الإثنين 12/مايو/2025

بالرغيف وليس باللقمة!

بالرغيف وليس باللقمة!

بعد اعتماد حكومة نتانياهو مبدأ قضم الأراضي الفلسطينيةبالرغيف وليس باللقمة، لإقامة المدن الكبيرة وليس فقط المستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة، لم يعد هناك مفر من تفجير الموقف بكل السبل الممكنة، بما في ذلك إشعالثورة جديدة والعودة إلى الكفاح المسلح من أوسع أبوابه وقلب طاولة المفاوضاتالعبثية على رأس عدو لا يستحق غير هذه الصفة، خاصة وقد أثبت أنه ليس شريك سلام،وإنما سارق تراب رفع مستوى قضماته من مئات الدونمات إلى آلاف الدونمات في كل مرة.

لقد فعلها الإسرائيليون مرتين في الأيام الأخيرة، مرةعندما أعلنوا مصادرة أربعة آلاف دونم ومرة عندما دقوا مساميرهم الاستعمارية علىألفي دونم أخرى من أراضي الناس في الخليل وبيت لحم.

قد يكون من المعيب إرجاع هذا التحدي الإسرائيلي الفاضحلكل ما هو شرعي وما هو معقول ومقبول قانونياً وأخلاقياً وإنسانياً، إلى انشغالعواصم القرار الغربي وعواصم الفرار العربي، بالتجهيز لحرب طويلة على الدولةالإسلامية في العراق وسوريا، فهذه الحجة تسرق من الأمة العربية بقايا كرامة،وتضعها في مصاف الأغبياء الجهلة، وفي مقام الضعفاء العجزة.

لقد ذهبت “إسرائيل” إلى مديات بعيدة في استهزائهابالعرب والمسلمين، وقررت بعد أن قوبل تدميرها لغزة ومساجدها ببلادة مهينة،المسارعة إلى ما هو أبعد، وأخطر، وإلى ما هو أشد إذلالاً وأكثر تحدياً.. ليس فقطمن خلال اغتيال حل الدولتين، وإنما من خلال ابتلاع كامل الضفة الغربية دون أدنىاعتبار للخيارات الفلسطينية المتبقية.

وإننا إذ نعتبر المسلك العنصري والإحلالي الإسرائيلي علىمدى العقود السبعة الماضية، دافعاً رئيسياً لنشر التطرف وبروز تنظيمات «جهادية»مثل القاعدة وداعش والنصرة وأنصار بيت المقدس وعصائب الحق وحزب التحرير وغيرها،فإننا لا نندهش أبداً عندما نرى هذه التنظيمات وهي تدق بعنف، ليس فقط الأبوابالعربية والأميركية والأوروبية، ولكن البوابة الرئيسية المفضية إلى المؤسسةالصهيونية أيضاً.

القصة في أساسها ليست قصة الدولة الإسلامية، ولا حتى قصةحماس أو فتح أو الإخوان المسلمين. بل هي قصة “إسرائيل” التي أدت إقامتهاعلى أرض فلسطين ــ كل أرض فلسطين ــ إلى بث الفوضى وتهيئة الساحة الشرق أوسطيةلحروب لن يسلم منها أحد.

صحيفة الوطن القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات