الأحد 11/مايو/2025

الدم الفلسطيني يتجدد

الدم الفلسطيني يتجدد

بعدفشل “إسرائيل” في تحقيق النصر على غزة، وحرمانها بالتالي من تجيير حربالخمسين يوماً لصالحها، لم يعد الفلسطينيون ميالين إلى الانحناء أمام تهرب تل أبيبالمزمن من الاستحقاقات المترتبة عليها. لكن صواريخ المقاومة وخنادقها وأنفاقها ضختدماء جديدة في عروق «القضية»، مما دفع حتى الأصوات الأكثر اعتدالاً وفي مقدمتهارئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إلى مطالبة الدولة العبرية بتسديد تلكالاستحقاقات دفعة واحدة وبشكل فوري.

وكانواضحاً أن عباس الذي تعرض طيلة فترة رئاسته لكثير من الضغوط و«السماجات»الإسرائيلية، لم يعد في مقدوره تحمل المزيد من التأجيل والمماطلة والمراوغة، ولذلكرأيناه يقفز فجأة إلى خط النهاية، مطالباً “إسرائيل” في حوار معالتليفزيون الفلسطيني، بالإذعان لتسوية الصراع على أساس حدود «1967»، ومشدداً علىأن هذا هو الحل الوحيد المقبول والحد الأدنى الممكن.

وإذاكان البعض يرى أن عباس يسعى لقطف الثمار السياسية لإنجازات حماس والفصائل في غزة،فإن مثل هذا التوجه لا يعيب رئيس السلطة في شيء، خاصة أن المقاومة خاضت حرب الدفاععن النفس ضد “إسرائيل”، تحت يافطة منظمة التحرير والسلطة الوطنية الفلسطينية،والتي تجسدت على الأرض من خلال مصالحة مباركة بين حماس وفتح، ومن خلال حكومة وحدةوطنية قادت ـ رسمياً على الأقل ـ هذه الفترة المفصلية من تاريخ فلسطين.

وكانعباس محقاً عندما انفجر قائلا إن الفلسطينيين ليسوا مستعدين للانتظار عشرين سنةأخرى من المفاوضات، ولهذا فإنه سيوفد كبير المفاوضين صائب عريقات ومدير المخابراتماجد فراج إلى واشنطن بعد أيام للتباحث مع جون كيري حول ترسيم حدود الدولةالفلسطينية المقبلة.

ولانظن أن هذا التوجه يتعارض مع رؤية حماس التي يعزى إليها الفضل في إعادة فلسطين إلىقلب الأضواء، والتي يتعين عليها الآن أن تساعد القيادة في رام الله على تنفيذمتطلبات ما بعد وقف إطلاق النار، بما في ذلك التوصل إلى صيغة مقبولة لإدارة القطاعوالإشراف على الجانب الفلسطيني من معبر رفح والمعابر الإسرائيلية مع غزة، وكذلكالإشراف على عملية إعادة إعمار القطاع، وهي عملية شاقة وطويلة تتطلب لحمة فلسطينيةاستثنائية.

صحيفةالوطن القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات