السبت 10/مايو/2025

وانتصرت غزة..

وانتصرت غزة..

وأخيراً وبعد 51 يوماً من العدوان”الإسرائيلي” الوحشي والمتسلح بكل وسائل وأدوات القتل والدمار، انتصرتغزة المحاصرة بشروطها ورضخت سلطات الاحتلال لمطالبها بعد أن ارتكبت بحق شعبهاالجبار ما يندى له جبين الإنسانية من الجرائم والمجازر الدموية المروعة، وبعدمماطلات عدة وانتهاكات الهدن الإنسانية التي توقع هي نفسها على بنودها.

رضخ الكيان الصهيوني لشروط المقاومة بعد عجزه عنالاستمرار في الحصار الجائر على القطاع المنكوب، وفشله في كسر إرادة الفلسطينيينوقهرهم وإذلالهم، بالرغم من قدرته الشيطانية على تضليل الرأي العام العالمي وإظهارنفسه بمثابة الحمل الوديع، وأن المقاومة هي المعتدية عليه، في ظل غياب قوانيندولية ومؤسسات حقوقية قادرة على لجم العدوان ومحاسبته.

الصمود الباسل للشعب الفلسطيني في غزة في وجه عدو شرس لميوفر وسيلة من وسائل القتل والدمار والبطش إلا واستخدمها، مكّنه من إنجاز اتفاقتاريخي لوقف إطلاق النار ينص على الشمولية والتبادل بالتزامن مع فتح المعابر وبمايسرّع من عملية إدخال المساعدات الإغاثية ومستلزمات إعادة الإعمار، إضافة إلى وضعقادة الكيان في مأزق سياسي لا يحسدون عليه، خاصة بعد أن أظهر استطلاع للرأي أجريبين المستوطنين أن “إسرائيل” لم تنتصر في الحرب، في وقت أشار فيه آخرونإلى انتصار المقاومة.

وتشير الأنباء القليلة المترشحة من داخل الكيان أنَّرئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ووزير حربه يتخبّطان في مأزقٍ سياسيّ حقيقي، بعدأن فشل العدوان في تحقيق ما كانا متوهمين به من إنجازات على أشلاء أكثر من ألفيشهيد وأكثر من عشرة آلاف جريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلىعملية تدمير ممنهج لكل مقومات الحياة في القطاع المنكوب أصلاً بالسلوك الإجراميللكيان.

ولعل من أهم التحديات التاريخية التي تواجهها القضيّةالفلسطينيّة، اليوم، مواجهة أعتى قوى الشرّ في العالم، متسلحة بتأييد دول عظمى وفيمقدمتها الولايات المتحدة، لكن معجزة صمود الشعب الفلسطيني مؤشر على أن العدوانزائل ولا محالة طال الزمن أو قصر.

الأيام الخمسون للعدوان الصهيوني على غزة قد تكلف قادةالكيان وفي مقدمتهم نتنياهو الكثير على الجبهات السياسية والدبلوماسية، إذ تشيراستطلاعات الرأي إلى أن شعبيته تدنت كثيراً بعد العدوان، مهما حاول تقديم المبرراتوالدفاع عن نفسه، خاصة مع مقتل أكثر 64 جندياً في أكبر خسارة ل “إسرائيل”منذ عدوانها في عام 2006 على لبنان، فضلاً عن الصواريخ والقذائف الفلسطينية التيانهالت على معظم أرجاء فلسطين المحتلة والتي أجبرت آلاف المستوطنين على الاختباءفي الملاجئ كالجرذان وتعليق الرحلات في مطار بن غوريون، الأمر الذي شكل حالة منالرعب في قلوب الصهاينة، إضافة إلى ارتفاع تكاليف هذا العدوان إلى أكثر من أربعةمليارات دولار.

التحالف “الإسرائيلي” مع واشنطن الذي يعتبرحجر الزاوية في السياسة الخارجية للكيان ولأمريكا معاً، ثأثر سلباً نظراً لمااستخدمه الكيان من وسائل عسكرية بحجم كبير جداً وبقوة تدميرية هائلة سببت خسائر جسيمةفي صفوف المدنيين ولا سيما الأطفال من دون اكتراث حتى بمؤسسات الأمم المتحدة ماأوقع واشنطن في حرج لا تحسد عليه أمام المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقيةوالإنسانية.

صحيفة الخليج الإماراتية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات