: “قمنا بشراء المواد مباشرة من السوق المحلية، لم تتوفر بعض المعادن مثل البروفيل، والزينقو، فاضطررنا لشراء كل ما هو موجود عند التجار”.

المطلوب إعمار!
المواطنون المشرّدون في مدارس الإيواء عبروا عن سخطهم ورفضهم الفكرة، لكونها لا تصلح حتى لاعتبارها حلا مؤقتا حسب قولهم.

تقول سيدةٌ، وهي إحدى من دُمّرت منازلهم عن المشروع: “لا نريد هذه الكرافانات، أنا عندي 5 بنات، وفي بعض نساء عندها 8 بنات وأربع شباب وأكثر، كيف بدهم يناموا في غرفة وحدة، إحنا كان لكل واحد فينا بيت، بدنا بيوت ومش حنرضى هذا الحل”.

ويقول حاجٌ آخر متذمّراً: “إحنا شردنا من المدارس ورجعنا لكرافانات كمان مرة؟!!، إحنا بدنا إعمار غزة، نطالب كل العالم يشوفوا حل لإعمار غزة، إحنا ناس تدمرت، أكثر منطقة تدمرت في قطاع غزة هي خزاعة المنكوبة”.

وتبقى قضية الكرافانات عبارة عن حل شبه مؤقت يمكن أن تقوم به المؤسسات الداعمة في غزة، فيما عبر المتضررون عن خشيةٍ حقيقية وقلق متواصل أن تكون هذه الكرافانات أو المساكن المؤقتة شبه حل دائم يمكن أن تتخذه المؤسسات أو الجهات التي ستقوم على إعمار غزة كحل دائم لتسكين من تشتتوا وفقدوا كل ما يملكون جراء قصف بيوتهم.