الإثنين 12/مايو/2025

دعوات لمواصلة العدوان

دعوات لمواصلة العدوان

الشارع الصهيوني بأغلبيته ينحو باتجاه التطرف والفاشية. حالةجدل كبيرة تتصاعد في الكيان الصهيوني. انتقادات حادة توجه إلى نتنياهو من أعضاء فيحكومته ومن معظم “الإسرائيليين” على قرار وقف إطلاق النار والطريقة التيتم بها اتخاذ القرار. إرهاصات ائتلافية تتحدث عن انسحابات متوقعة من الحكومة الحالية،وربما اللجوء إلى انتخابات مبكرة. جدل حول ميزانية وزارة الحرب البالغة 23 مليار دولارعلى حساب اقتطاعات كبيرة من ميزانيات الضمان الاجتماعي والرفاه وتأمين الشيخوخة وغيرها.هذه هي أبرز التفاعلات في الكيان خلال الفترة الحالية، الأبرز فيها هو الدعوة إلى المزيدمن محاربة الفلسطينيين ومقاومتهم.

أبرز المنتقدين لنتنياهو وقرار وقف إطلاق النار كان الفاشيأفيغدور ليبرمان وزير الخارجية ورئيس حزب “إسرائيل بيتينو” الذي اعترض علىشكل اتخاذ القرار بوقف إطلاق النار وبيّن “أنه جرى اتخاذه بواسطة الهاتف”.وحسب وسائل الإعلام فإن أربعة وزراء من الطاقم الوزاري المصغر كانوا ضد القرار، وهمليبرمان، نفتالي بينيت رئيس حزب “البيت اليهودي”، أهرونوفيتش وآخر رابع.

ليبرمان قال على صفحته في الفسبوك “طالما أن المتطرفينالفلسطينيين هم المسيطرون على القطاع فإن حربنا ضدهم ستستمر، لذلك فإننا نعارض وقفإطلاق النار”. عضو الكنيست عن حزب “هناك مستقبل” عوفر شيليح أشار إلىاحتمال انسحاب حزبه من الحكومة قائلاً: “إن حزبه يدرس إمكانية الانسحاب من الائتلاف،وذلك بناء على البرنامج السياسي للحكومة ومدى تصديها للإرهاب”.

رئيس الشاباك الأسبق يعقوب بيري قال: “إنه في حالة عدموجود برنامج سياسي للحكومة فالذهاب للانتخابات المبكرة خيار رئيسي”. من جانب آخرشن وزير السياحة عوزي لنداو الرجل الثاني في حزب ليبرمان حملة على نتنياهو مطالباًباستئناف العدوان. النائب داني دانون من حزب الليكود سيبادر إلى طلب انعقاد سريع لمركزيةالليكود وصرح قائلاً: “ما كان لنتنياهو ان يتخذ قراراً بوقف إطلاق النار لأن أمننامهدد، لذا من المهم مواصلة الحرب على الصواريخ التي تهددنا”.

من ناحية ثانية: فإن المتابع للصحافة “الإسرائيلية”ولاستطلاعات الرأي في الكيان يلحظ وبلا أدنى شك: مطالبة 72% من “الإسرائيليين”،”القضاء على كل الذين يهددون “الإسرائيليين” وأمنهم”. هذا غيضمن فيض توجهات مستوطني الكيان الصهيوني. ما سقناه كان من أجل ثلاثة أهداف. الأول: معرفةما يجري في الداخل “الإسرائيلي” من جهة، ومن جهة أخرى، انعكاس ذلك على الواقعالفلسطيني. الهدف الثاني: إدراك طبيعة التحول في الشارع “الإسرائيلي”. الثالث:استخلاص الاستنتاجات اللازمة والضرورية على المديين القريب والبعيد.

إن طبيعة الشارع “الإسرائيلي” تتجه نحو المزيدمن اليمين والتطرف، وكافة استطلاعات الرأي تؤكد هذا الأمر، فوفقاً لإحصائية أجرتهاصحيفة “يديعوت أحرونوت”: فإن نسبة المتطرفين اليهود في الكيان الصهيوني ستبلغ62% من مجموع “الإسرائيليين” في العام 2025. إن هذه الحقيقة تشي بأنه لايمكن الفصل بين الكيان والعدوانية، والعنصرية، وممارسة المذابح بحق الفلسطينيين والعرب.لا يمكن لهذه الدولة أن تتعايش مع السلام، فهو يتناقض مع جوهر وجودها.

لكل ذلك: ومثلما أثبتت التجربة: فإن نهج المفاوضات مع الكيانلا يمكنه أن ينتج سوى المزيد من الكوارث على الشعب الفلسطيني والأمة العربية.”إسرائيل” لن تستجيب للمطالب الفلسطينية سواء الآنية منها أو اللاحقة إلامن خلال إخضاعها بالقوة المسلحة، لا ولن تفهم لغة غيرها. لا فائدة من المفاوضات غيرالمباشرة التي ستجرى في القاهرة، والأنباء تقول: باحتمال رفض “إسرائيل” إرسالوفدها إلى القاهرة. من أبرز الاستنتاجات أيضاً: إنه لا مجال لما يسمى ب “حل الدولتين”.إن “إسرائيل” لن تلتزم بما يسمى “الهدنة”، وستستأنف عدوانها علىالقطاع إن آجلاً أو عاجلاً. إن معركتنا مع الكيان هي معركة وجود لا معركة حدود، بالتالي:فإن الحل الموضوعي يتمثل باجتثاث هذا الكيان من جذوره، باعتباره مشروعاً دخيلاً وغريباًعن وطننا العربي.

صحيفة الخليج الإماراتية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات