السبت 10/مايو/2025

معالم النصر في العدوان على غزة

معالم النصر في العدوان على غزة

بعد51 يوماً من الهجوم الهمجي البربري، من القتل والتدمير لكل مظاهر الحياة، اضطر نتنياهوعلى الموافقة على المطالب الفلسطينية المعدلة للورقة المصرية، معلناً بذلك فشل عدوانهعلى غزة.

توقفتالحرب دون أن تحقق “إسرائيل” الأهداف التي شنت الحرب من أجلها، ومما يؤكدذلك أن نتنياهو أبلغ أعضاء الحكومة الأمنية المصغرة هاتفياً، متجنباً عقد اجتماع لهمبسب الخلافات الحادة حول نتيجة المعارك، كما أن استطلاعات الرأي في “إسرائيل”كشفت أن 32% من العينة المختارة قالت إن “إسرائيل” خسرت الحرب مقابل 26%يرون أن “إسرائيل” انتصرت.

يضافلذلك بقاء ما يقرب من خمسة ملايين من سكان “إسرائيل” قر ب الملاجئ، وخلومستوطنات غلاف غزة من سكانها وربط عودتهم بقرار من القائد محمد ضيف، كما تم وقف بعضالرحلات الجوية إلى مطار اللد وضرب الموسم السياحي، واستمرار سقوط الصواريخ على تلأبيب وحيفا والقدس وغيرها حتى الدقائق الأخيرة قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

منالمؤكد أن “إسرائيل” لم تنتصر، لأن النصر يحدد بمقدار تحقيق الأهداف التيشنت من أجلها الحرب وليس بمقدار الدمار أو أعداد القتلى والجرحى من المدنيين الذي يلحقهطرف بآخر، فتلك مؤشرات على الهمجية والدموية.

أكدت”إسرائيل” في بداية عدوانها أن الحرب لن تتوقف حتى يتم تدمير البنية التحتيةلحركة المقاومة حماس وبقية الفصائل المقاومة، وحتى يتوقف إطلاق الصواريخ نهائياً، وتدمرالأنفاق، ويتم بالتالي تحقيق الأمن لسكان جنوب “إسرائيل”.

توقفتالحرب ولم يتحقق أي منها، رغم ما ألحقه العدوان من تدمير ممنهج وقتل متعمد للمدنيين،فيما تحددت أهداف المقاومة بمنع العدو من تحقيق أهدافه والسعي لتحقيق المطالب العادلةلشعب غزة والمتمثلة بفتح المعابر بإشراف دولي ورفع الحصار وإعادة الإعمار وصولاً إلىإعادة تشغيل المطار والميناء، فمن الذي حقق أهدافه وما هي الأسباب الكامنة وراء النجاحأو الفشل في تحقيق الأهداف؟

ارتكبتالقيادة العسكرية “الإسرائيلية” خطأ إستراتيجياً تمثل في إعادة استنساخ الخططالعسكرية السابقة، والتي تتلخص في حملة جوية مدعمة بنيران الإسناد من البر والبحر،ثم تنفيذ حملة برية يتوقف عمقها على التطورات الميدانية، ولم تأخذ في حسبانها التطورالكبير في القدرات العسكرية للمقاومة والتغيير الجوهري في العقيدة القتالية وطريقةإدارة المعركة.

كماأنها راهنت على إحداث شرخ عميق بين المقاومة والبيئة الاجتماعية الحاضنة من خلال توجيهضربات مؤلمة للمدنيين وممتلكاتهم الشخصية، ومحاولة تدمير البنية التحتية لكافة مظاهرالحياة في غزة. يقابل ذلك أن المقاومة الفلسطينية استفادت من تجاربها في الحروب السابقة،فطورت عقيدتها القتالية لتتلاءم مع تحديات المعركة المتوقعة.

تتلخصأبعاد المعارك لكافة جيوش العالم في البعد البري والبحري والجوي، وبما أن الجيش”الإسرائيلي” يملك التفوق الساحق في الأبعاد الثلاثة، كان لزاماً على كتائبعز الدين القسام وبقية الفصائل أن تجد بعداً رابعاً، وكان لها ذلك من خلال إنشاء شبكةمن الأنفاق الهجومية تمكن المقاتل الفلسطيني من الوصول إلى المواقع العسكرية”الإسرائيلية” الثابتة ومناطق حشد قواته.

كماتبين لفصائل المقاومة التفوق الكاسح للجيش “الإسرائيلي” بالقوة النارية والسيادةالجوية المطلقة، وللتغلب على ذلك التحدي الخطير كان لا بد من الاشتباك مع قوات العدومن المسافة الصفرية لتحييد أسلحة الإسناد المعادية، وتمثل التحدي الثالث في تفوق قواتالعدو في قابلية الحركة عبر الضواحي بما يملكه من قوات مدرعة وقوات راجلة تحمل في وسائطنقل مدرعة لتأمين الحماية لها، وكان الحل في استدراج قوات العدو إلى مناطق تقتيل مختارةومعدة مسبقاً.

فيماتمثل التحدي الرابع في اعتماد الجيش “الإسرائيلي” قانون هنيبعل والذي يجيزقتل الجندي أو الضابط “الإسرائيلي” المعرض للأسر مع آسريه، وفي مواجهة ذلككان الحل من خلال نصب الكمائن المحكمة سواء في شبكات الأنفاق أو المناطق المناسبة للكمائنمع استعداد المقاتل الفلسطيني للتضحية بروحه في سبيل تحقيق ذلك.

نجحتكتائب عز الدين القسام ومعها بقية الفصائل المقاومة في إعداد المقاتل الفلسطيني الإعداداللازم، وقد اشتمل ذلك الإعداد على العديد من الأبعاد ومن أهمها:

الإعدادالبدني حتى يتمكن المقاتل من البقاء في بيئة معادية لفترات طويلة تقاس بالأسابيع وليسبالأيام.

الإعدادالنفسي والمعنوي للعيش في تلك البيئة القاسية وتعزيز مفاهيم الإقدام والتضحية.

الإعدادالمهني الاحترافي، والذي يرقى لمستوى الفرصة الواحدة، فإذا لم يستغلها سيكون هو الضحية.

الإعدادالجماعي، أي توظيف ما سبق ذكره للتدرب على القتال في مجموعات صغيرة وبمستوى مهاري عال.

ولقداتضح ذلك في معركة ناحال عوز ومعركة كيسوفيم وخزاعة والشجاعية ورفح وغيرها.

يضافإلى ذلك تصميم المقاومة الفلسطينية على استغلال الإمكانات المحدودة لتحقيق إنجازاتفي البعد التسليحي كان لها آثارها الإستراتيجية، ومن أهمها:

إنتاجمنظومة من الصواريخ بمديات مختلفة تصل في حدها الأقصى إلى أكثر من 160 كلم، ومنها صواريخالقسام والرنتيسي والمقادمة والجعبري، بالإضافة إلى صواريخ فجر الإيرانية وغيرها والتيجعلت معظم جغرافية فلسطين المحتلة في مرمى تلك الصواريخ وضمن دائرة تأثيرها.

كماتمكنت المقاومة من إنتاج طائرات من دون طيار لتقوم بمهام استطلاعية وهجومية، ورغم أنهاأطلقت لمرة واحدة إلا أنها تمثل نقلة نوعية في الاستفادة من التكنولوجيا في الحروبالمستقبلية، كما نفذت عملية برمائية ناجحة رغم ما يتطلبه هذا النوع المعقد من العملياتمن مهارة عالية.

ويضافإلى ذلك إنتاج العديد من القذائف الصاروخية القصيرة المدى، وبندقية قنص يصل مداها إلىألفي متر.

كذلكنجحت المقاومة في إيجاد حالة من اللحمة بين القيادة والمقاو

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات