الأحد 11/مايو/2025

زلزل أمن إسرائيل.. أنشودة لازال يتردد صداها داخل الكيان

زلزل أمن إسرائيل.. أنشودة لازال يتردد صداها داخل الكيان

استخدمت كتائب القسام وللمرة الأولى في تاريخ الصراع مع الكيان الصهيوني أغنية باللغة العبرية تعد جزءا من الحرب النفسية ضد الاحتلال وقد لاقت رواجا أكثر من المتوقع لدى الكيان والمجتمع الصهيوني.

ولئن كان استخدام رسائل للمجتمع الصهيوني باللغة العبرية قد مارسته المقاومة في حربي 2008 و2012 وكذلك مارسه حزب الله في حرب لبنان، فإن توجيه أغنية باللغة العبرية يعد أمرا جديدا وقد لاقى اهتماما إعلاميا كبيرا.

وقد أفردت وسائل إعلام عبرية خلال الحرب تغطية لوقع الأغنية على المجتمع الصهيوني بعد أن لفت انتباه الصحفيين الصهاينة مستوى انتشارها، حيث ساعد في ذلك إتقان اللحن واللغة العبرية وانتقاء الكلمات.

 ولا يحتاج المرء كثير عناء للاستدلال على انتشار الأغنية، فبتتبع مواقع التواصل الاجتماعي الصهيونية ومواقع اليوتيوب؛ يلحظ ردات فعل مختلفة من قبل المجتمع الصهيوني على الأغنية، تنوعت بين أفراد وعائلات مستوطنين صوروا أنفسهم وهم يرقصون على وقع الأغنية، وآخرون علقوا بعبارات مختلفة كلها تشير إلى أن الأغنية اخترقت كافة مستويات المجتمع الصهيوني.

انتشار فاق التوقعات

وكان لافتا أن الأغنية استمرت في حضورها داخل المجتمع الصهيوني حتى ما بعد الحرب؛ حيث قالت القناة العاشرة الصهيونية في تقرير لها الخميس ( 4-9-2014 )   إن “الأنشودة التي أطلقتها حركة حماس مع بداية الحرب على غزة والتي تحمل اسم  “زلزل أمن إسرائيل” بنسخة عبرية ضمن الحملة النفسية التي تقوم بها المقاومة ضد الاحتلال حازت على انتشار كبير في أوساط الصهاينة، فيما انتشرت بأشكال وفيديوهات مختلفة عبر شبكة الإنترنت، في نسبة مشاهدات وصلت مئات الآلاف، إن دل على شيء، فذلك يدل على أن الأغنية تمكنت من التسلسل إلى وسائل التواصل الاجتماعي في “إسرائيل”، فالبعض علق عليها ساخرًا وآخرون أعادوا توزيعها”.

ونوهت القناة العاشرة إلى “أنها تغلغلت في الملاهي الليلة في “إسرائيل”، حيث يقوم الراقصون بالرقص في أماكن مختلفة على نغمات الأنشودة التي تدعو ببساطة للقيام بعمليات ضد “إسرائيل” حيث استهجنت القناة هذا التناقض.

نتنياهو حذر منها

وكان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قد طالب المجتمع الصهيوني خلال الحرب بعدم الاستماع للأغنية ولرسائل حماس باللغة العبرية، مشيرا إلى أنها جزء من الحرب النفسية وذلك في معرض رده على سؤال لصحفي أجنبي خلال الحرب.

 وقال عن الأغنية إنها “تظهر  الناشطين ينتظرون قوات الجيش “الإسرائيلي”، بعد ذلك يغنون دولة ضعف ومتضعضة” في إشارة لكلمات الأنشودة.

كلمات منتقاة

 وتقول الأغنية العبرية التي ترافقها ترجمة عربية “اهجم نفذ عمليات، هز كيانهم واجعله يضطرب، اقتل كل الصهاينة، زلزل أمن إسرائيل، تقدم واحرق معسكراتهم، زلزل أمن إسرائيل، واشعل فيه بركانا”.


 ويظهر في صور فيديو الأغنية، مقاتلون بزيّ كتائب القسّام يتدربون على إطلاق الصواريخ وتترافق صور إطلاق الصواريخ مع كلمات “أطلق الصاروخ هيا، واكوهم بالخوف كيّا، قل لهم إنّا سنبقى، ما بقي منا بقية”.


 ويؤكد الباحث في علم النفس محمد مجيد أن الحرب النفسية جزء أساسي من حسم أية معركة، وطيلة عقود كان الاحتلال هو من يمارس الحرب النفسية ضد الفلسطينيين، ولكن في هذه المعركة كان جليا أن المقاومة استطاعت إنجاز اختراقات هامة في الحرب النفسية.


 وأشار إلى أن استخدام الأغنية فيه إبداع، فوقعه على النفس ومستوى انتشاره أكبر بكثير من وقع الكلمات الجافة التقليدية، وهذه تجربة تستحق الدراسة خاصة في مجتمع كالمجتمع الصهيوني يعيش على الترف والصخب والغناء والمجون.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات