الأحد 11/مايو/2025

استجابة العدو للمطالب مرهونة باستنزافه

استجابة العدو للمطالب مرهونة باستنزافه

لعل من أبرز الضربات الموفقة للمقاومة الفلسطينية فيقصفها لأهداف “إسرائيلية” تعطيلها للحركة في مطار اللد (بن غوريون – كمايسميه “الإسرائيليون”) لمدة يومين . هذه الضربة تركت تأثيراتها العميقةفي “إسرائيل” بتعطيل حركة الطائرات فيه، الأمر الذي انعكس إيجاباً علىمقولة “توازن الردع” للمقاومة مع دولة الكيان من جهة، وبهّت من”الحقيقة” “الإسرائيلية” التي تروجها الصهيونية على الساحةالدولية، ومفادها “أن “إسرائيل” تمتلك جيشاً لا يقهر” . كماأن ضرب مطار اللد ساهم بشكل كبير في تبهيت بنود العقيدة الأمنية لدى الكيان في نقلالمعركة إلى أرض العدو للكيان، ومنع تأثيرات الحروب التي تشنها، في الداخل”الإسرائيلي”، عدا عن التأثيرات الاقتصادية والأخرى بعيدة المدى، من نمطأن الكيان دولة الأمن والأمان، وانعكاس ذلك على الدخل السياحي وعلى التقليل منالهجرة إليها، وازدياد الهجرة المعاكسة منها .

هذه التأثيرات تضرب أيضاً مبدأ صهيونياً حرصت الحركةالصهيونية على تحقيقه منذ نشأتها، مروراً بمختلف مراحلها، وانتهاء بما يقوله البعض”بأنها الحزب الأكبر والأكثر تنظيماً في التاريخ” ألا وهو: الوجودالدائم للكيان في المنطقة .

في اليوم الثامن والأربعين من بداية العدوان على غزة(السبت 23 أغسطس/ آب الماضي 2014) قامت فصائل المقاومة بقصف محطة غاز للعدو فيالبحر بالقرب من شواطىء غزة، ومحطة للكهرباء في أشكول ما أدى إلى قطع الكهرباء عنتسع كيبوتزات (تعاونيات زراعية) . ضربات كهذه أفضل من قصف مئات الصواريخ على أهدافاخرى، فهذه الأماكن الحساسة للعدو تمتلك نمطاً من البعد الاستراتيجي للصراع . منناحية ثانية: “إسرائيل” في التخطيط لعقيدتها الأمنية: متحركة ولا تقفعند محطة واحدة، ولذلك فإن تخطيطها الاستراتيجي متحرك، ففي المرحلة القريبةالماضية اعتبرت ما أسمته “بالتهديد النووي الإيراني” هو التحدي الأبرزبالنسبة إليها . هذا ما جاء على لسان نتنياهو في بداية ولايته الثالثة في جامعة”بار إيلان” وكرره في أكثر من تصريح له فيما بعد . وجاء مؤتمر هرتزيلياالأخير( 14) لهذا العام ليبدل من الأولويات، فمع استمرار ما يسمونه “بالتهديدالنووي الإيراني” لكن قرار المؤتمر الأبرز الذي جاء انعكاساً لمناقشات واسعةلأبرز التحديات التي تواجه “إسرائيل”، هو نزع أسلحة المقاومة في غزة .وكما جرت العادة، فإن ما تقرره هذه المؤتمرات يعتبر دستوراً للحكومة”الإسرائيلية” في ذات المرحلة، وهادياً لسياساتها المتبعة .

هذه المؤتمرات شديدة الأهمية من زاوية استراتيجية ل،”إسرائيل” يحضرها القادة العسكريون والأمنيون والسياسيون، وخبراءالسياسة والأمن والمخططون العسكريون والاستراتيجيون من الكفاءات الدولية، تجمعهمالصداقة والحرص على الكيان ورسم خطوط استراتيجيته في مختلف المجالات . هذهالمؤتمرات للأسف لا تحظى بانتباه عربي وإعلامي واسع، سوى من المتابعين للشأن”الإسرائيلي” من المختصين . لكل ذلك مخطىء من يظن أن دولة الكيان تخلتعن هذا المطلب ولن تطرحه في المفاوضات المنتظرة وستجعله شرطاً لفك الحصار عن غزة .من هنا فالهدنة الطويلة لا تخدم استجابة الكيان للمطالب الفلسطينية وإنما استنزافالعدو هو الكفيل بذلك .

“إسرائيل” قامت بقصف البنى التحتية في قطاعغزة كافة حتى محطتي المياه والكهرباء، وإمعاناً في جرائمها وحرب إبادتها الجماعيةللفلسطينين، قصفت المستشفيات وسيارات الإسعاف ودور العجزة والمعاقين، إضافة إلىقصفها للمدنيين وتدميرها الممنهج لأحياء سكنية بكاملها، والشهداء تجاوزوا الألفينمن بينهم ما يقارب 500 طفل والجرحى بلغوا 11 ألفاً . كل ذلك يعتبر عاملاً إضافياًلاستمرار استنزاف العدو وإيلامه وتصعيد خسائره وقصف أهداف حساسة ومؤثرة في داخله .

إن ما سبق هو ما نطالب به إضافة إلى عدم إعطاء الهدنةصفة (الدائمة)، فالموافقة “الإسرائيلية” على إدخال البضائع إلى غزة،ارتهن بنوعيتها والإشراف عليها وتحديد كمياتها، وليس هناك من تعهد صهيوني بفكالحصار عن القطاع ولا للاستجابة للمطالب الأخرى، فهذه ستخضع للمفاوضات المنتظرة .صحيح أن مقاومتنا الفلسطينية حققت إنجازاً كبيراً بصمودها، غيرأنه من الصحيح أيضاًأن تحقيق أية مطالب فلسطينية (ولو كانت صغيرة) مرهون بدوام حالة الاشتباك مع العدوواستنزافه.

صحيفة الخليج الإماراتية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....