الأحد 30/يونيو/2024

تحليل: جدل ميزانية الاحتلال بوابة الانتخابات المبكرة

تحليل: جدل ميزانية الاحتلال بوابة الانتخابات المبكرة

تباين المواقف الصهيونية حول ميزانية الكيان ونتائج الحرب على غزة ليس خلافا عاديا، فهناك الكثير من الأبعاد التي تؤسس لإسقاط ائتلاف بنيامين نتنياهو الحكومي والتقديم لانتخابات مبكرة تعزز موقف اليمين الصهيوني في لوحة تطرف جديدة.
 
منذ انتهاء الحرب على غزة تعيش الخارطة السياسية في الكيان الصهيوني مرحلة تحوّل بعد إهانة الجيش على حدود غزة، وانتهاء الحرب كما يفسرها كثير من قادة الاحتلال بمعادلة “لا غالب ولا مغلوب” .
 
الخلاف الآن مستعر بين رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو ووزير المالية يائير لبيد، يؤيد لبيد زيادة ميزانية الأمن بخمسة مليارات شيكل بينما يدعم نتنياهو زيادتها بضعف هذا المبلغ.
 
ويؤيد لبيد زيادة العجز في الميزانية بـ3.4%، بينما يؤيد نتنياهو زيادته بـ3.25%، لكن ذلك بالطبع غير مفصول عن صعود نجوم اليمين خاصة حزب “البيت اليهودي” بقيادة “نفتالي بينت” وكذلك حزب “إسرائيل بيتنا” بقيادة “ليبرمان”.

الساحة السياسية الآن يمينية بامتياز، ورغم الاختلاف الفكري بين “لبيد” و”نتنياهو” رجل “الليكود” الأول إلا أن “ليبرمان وبينت” يستفيدا من هذا الخلاف رغم أنهما من اليمين إلا أنهما ينافسا “نتنياهو” حتى وصل الأمر لتعديلات في لوائح حزب “لبيد” الداخلية.

الانتخابات القادمة
من هذا الباب، “الخلاف على الميزانية والضرائب” سيصعد الصندوق الانتخابي الجديد على المنصّة مداعباً أحلام رئيس حزب البيت اليهودي “نفتالي بينيت” الذي عكف مؤخراً على استشارة الحاخامات معدلاً قانون الحزب ليخرج من عباءته الدينية ويفتح أبوابه لليهود من غير المتدينين.
 
ويقول محمد مصلح الباحث في الشئون الصهيونية إنّ خلاف “نتنياهو-لبيد” له علاقة كبيرة بالانتخابات القادمة التي بدأ الحديث عنها منذ فشل الاحتلال في حرب غزة وبالحالة الشخصية لرئيس الحكومة الحالي.

ويضيف: “لبيد يريد حماية نفسه أمام الطبقة الوسطى بتقليل النفقات على الجيش والأمن لصالح الشقق والرفاه وتقليل الضريبة ونتنياهو يريد مضاعفتها متفقاً مع رئيس البنك المركزي فيما بدأت خارطة سياسة جديدة تتبلور بعد الحرب أهمها فك شراكة ليبرمان مع نتنياهو وصعود نجم نفتالي بينيت الذي يطمع في كرسي نتنياهو”.
 
أما حاتم أبو زايدة المختص في الشئون الصهيونية، فيرى أن كل طرف سواء “نتنياهو أو لبيد أو ليبرمان وبينيت” يحاول تحسين موقفه في الانتخابات المتوقعة من بوابة الحديث عن الميزانية وزيادة النفقات التي أشعلت خلاف “نتنتياهو-لبيد”.
 
ويضيف: “هناك أطرف متحمسة للانتخابات المبكرة مثل بينيت زعيم حزب البيت اليهودي الذي عدل دستور حزبه وكذلك ليبرمان الذي يجري الآن إجراءات تحضيرية.

رئيس الحكومة الجديد
صراع “نتنياهو” حسب رؤية الباحث مصلح مع “بينيت وليبرمان”، فالأول بدأ يطرح نفسه كمرشح للحكومة القادمة وهو حلم لازال يداعب “ليبرمان”، و”نتنياهو” الآن أمام خارطة يمينية متطرفة تريد معاقبته على ما تصفه بفشله في حرب غزة.
 
احتدام الصراع بلون يميني واضح دفع “بنيت” رئيس حزب “البيت اليهودي الأكثر شعبية الآن ” لتعديل قانون حزبه ليخرج من العباءة الدينية بفتوى كبار الحاخامات اليهود محاولاً كسب مزيد من الأصوات مستقبلاً بينما يحاول أيضاً استدراج العلمانيين وحزب “عتيد”.

اتفاق كل من “ليبرمان وبينيت” -ويملك كل منهما 19 و18 مقعدا على التوالي- بإمكانه إسقاط “نتنياهو” زعيم الليكود الحالي في الانتخابات المبكرة التي يتحدثون عنها.

ثمة آخرين خارج حلبة اليمين يوجهون سهاماً لـ”نتنياهو” أهمهم “تسيفي ليفتي” التي تنتقد “نتنياهو” لأنه أنهي الحرب دون إطار دولي على قاعدة “لا غالب ولا مغلوب”، مشددةً على أهمية الحل السياسي بدل العودة للحرب بين سنة وأخرى.
 
أبو زايدة يلمح إلى نقلة نوعية الآن في اليمين المتطرف بعد شبه إجماع داخل “إسرائيل” على أن الكيان لم يحقق هدفه من حرب غزة.

ويتابع: “الكلمة الآن لأحزاب المستوطنين ودعاة قتل الفلسطينيين ومن يسعى لإرضاء هؤلاء سينال أصواتهم في الانتخابات القادمة وبينيت يؤهل نفسه الآن ليكون رئيس الحكومة ورغم أن الخلاف بين نتنياهو و لبيد إلا أن الثاني هو الحلقة الأضعف والمستفيد الأول هو بينيت”.
 
أمام ذلك كله، يجتهد “نتنياهو” للحفاظ على ائتلافه الحاكم محاولاً امتصاص نقد “ليفني ولبيد” في ذات الوقت الذي يحاول فيه إرضاء الشركاء الحاليين من اليمين الذين يلوحون بطرده من كرسيه في مجتمع يميل الآن أكثر للتطرف.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات