الأحد 11/مايو/2025

«إسرائيل» تصادر (4000) دونم

«إسرائيل» تصادر (4000) دونم

أقدمت حكومة الاحتلال على مصادرة (4000) دونم من أرضالضفة الغربية جنوب بيت لحم، بعد الاتفاق على وقف اطلاق النار ووقف الحملةالعدوانية على غزة، في خطوة استفزازية للعالم العربي والإسلامي ولكل المجتمعالدولي، وتم إدانة هذه الخطوة من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والأمينالعام للأمم المتحدة الذي عبر عن قلق المجتمع الدولي في هذا الوقت وفي هذه المرحلةحسب تعبيرهم.

وجه المشكلة الحقيقي يظهر بوضوح عندما يأتي إصدار القرار«الاسرائيلي» في الوقت الذي تم فيه تسريب محضر الجلسة التي تم عقدها بين قياداتالشعب الفلسطيني في الدوحة، الذي تم فيه تبادل الاتهامات والتعبير عن هدم الثقةبين الأطراف، أما عن الموقف العربي فهو غائب تماماً يصل إلى حد العدم.

مواصلة حكومة الاحتلال لسياسة مصادرة الأرض الفلسطينيةوالاستيلاء عليها، وطرد أهلها، ومواصلة إقامة المستعمرات بطريقة عدوانية، تؤكدبوضوح لا يخالطه الشك استراتيجية ابتلاع الضفة الغربية، رغم صيحات الاستنكاروالإدانة التي لا تشكل عائقاً أمام إرسال الجرافات لاقتلاع زيتون أهل فلسطينوتدمير مزارعهم، وطردهم بقوة السلاح حراسة الجيش «الاسرائيلي».

والسؤال الموجه للرئيس عباس والسلطة ولكل قادة الشعبالفلسطيني، ماذا بقي للمفاوضات، وماذا بقي لمسار أوسلو كله؟ ماذا بقي من الوعودالدولية؟ وعلى ماذا الخصام والتوتر؟ وعلى ماذا يتم رفع الصوت وتبادل الاتهامات،وفبركة المؤامرات، والمكائد ونصب المصائد، «والعزارة» في الاعلام؟ بعد ذهاب الأرضوالاستيلاء عليها بجرّة قلم؟!

المشكلة المعقدة بين القيادات الفلسطينية تلخص المشهدالعربي كله، من تفرق ونزاع، وتشتت، وغياب للرؤية الموحدة، وغياب للمشروع المتكاملالذي يجمع شتات الشعب الفلسطيني كله في الداخل والخارج، وانعدام لتوزيع الأدوار،بينما نرى قادة العدو الصهيوني رغم ما بينهم من اختلاف وتناقض وتباين في المواقفوالسياسات، ولكنهم قادرون على إيجاد رؤية موّحدة «للدولة: وسياسة موحدة وقراراتقادرة على تحقيق انجازات ملموسة لصالح الكيان، والقدرة على استثمار الظروف رغمالصعوبة والحرج الذي يكتنفها في نهاية المطاف.

مصادرة هذه المساحة الكبيرة من الأرض الفلسطينية من قبلحكومة الاحتلال تعد صفعة قوية للسلطة ورئيسها، وصفعة قوية لجميع الأطراف بلااستثناء، وصفعة قوية لكل أمة العرب والإسلام، بالإضافة إلى ما سبقها من صفعاتولطمات في غاية الغطرسة والاستعلاء من العدو وفي غاية الألم لنا جميعاً، والمفروضفإن توالي الصفعات يؤدي إلى اليقظة والصحوة لكل الأطراف الفلسطينية والعربية، وأنتشكل محطة مراجعة سريعة وفورية لمجمل السياسات والمسارات والاستراتيجيات الفاشلةعلى مستوى محلي وإقليمي وعالمي، والشروع بمحاولة جادة نحو بناء رؤية فلسطينيةموحدة، والاتفاق على مشروع فلسطيني موّحد بالحدود الدنيا، والتركيز على الأولويةالمشتركة، المتمثلة بامتلاك القدرة على بناء الإطار الموّحد، وتأجيل معارك التنافسعلى الزعامة والسلطة الوهميّة المتهالكة والمتآكلة التي ضيعت الأرض واستهلكتالجهد، وفرطت بالدماء والشهداء والحقوق!

الوضع العربي برمته بحاجة ماسة إلى نظرة مختلفة، وإعادةنظر ومراجعة على كل المستويات الرسمية والشعبية، وبحاجة إلى محاولات جادة للبحث عنمخارج للأزمة، وضرورة عدم الاستسلام للمسارات التقليدية القديمة وعدم الاصرار علىسلوك المسارات الفاشلة، وتكرار الهزيمة تلو الهزيمة، والإدمان على اللدغ من الجحرالواحد المرّة تلو المرّة، وهذه وظيفة كل المفكرين والسياسيين وأهل النظر والعلماءبكل اختصاصاتهم ومواقعهم الذين يتحملون مسؤولية البحث عن بصيص الأمل وجذوات الضوءفي هذا الظلام الدامس.

صحيفة الدستور الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات